ابرز ما تناولته الصحافة العبرية 24/12/2014
تاريخ النشر : 2014-12-24 11:31

عباس يهدد بوقف التعاون مع اسرائيل في حال رفض المشروع الفلسطيني في مجلس الامن

 

كتب موقع "واللا" الاسرائيلي، ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هدد امس (الثلاثاء) بوقف التعاون بشكل مطلق مع إسرائيل، بما في ذلك التنسيق الأمني، في حال عدم المصادقة على التوجه الفلسطيني الى مجلس الأمن.

 

وقال ابو مازن  خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الخارجية الجزائرية، "اننا نصر على نيل حقوقنا، نحن نطالب بحق العودة وبإطلاق سراح الأسرى من السجون الاسرائيلية، ولن نستسلم لسياسة الاحتلال والقمع الاسرائيلية". واضاف: "يتحتم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس".

 

واكد ابو مازن ان "المسألة الفلسطينية هي مفتاح السلام والحرب في الشرق الاوسط، وحلها سيساعد على تحقيق السلام". وأضاف: "اذا فشلنا سنوقف كل تعاون مع الحكومة الاسرائيلية وسنطالبها بتحمل المسؤوليات المرتبطة باحتلال المناطق".

 

الى ذلك نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، صائب عريقات، قوله امس، ان الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ستصوت حتى نهاية العام الجاري على مشروع القرار الذي يحدد جدولا زمنيا للانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

 

وقال عريقات خلال لقاء مع الصحفيين الروس، ان السلطة الفلسطينية اجرت تعديلات على مشروعها الأصلي الذي تم تقديمه الى مجلس الامن، وسيتم قريبا التصويت عليه. واضاف: "حاليا نتوقع دعم تسع دول، ولا نستبعد فرض الفيتو على القرار".

 

واوضح ان الخطوة التالية ستكون التوقيع على المعاهدات الدولية والانضمام الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. من جهتها اعلنت حركة حماس رفضها للتوجه الى الامم المتحدة، "لأن الاقتراح المطروح لا يمثل موقفا يجمع عليه الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيرها.

 

الليكود لهرتسوغ وليفني: اعلنا موقفكما صريحا من القدس

 

في اطار الحرب الاعلامية بين ما بات يشكل معسكري اليمين واليسار – الوسط، الليكود وتحالف العمل – الحركة، هاجم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مساء امس (الثلاثاء) خصميه يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، على خلفية موقفهما من مسألة القدس، وقولهما، خلال مشاركتهما في ايقاد شمعة عيد الأنوار في حائط المبكى، "ان الحائط سيبقى الى الأبد تحت السيادة الاسرائيلية". ونقلت "هآرتس" عن نتنياهو قوله خلال خطاب القاه في مسابقة التوراة للبالغين في القدس، إن "حائط المبكى سيبقى في أيدينا، والقدس كلها ستبقى في أيدينا موحدة الى الأبد، تحت السيادة الاسرائيلية. سمعت من الناس الذين على استعداد لمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس، سمعت احدهم، احداهن، يقولون ان الحائط سيبقى في أيدينا. كيف سيبقى في أيدينا؟ جيب في المنطقة الفلسطينية؟ وكيف سنصل اليه بالضبط؟ بالقوافل؟ بالطائرات المروحية؟ بالمصفحات؟ لم نرجع الى حائط المبكى بعد 2000 سنة كي نصل اليه بالمصفحات".

 

وفور انتهاء خطاب نتنياهو، أصدر الليكود بيانا واصل فيه الهجوم على هرتسوغ وليفني. وجاء فيه: "ندعو تسيبي وبوغي الى كشف الحقيقة التي يخفيانها امام الجمهور: هل سيوافقان في اطار اتفاق سياسي على اقامة عاصمة فلسطينية في القدس؟ هل سيكونان على استعداد لتسليم مناطق في القدس الشرقية للسيادة الفلسطينية؟ وهل سيدعمان في المستقبل تقسيم القدس؟ من حق المواطنين في اسرائيل معرفة إلى أي حد يوافق فيه بوغي وتسيبي واليسار على الانسحاب".

 

وفي تعقيبهما على خطاب نتنياهو قال هرتسوغ وليفني "ان بيبي مثل بيبي، يستغل القدس لاحتياجات ساخرة. الجمهور فقد الثقة بنتنياهو ونحن سنستبدله".

 

يشار الى ان نتنياهو يحرص على تركيز حملته، حاليا، على هرتسوغ – ليفني، بهدف مزدوج: جعل المعركة الانتخابية تبدو كصراع بين تكتل اليمين برئاسته، وتكتل اليسار (وليس المركز) برئاسة هرتسوغ وليفني. كما ان اتهام هرتسوغ وليفني باليسارية يهدف الى اقناع مصوتي المركز المترددين بدعمه وعدم الوقوع في اغواء حزب يسار مستتر.

 

وفي اطار ذلك، اتفق نتنياهو مع زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، على التحالف وعدم مهاجمة احدهما للآخر، خلال الحملة الانتخابية. ويلاحظ ان بينت، ايضا، ركز جهوده على انتقاد اليسار، ويشمل ذلك شريط "المعتذر" الذي نشره مؤخرا. وفي اطار هذه الاستراتيجية يحرص نتنياهو على الاستهتار بـ"المعسكر الصهيوني"، من خلال عدم الاشارة الى اسمي هرتسوغ وليفني في خطاباته الاخيرة، كما فعل امس حين قال "سمعت احدهم، احداهن"، او كما فعل عندما شارك في ايقاد الشمعة الأولى لعيد الأنوار حيث قال "ان الانتخابات واضحة بين اليمين واليسار، بين الليكود برئاستي وبين العمل برئاسة... آه.. ليس مهما".

 

يشار الى ان نتنياهو ضم الى طاقم حملته الانتخابية، خبير الاستطلاعات الأمريكي جون مكالكلين، الذي عمل مستشارا له في السابق، كما عمل مستشارا لسلسلة طويلة من السياسيين الأمريكيين، من بينهم حاكم كاليفورنيا السابق، ارنولد شفارتسينغر وحاكم فلوريدا السابق، جيب بوش. كما عمل مستشارا لرئيس الوزراء الكندي ستيفن هارفر والحزب المحافظ في بريطانيا.

 

ليبرمان يحذر من تدهور العلاقات مع اوروبا "في غياب اتفاق سياسي"!

 

يواصل وزير الخارجية الاسرائيلي ورئيس حزب "يسرائيل بيتنا"، افيغدور ليبرمان، محاولة الخروج من صورته اليمينية المتطرفة، والتظاهر بأنه براغماتي، ويقرأ الخارطة السياسية بشكل مغاير لصورة اليميني المتطرف التي التصقت به طوال سنوات، بفعل تصريحاته وممارساته العدوانية للشعب الفلسطيني وللمواطنين الفلسطينيين داخل اسرائيل.

 

وتجلت آخر تقليعات ليبرمان هذه، مساء امس، عندما حذر من تدهور العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الأوروبي، في غياب اتفاق سياسي، الأمر الذي من شأنه الحاق ضربة بالغة بالاقتصاد الاسرائيلي.

 

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن ليبرمان قوله: "اذا لم نبادر فسنصل الى تسونامي سياسي". كما وجه ليبرمان انتقادا شديدا لنتنياهو وادعى ان توجهه السياسي الذي يكرس الوضع الراهن مني بالفشل.

 

وكان ليبرمان يتحدث خلال اجتماع مغلق عقده النادي الصناعي – الأكاديمي في جامعة تل ابيب، بحضور عشرات رجال الأعمال الكبار وعميد بنك اسرائيل السابق يعقوب فرانكل، وعدد من اصحاب الشركات الاقتصادية الرائدة في اسرائيل. وعرض ليبرمان توجها أكثر براغماتية ازاء الاتحاد الأوروبي، مقارنة بنتنياهو الذي هاجم الاتحاد الاوروبي، الاسبوع الماضي، على خلفية اعتراف برلمانه بالدولة الفلسطينية.

 

واكد ليبرمان اهمية العلاقات مع اوروبا والضرر الكبير الذي سيصيب اسرائيل اذا لم يتم دفع اتفاق سياسي. والمح الى ان استمرار الجمود السياسي يمكنه ان يقود الى فرض عقوبات اقتصادية من جانب الاتحاد الأوروبي، كتلك المفروضة على روسيا منذ اجتياح قواتها لأوكرانيا واحتلال شبه جزيرة القرم. وقال: "يتحتم علينا التوصل الى اتفاق سياسي، ليس بسبب الفلسطينيين او العرب، وانما بسبب اليهود، فهذا يعتبر مهما بالنسبة لعلاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. ولمن لا يعرف فان الاتحاد الاوروبي هو اكبر سوق لنا، من ناحية الصادرات وكذلك من ناحية الواردات".

 

وحسب رأي ليبرمان، "يخطئ من يعتقد انه يمكن الحفاظ على علاقات اقتصادية وثيقة في وقت تتدهور فيه العلاقات السياسية"، وقال ان "هذا لن ينجح ويتحتم علينا استيعاب ذلك". وعرض ليبرمان امام الحضور خطته السياسية للاتفاق الاقليمي الذي سيعالج في المقابل المسألة الفلسطينية والعلاقات مع الدول العربية ومسالة العرب في اسرائيل.

 

وقال: "يجب وضع حد لكل الخلافات والتوصل الى اتفاق مع كل ما يحيطنا، وفي اللحظة التي سنتوصل فيها الى اتفاق اقليمي يمكننا تكريس موارد اكبر للأبحاث والتكنولوجيا، وعندها سنتفوق على سويسرا".

 

وفي رده على سؤال وجهه اليه احد الحضور، انتقد ليبرمان سلوك نتنياهو السياسي امام الفلسطينيين، وقال: "اليوم لا يتم عمل شيء. هناك وضع راهن، نشد الى هناك والى هناك، خطوة الى الأمام وخطوة الى الوراء، لا توجد مبادرة، انا اؤيد المبادرة، يتحتم المبادرة لأنه عندما لا نبادر نخسر. هذا التوجه (الذي يقوده نتنياهو) مني بالفشل.. احترم نتنياهو لكن التوجه الذي اعرضه الآن افضل في هذه المرحلة".

 

وسئل ليبرمان عما اذا كانت إسرائيل تواجه تسونامي سياسي على خلفية تدهور مكانتها الدولية، فقال: "هذا ابعد من ان يكون تسونامي، آمل أن لا نصل الى تسونامي. ما يحدث الآن هو رياح خفيفة"، لكنه أضاف: "اذا لم نبادر سنصل الى التسونامي، ويتحتم ان تتم المبادرة الى اتفاق اقليمي شامل".

 

وانتقد ليبرمان خطة وزير الاقتصاد ورئيس "البيت اليهودي" نفتالي بينت، لضم الضفة، وقال: "هناك مفهوم بينت، لكن هذا يعني دولة واحدة ثنائية القومية. انه يقول لن نتخلى عن أي شبر ولن نتوصل الى أي تسوية، وهذا يعني حدوث أزمة مع العرب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. انا لا اريد دولة واحدة للشعبين، انا اريد دولة يهودية قوية".

 

كما انتقد ليبرمان توجه رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، وقال: "انه يدعو الى الاتفاق مع الفلسطينيين بكل ثمن. لا يوجد شيء اسمه بكل ثمن. لا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين فقط، هناك استعداد لاتفاق اقليمي". وعندما سئل عن اخلاء المستوطنات كجزء من الاتفاق، قال ان "مسالة الاقليم قابلة للحل"، واضاف "ان حدود إسرائيل يجب ان تشمل كل الكتل الاستيطانية الكبيرة. ومن الواضح انه يجب اجراء تبادل للأراضي. لقد تم الحديث في كامب ديفيد عن الكتل الاستيطانية، وكذلك في انابوليس، سنضطر الى اخلاء المستوطنات المعزولة، انا لا اشعر بالقلق في هذا الشأن".

 

وانتقد ليبرمان طريقة ادارة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، كما انتقد الوزراء الذين هاجموا القيادة الامريكية، وقال "عليهم جميعا ان يفهموا حجمنا الطبيعي وكيف تدار الأمور امام الأصدقاء حتى عندما لا يسود الاتفاق بيننا".

 

إسرائيل ستتوقف عن انتاج وتوزيع الاقنعة الواقية

 

كتبت صحيفة "هآرتس" انه من المتوقع ان يصادق المجلس الوزاري الأمني على قرار وزير الأمن، موشيه يعلون، وقف خطوط انتاج الأقنعة الواقية للأسلحة الكيماوية. وتم تبرير هذا القرار بانخفاض تهديد الاسلحة الكيماوية السورية، بعد البدء بتفكيك مستودعاتها قبل سنة.

 

وكان يعلون قد قرر قبل سنة، تعليق توزيع الأقنعة الواقية للمواطنين، والانتقال الى انتاجها بشكل محدود لخدمة الجيش فقط، في ضوء انخفاض قوة التهديد والرغبة بالتوفير. وقرر في حينه اعادة فحص الموضوع بعد سنة لرؤية ما اذا كان يمكن وقف الانتاج نهائيا. وينوي الآن وقف الانتاج والتوزيع والتركيز على انتاج مقلص جدا لخدمة طواقم الانقاذ، التي قد تضطر للوصول الى مناطق تعرضت الى عملية كيماوية.

 

ويشار الى ان تزود المواطنين بهذه الاقنعة، وصل عشية قرار وقف التوزيع، الى اكثر بقليل من 60%. وقد تراجعت النسبة بشكل متواصل سنويا. ومن المتوقع ان يؤدي وقف خط الانتاج الى فصل مئات العمال الذين يعملون في هذا المجال.

 

ويعتبر قرار وقف الانتاج محل خلاف بين الاوساط المهنية في الجهاز الامني. فالبعض يعتقدون ان هذا القرار ينطوي على مخاطرة كبيرة، امام التخوف من بقاء اسلحة كيماوية في سوريا، وامكانية تسربه الى ايدي حزب الله وحماس او التنظيمات الارهابية التابعة للقاعدة. وتقدر الجهات الاستخبارية في إسرائيل ان سوريا لا تزال تحتفظ بكمية صغيرة من الاسلحة الكيماوية، للاستعانة بها من اجل الحفاظ على النظام. ويسود التكهن بأنه يمكن استخدام هذا السلاح ضد الجيش الاسرائيلي على الحدود، ولكن ليس ضد المدنيين الإسرائيليين.

 

مراسلة "يديعوت احرونوت" تتسلل الى وكر "لهباه" وتكشف حقيقتها العنصرية

 

تحت عنوان "داخل لهباه" تنشر ليئات بار ستاف، في "يديعوت احرونوت" ملخصا لتقرير مطول ستنشره في ملحق يوم الجمعة، حول تنظيم "لهباه" الذي انخرطت في صفوفه، في اطار مهمة صحفية سرية، كي تتعرف على عمله.

 

وتكتب: "في الاسبوع الماضي، اهتزت الأرض في تنظيم "لهباه" بعد اعتقال عدد من نشطاء التنظيم. وشكل ذلك لحظة القمة في نشاطي الصحفي السري داخل التنظيم اليميني المتطرف، الذي حدد لنفسه هدف العمل لمنع الاختلاط.

 

خلال فترة شهرين ونصف تم خلالهما زرعي كناشطة ميدانية في التنظيم، تظاهرت ضد تشغيل العرب، وشاركت في جولات لمنع الاختلاط، وتعرفت على الطرق المخادعة التي يسلكها نشطاء لهباه المستترين من اجل ردع اليهود واليهوديات عن اقامة علاقات مع الأغيار.

 

فور انضمامي الى التنظيم تم ارسالي الى نشاط ضد الاختلاط نظمته الحركة في بارك بيتح تكفا. واوضح لنا احد المركزين خلال التوجيهات المسبقة ان "عليكم أن لا تجعلوا احدا يستفزكم. واذا اقتربت مجموعة من الناس الى الكشك وصرخت عليكم، يجب ان تقولوا لهم "اذا اقتربتم سنحطم عظامكم" ومن يقترب حطموا عظامه. بدون ذكاء".

 

وخلال الامسية اكتشفت وجود "مخمس" مخبأ بين قمصان لهباه، وشاهدت ناشطا يحمل سلسلة حديدية. وفي الليلة التالية للعملية القاتلة في كنيس حي هار نوف في القدس، خرجت مع نشطاء لهباه للمشاركة في المظاهرة التي جرت قرب جسر "هميتاريم" في القدس.

 

في ملاحظة تم توزيعها على النشطاء بواسطة مجموعة "واتس أب" كتب "دم اليهود تحول الى ماء! لن يتكرر أبدا". ورد احد النشطاء كاتبا: "اليوم لن ارحم العربي الذي سيقع في يدي". وخلال التظاهرة هاجت النفوس وكانت الشعارات المسيطرة هي "الموت للعرب" و"شعفاط تحترق" و"محمد مات".

 

وكلما مضى الوقت، تعلمت عن قوة ايمان غوفشتاين (رئيس الحركة) والنشطاء الآخرين، بنظرية الراب كهانا (مؤسس حركة كاخ). وخلال مؤتمر عقد لإحياء ذكرى كهانا، هتف غوفشتاين في خطابه: "كهانا صرخ بأن الاعداء المتواجدين بيننا هم سرطان، واذا لم نأخذ هذا السرطان ونرميه، فاننا لن نواصل البقاء". وأضاف: "لأسفنا، فان هذا السرطان الخطير للتعايش، زرع نقائله في كل مكان. نحن لم نأت لتذكر الراب كهانا فقط، وانما لنكمل طريقه".

 

غانتس: امامنا الكثير من التحديات والامن يعتبر عتبة حتمية ويجب دعمه

 

نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" تصريحات ادلى بها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي المنتهية ولايته، بيني غانتس، خلال لقاء عقدته لجنة الخارجية والأمن البرلمانية لوداعه. وقال غانتس "ان إسرائيل تواجه الكثير من التحديات ويتحتم عليها ان تقرر اولويات العمل".  وأضاف " لدينا عتبة حتمية هي عتبة الأمن، ويتحتم علينا الاستثمار فيها، كما يتطلب الامر وفي كل وقت. يتحتم علينا ضمان بقاء الجيش قويا كتنظيم عسكري محارب والاستثمار في رؤية مستقبلية للتحديات القادمة".

 

وقال رئيس لجنة الخارجية والامن، النائب زئيف الكين (ليكود) لغانتس: "انك تنهي ولايتك في فترة ليست سهلة بالنسبة للجهاز من ناحية مالية، اعرف قلقك في هذا المضمار، وهو مبرر. صحيح اننا في فترة انتخابات وتم تأجيل مسألة الميزانية، لكنني لا اشك بأن من سيستبدلنا سيضطر الى ابداء رأيه في هذه المسألة المصيرية بالنسبة لوظيفة الجيش واستعداده للوقوف في كل المهام".

 

ملف الانتخابات الاسرائيلية

 

الليكود يتهم لبيد بالتآمر لانتخاب حكومة يسارية!

 

كتبت "يسرائيل هيوم" ان حزب الليكود، اتهم رئيس حزب "يوجد مستقبل" يئير لبيد، بالانضمام الى هجوم تسيبي (ليفني) وبوغي (يتسحاق هرتسوغ) واليسار على نتنياهو في سبيل ايصال حكومة يسارية الى السلطة. واضاف بيان الليكود انه "من الواضح بأن وزير المالية الفاشل (لبيد) لن يشغل أي منصب في حكومة نتنياهو القادمة".

 

وكان الليكود يرد على تصريح لبيد الذي حمل سياسة نتنياهو المسؤولية عن اوضاع الفقر. وقال حزب لبيد معقبا ان "نتنياهو يواجه حالة فزع، ولديه ما يبرر ذلك، فقد كان رئيس حكومة فاشل ونحن نبذل كل شيء كي لا يكون رئيسا للحكومة القادمة. لقد قام لبيد بتصحيح الكارثة المالية التي خلفها نتنياهو، والتي تمثلت بعجز مالي بلغ 40 مليار شيكل، وبفضل سياسته كان يمكن تمويل حرب الجرف الصامد دون ان يضطر الى رفع الضرائب التي طالب نتنياهو بفرضها على المواطنين، ويوم امس فقط، فاخر نتنياهو بمعطيات البطالة المنخفضة في شهر تشرين الثاني، والتي كانت نتاجا لسياسة لبيد الاقتصادية".

 

كاديما ترفض التحالف مع العمل

 

مني رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، بضربة من قبل حزبه، حسب ما تنشره صحيفة "يسرائيل هيوم" التي تضيف انه في خضم الاتصالات التي يجريها موفاز من اجل الانضمام الى كتلة العمل، كي يحصل على المكان الحادي عشر في القائمة، اعلنت المحكمة الداخلية للحزب، امس، ان موفاز لا يملك صلاحية التوقيع باسم الحزب على الانضمام الى أي حزب آخر، وذلك بسبب الالتماس الذي قدمه  نشطاء من الحزب والذين يعتبرون هذه المفاوضات تتعارض مع دستور الحزب.

 

استطلاع للرأي: العمل 22 مقعدا، الليكود 21

 

يستدل من استطلاع للرأي نشرته القناة العاشرة، مساء امس الثلاثاء، ان القائمة المشتركة لحزب العمل وحزب الحركة ستحصل على 22 مقعدا، لو جرت الانتخابات اليوم، مقابل 21 مقعدا لليكود.

 

ويشير الاستطلاع الذي اشرف عليه البروفيسور كميل فوكس، الى اقتراب زعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، من زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في مسألة الشخص المفضل لرئاسة الحكومة، حيث قال 38% انهم يعتبرون نتنياهو هو الافضل، بينما قال 32% انهم يفضلون هرتسوغ رئيسا للحكومة. ويلاحظ من نتائج الاستطلاع ان 30% لم يقرروا بعد من هو الشخص المفضل لهذا المنصب.

 

اما بالنسبة لبقية الأحزاب فيتوقع الاستطلاع النتائج التالية: "البيت اليهودي" برئاسة بينت (17)، "يسرائيل بيتينو" برئاسة ليبرمان (9)، "كلنا" برئاسة كحلون (9)، "يوجد مستقبل" برئاسة لبيد (10)، "يهدوت هتوراه" (7)، "ميرتس" (6). اما شاس فتتحطم جراء انشقاق يشاي، وتحصل على اربعة مقاعد، فيما سيحصل يشاي ايضا على اربعة مقاعد. وبالنسبة للأحزاب العربية يتوقع الاستطلاع سقوط التجمع وارتفاع قوة العربية الموحدة الى ستة مقاعد، والجبهة الى خمسة مقاعد.

 

وفي الرد على السؤال حول الشخص الذي سيتولى معالجة التهديدات الأمنية بشكل ناجع، قال 30% انهم يعتبرون نتنياهو هو الأمثل لهذه المهمة، فيما دعم 22% ليبرمان، مقابل 21% دعموا هرتسوغ.

 

 

 

مقالات وتقارير

 

ابو مازن يتصرف كديكتاتور

 

تناقش عميرة هس في "هآرتس" الخط السياسي الذي يتبعه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقابل خط الجهات التي تدعو الى الكفاح المسلح، لكنها في الوقت ذاته تعتبر ابو مازن يتصرف كديكتاتور، وتكتب "ان القيادة الفلسطينية في رام الله، كسبت باستقامة، عدم ثقة غالبية الفلسطينيين بها. ذلك ان دوافع الشك بدوافعها عميقة، الى حد يغيب فيه عن الأعين المنطق طويل الأجل للتكتيك الذي  يمليه محمود عباس.

 

فالرئيس الفلسطيني يريد منع اندلاع مواجهة مسلحة غير متناظرة مع اكبر جيش في منطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي تنزف فيه سوريا والعراق المتداعيتان في الشرق، يصبح الحنين الى حرب ضخمة اخرى، كمخرج من الظلم الإمبريالي بمثابة كارثة. وهذا الفهم هو أساس الدبلوماسية التدريجية والبطيئة جدا التي يديرها عباس.

 

لكن المشكلة هي، أن الدبلوماسية في الأمم المتحدة (وقبل ذلك المفاوضات التي لم تحقق أي شيء) تسمح بالوضع الراهن الذي تستغله إسرائيل لترسيخ واقع البانتوستانات الفلسطينية، والذي تستفيد منه، ايضاً، التسميات في السلطة الفلسطينية. والمشكلة هي أن عباس يقود ما ليس دولة، وكذلك حركته، كحاكم وحيد. والمشكلة هي، ان حركة فتح لم تتعلم من الأخطاء التي أدت إلى سقوطها في انتخابات عام 2006، ويتم تشخيص قيادتها كمتماهية مع الآليات التي تتعاون مع الجيش الإسرائيلي، والشاباك والإدارة المدنية. وهكذا يتم فقدان الرسالة الانسانية المستترة وراء خطوات عباس: حروب تولد الدمار، بؤس ووحشية لا عودة منها. ان الأسلحة والحرب هي الملعب الطبيعي لإسرائيل، واختصاصها. فدعونا نواصل البحث عن طريق آخر.

 

ان تحفظ عباس من استخدام الأسلحة كخيار، يعتبر لدى الكثير من الفلسطينيين خيارا غير وطني، يلامس الخيانة. فلقد بقي الحق في الكفاح المسلح في نظر معظم الفلسطينيين، احد قدسياتهم التاريخية (بغض النظر عن نتائجه). والى جانب ذلك، فانه حتى من دون الكفاح المسلح، يقوم الجيش الإسرائيلي بقتل وجرح المدنيين الفلسطينيين يوميا، وتسرق إسرائيل الأرض وتفكك نسيج حياة عمره مئات السنين، وغير ذلك.

 

لقد عايش معظم الفلسطينيين في البلاد (على جانبي الخط الأخضر) منذ ولادتهم، تجربة الغدر الاسرائيلية المتغطرسة والمتظاهرة بالبراءة والمدمرة. ويمكن حقا الانفجار جراء هذا الغدر. ولذلك فان الرغبة في الانتقام تعتبر مفهومة بالنسبة للكثيرين. ومع ذلك، فإن عدد الذين يحاولون الانتقام يشكل قطرة في محيط المصابين. وبعبارة أخرى، فإن الغالبية العظمى تفهم أن الرغبة في الانتقام ليست استشارة استراتيجية حكيمة. ولكن الغالبية العظمى، ايضا، لا تنضم الى مبادرات الكفاح الشعبي غير المسلح. هذه الغالبية هي التي ستواجه بشجاعة القمع العسكري الإسرائيلي العنيف، إذا قررت المنظمات المدمنة على الكفاح المسلح بأن الدم والأسلحة هي الوسيلة الوحيدة.

 

ان الشك تجاه النضال الشعبي وفرصه، يبث الرياح في أشرعة من يقدسون الكفاح المسلح. خلال الحرب الأخيرة على غزة، عندما شكل 1.8 مليون فلسطيني اهدافا متحركة للقصف الاسرائيلي، لم يطلق حزب الله ولو صاروخا واحدا على إسرائيل، ولم تقم قطر بتفكيك القاعدة العسكرية الأمريكية القائمة على أراضيها. ومع ذلك، فإن الراديكاليين- على شبكة الإنترنت، الذين يهاجمون عباس، لا يسخرون من ثرثرة حماس الأخيرة والتي قال فيها انه سيحرر القدس كما "حرر" قطاع غزة. لقد أحرجت قوات حماس الجيش الاسرائيلي في جولة الحرب الأخيرة، ولذلك اكتسبت التبجيل على صفحات الفيسبوك. ولكن سكان غزة لم يتوقفوا عن كونهم أسرى مؤبدين في أيدي إسرائيل. وهذا الأمر ينسونه.

 

صحيح ان استمرار المفاوضات الفاشلة مع إسرائيل أدى إلى نمو الأغنياء الجدد والمتعاونين في صفوف الفلسطينيين، ولكن الحروب والجماعات المسلحة تثري، ايضا، تجار الأسلحة المجهولين، وتخدم المصالح الأجنبية. وهذا ينسونه، ايضا.

 

وهناك مأساة أخرى: التحذير المتعقل لعباس من الوقوع في فخ الحرب يخفق بسبب سلوكه كديكتاتور وسلوك السلطة الفلسطينية كمقاول للاحتلال.

 

عباس، لا تؤجل التصويت في الأمم المتحدة

 

يدعو تسفي برئيل، في "هآرتس" الرئيس الفلسطيني الى عدم الاستسلام للضغوط التي يتعرض لها هذه الأيام لتأجيل مشروع القرار المطروح أمام الأمم المتحدة، والذي يدعو الى تحديد موعد لإنهاء الاحتلال. ويكتب انه وفقا لتقارير فلسطينية، يمكن لـ"غير الشريك" الفلسطيني الاستجابة وتأجيل "الخطوة احادية الجانب"، الى ما بعد الانتخابات في إسرائيل. وتقف على رأس  كتيبة الضاغطين، واشنطن، بالطبع، التي تعتبر أسيرة بين التزامها بمبدأ دولتين، الذي يتطلب تجنب استخدام حق النقض، وبين فهم الآثار المترتبة على خطوة كهذه، على علاقاتها مع إسرائيل واللوبي اليهودي.

 

وكما في اسرائيل فانهم في واشنطن، أيضا، يعرفون، انه لو لم يكن من الضروري أخذ السياسة في الاعتبار، لكان من الممكن ادارة السياسة الدبلوماسية. المضاعفات واضحة، والمنطق السياسي محير. لأن الضغط لتأجيل التصويت في الأمم المتحدة يعتمد على الافتراض، بأن هناك فرصة لقيام حكومة أخرى في اسرائيل، أقل يمينية، وأقل تطرفا، وأقل عنصرية وأكثر سلمية من النظام الحالي.  وحتى اذا تحقق السيناريو الأقل تفاؤلا وقام بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة، فانه سيكون أقل مقيدا من قبل الهوامش المتطرفة، وبالتالي يمكنه ان يظهر المرونة في المفاوضات السياسية.

 

هذه الافتراضات تعتمد في أحسن الأحوال على فرملة، وتشكل في حالتها العملية مجرد امنيات على حافة الهذيان. فحتى اذا تم انتخاب نتنياهو لولاية أخرى، فان ذلك لن يتم لأنه سيعد بالانسحاب من الضفة وتقسيم القدس والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وانما سيتم انتخابه بالذات لأنه لا ينوي تغيير سياسته. كيف يمكن لواشنطن ان تتوقع ممن يعتبر سورا يحمي اسرائيل من الدولة الفلسطينية ان يظهر مرونة بالذات بعد الانتخابات؟ يمكن اعتبار هذا الافتراض منطقيا بمقدار توقع اعتراف نتنياهو بفلسطين على شرف عيد الفصح او عيد النيروز، رأس السنة الفارسية، الذي سيحل في اسبوع الانتخابات.

 

ولا يقل عن ذلك استهجانا، الافتراض بأن الحكومة المقبلة ستكون أقل يمينية. من الصعب أن نصدق بأن واشنطن تعلق الآمال على صرخة "انقلاب، انقلاب، انقلاب" التي اطلقها يتسحاق هرتسوغ. ولكن حتى لو حدثت معجزة، فكيف يمكن معرفة ما ستقوله رئيسة الحكومة البديلة تسيبي ليفني؟ لقد تحدثت حتى الآن، عن الحاجة الى المفاوضات، ولكن ليس عن جوهر المفاوضات. لقد أعلنت منذ الآن، أن حائط المبكى سيبقى موقعا اسرائيليا ابديا، ولكن ماذا عن أحياء القدس الشرقية؟ ماذا عن الانسحاب من المستوطنات وترسيم حدود اسرائيل؟ هل يمكن لواشنطن أن تتجاهل كل التقارير التي تتلقاها من تل أبيب عن انحراف الرأي العام في إسرائيل نحو اليمين؟ هل يمكن أنها تعرف شيئا لا يعرفه المواطنون في إسرائيل حول اقتراب تسونامي يساري، سيجتاح الدولة في آذار؟

 

لكن المعجزات تحدث، طبعاً. ولذلك، يجوز أن نتساءل عن الفرق بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتحديد موعد لإنهاء الاحتلال قبل الانتخابات وبين مثل هذا الاعتراف بعد الانتخابات. في كلتا الحالتين ستطالب إسرائيل بالتفاوض مع الفلسطينيين، وفي الحالتين، ايضاً، ستضطر إلى قبول أو رفض مطلب انهاء الاحتلال، وفي كلاهما تفهم جيدا ما ستؤدي اليه المفاوضات مع الفلسطينيين. بالتالي فإن الخلاف هو حول مسألة ما إذا كان من الأفضل لإسرائيل أن تتفاوض مع دولة أو مع سلطة فلسطينية. وقد أجابت إسرائيل عن الجزء الثاني من هذا السؤال. لقد حولت السلطة الى سيرك وسخرت من جهود الولايات المتحدة لدفع المفاوضات. وفي المقابل، لم يتم حتى الآن تجربة الجزء الأول من السؤال ويستحق المحاولة.

 

التفاوض مع دولة فلسطينية قد يكون أكثر صعوبة، ولكنه سيكون لما سيتم تحقيقه في اطارها، أهمية أكبر. الاعتراف بفلسطين يعني منح الثقة الجوهرية لحل الدولتين. تحديد نهاية الاحتلال قبل الانتخابات يعني وضع أجندة سياسية أمام الناخبين الإسرائيليين. وإذا كان يعتبر تدخلا في الانتخابات أو الشؤون الداخلية لإسرائيل، فانه يعتبر موضع ترحيب. من يعتقد أن واشنطن ستلعب في ذلك إلى ايدي نتنياهو وتدعيمه، سيضطر الى ضمان عدم انتخاب نتنياهو من دون هذا التدخل.

 

"سمير قنطار يترأس شبكة ارهاب اقامها حزب الله في الجولان السوري"

 

تحت هذا العنوان يكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، انه تم خلال الحرب الأهلية في سوريا ترسيخ تعادل استراتيجي، بحيث لا يستطيع أي معسكر هزم منافسه في هذه المرحلة، وتتركز الحرب حاليا على معارك تستهدف السيطرة المحلية، والتي لا يمكنها حرف الكفة لصالح انتصار أي من الأطراف.

 

ويضيف: كما يبدو فان نظام الرئيس الأسد سيضطر الى الاكتفاء بالسيطرة على "سوريا الصغرى" – العاصمة دمشق والمضيق الذي يربطها بمدينة حلب والمنطقة العلوية في شمال غرب البلاد. ورغم ان النظام ليس معنيا بدخول مواجهة مباشرة مع إسرائيل، الا ان الخطر يتزايد، لأن هناك عناصر في المعسكرين المتصارعين – حزب الله في جانب النظام، وتنظيمات الجهاد في جانب المتمردين – ستحاول المبادرة الى عمليات في هضبة الجولان.

 

لقد قام حزب الله ببناء عدة قواعد ارهابية في هضبة الجولان، بمساعدة ايرانية وسورية. ويتولى تفعيل هذه الشبكات شخصين معروفين لإسرائيل: جهاد مغنية، نجل عماد مغنية الذي قتل في عملية اغتيال تم نسبها الى إسرائيل في عام 2008، وسمير قنطار، الدرزي اللبناني الذي اطلق سراحه من السجون الاسرائيلية في عام 2008، في اطار الصفقة التي شملت اعادة جثتي الجنديين اودي غولدفاسر والداد ريغف.

 

هذا هو باختصار تقييم الاستخبارات الاسرائيلية لما يحدث في سوريا، التي سيصادف في آذار المقبل، مرور اربع سنوات على حربها الأهلية التي تسببت بأكبر كارثة انسانية خلال العقود الأخيرة. وحسب معطيات غير رسمية فقد قتل حتى الآن حوالي 200 الف شخص غالبيتهم من المدنيين، واضطر حوالي ستة ملايين ونصف سوري الى ترك بيوتهم والهرب من الحرب الى اماكن اخرى داخل سوريا، بينما هرب الى الخارج حوالي ثلاثة ملايين ونصف.

 

لقد كانت السياسة الغربية ازاء الصراع السوري، احد الأسباب الرئيسية للتعادل في التوازن بين الاطراف. فقد تم الانتقال من التهديد الامريكي بمهاجمة النظام عقابا على استخدام السلاح الكيماوي في آب 2013، الى اعلان الهجوم الجوي على أكثر اعداء النظام خطورة، تنظيم داعش. وحتى اذا لم تعترف الولايات المتحدة بذلك، فان سياستها تؤدي حاليا الى تعزيز مكانة الأسد امام أعدائه.

 

في نظرة الى الوراء، نجد ان النقطة التي بدأ عندها وقف الانجراف ضد الأسد، تمثلت في عملية اغتيال رئيس المخابرات السورية عساف شوكت، نسيب الرئيس السوري، مع ثلاثة مسؤولين كبار في تموز 2012. ويطرح التحقيق الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية، هذا الاسبوع، تكهنات تقول ان اغتيال هؤلاء لم يتم من قبل المعارضة، وانما تم جراء مؤامرة داخلية للنظام، كي يتخلص من شوكت الذي حاول دفع حل سلمي للمواجهة الداخلية.

 

وتعتمد الصحيفة في هذا التكهن على لقاءات اجرتها مع شخصيات نشطت في المعسكرين في تلك الفترة. لكن شعبة الاستخبارات الاسرائيلية لا تؤكد ذلك حتى الآن. مع ذلك فان عملية الاغتيال ذاتها تعتبر نقطة هامة لأنها ساهمت في تعزيز دعم ايران وحزب الله للنظام السوري. فقد ارسلت ايران خبراء الاستخبارات والعصابات، وارسل حزب الله قواته، وقامت روسيا بتسريع ارسال شحنات الاسلحة الى الأسد، وذلك على خلفية التكهن بأن المتمردين السنة يقفون على عتبة السيطرة على سوريا اذا لم يحصل النظام على المساعدة.

 

وخلال سنة 2013، حقق النظام انتصارات تدريجية وتكتيكية ضد المتمردين ومنع تقدمهم، ثم بدأ تركيز الدفاع عن "سوريا الصغرى". وحتى اذا كان الاسد يسيطر اليوم على ربع او ثلث الاراضي السورية فان هذا يكفيه للبقاء. لقد واجه النظام خطرا حقيقيا في صيف 2013، بعد ذبح المدنيين بالسلاح الكيماوي، والذي اثار غضب الولايات المتحدة. لكن روسيا تدخلت لإنقاذه، حيث تم الاتفاق بين روسيا وامريكا على تفكيك مستودعات الاسلحة الكيماوية السورية.

 

وساهم ظهور تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنة الأخيرة في خدمة نظام الأسد. فقد تخلى الغرب عن مساعيه لاسقاط النظام السوري وركز على مهاجمة داعش. ويتواصل تغلغل تأثير المواجهات السورية، في البلدان المجاورة، خاصة لبنان والعراق. وقد اضطر حزب الله الى نشر قواته في مواقع عسكرية اقامها على الحدود اللبنانية السورية، والتي ارسل اليها حوالي الف محارب من التنظيم بهدف منع تنظيمات الجهاد الناشطة في سوريا من ارسال قوات الى الأرضي اللبنانية. وجاءت هذه الخطوة ردا على العمليات التي تم تنفيذها في لبنان، والتي استهدف بعضها معاقل حزب الله في حي الضاحية في بيروت، قبل اكثر من سنة.

 

وتصل خسائر حزب الله في سوريا الى حوالي 550 قتيلا ومئات الجرحى. ويقوم التنظيم بتفعيل 5000 محارب في سوريا، يدافعون بشكل أساسي عن الموارد الحيوية للنظام السوري. وتم ارسال قوة صغيرة الى العراق للمساعدة في الدفاع عن الشيعة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. ويلاحظ الجيش الاسرائيلي حدوث تحسن عسكري في اداء حزب الله، نتيجة التجربة العسكرية التي اكتسبها رجالاته في سوريا. وفي المقابل انخفض مستوى التهديد العسكري السوري لإسرائيل. فقد تم استخدام اكثر من 80% من الصواريخ والقذائف السورية في الحرب الاهلية. وفي الجولان لم تبق تقريبا أي منظومات صاروخية موجهة الى إسرائيل. وزالت عن الجدول أي امكانية لحدوث مناورة سورية في الأراضي الاسرائيلية، وتم ازالة غالبية التهديد الكيماوي بعد تفكيك المستودعات. وهكذا تولد التغيير الاساسي في التوازن العسكري بين إسرائيل ومن اعتبرت طوال اربعة عقود اشد الاعداء مراسا.

 

لكنه في بند المخاطر، يتسع خطر تنفيذ عمليات طموحة في هضبة الجولان، من قبل المعسكرين المتصارعين. فالتنظيمات السنية المتطرفة المتماهية مع القاعدة، تتواجد على مقربة من الحدود، ويمكنها ان تنفذ عمليات كتلك التي نفذتها في مناطق اخرى. كما ان حزب الله يبني قواعد ارهابية في هذا القطاع. وقد سبق قيام قواعد مرتبطة بالتنظيم بإطلاق صواريخ كاتيوشا قطرها 107 ملم الى الجولان، خلال الحرب في غزة. وتتكهن اسرائيل بأن حزب الله، وبموافقة الأسد، سيستغل المنطقة الصغيرة التي يسيطر عليها النظام في شمال الهضبة، للمبادرة الى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، انتقاما للهجمات الجوية التي نسبت الي إسرائيل في لبنان وسوريا.

 

قبل عقدين ساد القلق لدى قادة لواء الشمال، كعميرام ليفين وغابي اشكنازي، من احتمال قيام حزب الله بتنفيذ عمليات من لبنان، لكن قلقهم الاكبر كان ازاء احتمال اندلاع حرب مع سوريا. اما اليوم فقد انقلبت الآية. اذ ان ما يقلق قائد المنطقة الشمالية، افيف كوخابي، الآن، هو وقوع عمليات في الجولان، لكنه يستعد، ايضاً، لاحتمال وقوع مواجهة مستقبلية مع العدو الاكثر اشكالية، حزب الله اللبناني.

 

يجب الدفاع عن الجيش

 

تحت هذا العنوان تكتب يفعات ايرليخ، في "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل تتعرض لهجمة دولية. فالبرلمانات الاوروبية تعترف، الواحد بعد الآخر، بالدولة الفلسطينية، والمحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي اخرجت حماس من قائمة الارهاب، وابو مازن يواصل تهديدنا بتقديم دعوى جنائية الى المحكمة في لاهاي. ويفترض بوزارة القضاء صد هذه الحملة، لأن مهمتها توفير الدعم القانوني لسياسة الحكومة والجيش الاسرائيلي، لكنه في الوقت الذي تدير فيه المكاتب الحكومية معارك المؤخرة في ساحة الحرب الدولية، تنتهج وزارة القضاء بالذات سياسة تشجع جهات اسرائيلية على مواصلة التحريض على الجيش.

 

قبل عدة ايام بعث المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين، وجهة نظر الى دائرة الخدمة المدنية، رفض فيها قرار منع ارسال متطوعي الخدمة المدنية للتطوع في منظمة "يكسرون الصمت". لقد حددت هذه المنظمة بأن هدفها هو "رفع مستوى الوعي على ما يحدث في الأراضي المحتلة وخلق حوار شعبي"، رغم ان الحوار الشعبي الذي تحاول هذه المنظمة خلقه ليس حوارا يحترم الديموقراطية الاسرائيلية، وانما مسارا يلتف على الرأي العام الاسرائيلي.

 

من خلال نشاط كبير في الخارج، شمل جامعات ومؤسسات دولية، تحولت منظمة "يكسرون الصمت" الى أكثر آلية فاعلة في تشويه سمعة الجيش الاسرائيلي. ان قرار منع ارسال متطوعي الخدمة المدنية الى المنظمة، كان يجب ان يكون تافها، لأن المتطوعين في الخدمة المدنية  يستحقون، حسب القانون، شروط متساوية كجنود الجيش الاسرائيلي. ولا يمكن التطوع في تنظيم يشوه سمعة الجيش والحصول في الوقت ذاته على منحة تسريح سخية من وزارة الأمن.

 

في وجهة نظره يتمسك فاينشتاين بالسياسة الواسعة لدائرة الخدمة المدنية التي ترسل المتطوعين ايضا الى تنظيمات ذات اجندة مختلف عليها، كمنظمة "بتسيلم" و"اطباء لحقوق الانسان". وبالفعل فان هذين التنظيمين، ايضا، يخوضان معركة قضائية ضد الجيش ويجب التفكير بما اذا كان يجب على الدولة دعم نشاطهما، ولكن "يكسرون الصمت"، هي منظمة لا هدف لها الا تشويه سمعة الجيش.

 

لم نطلب من المستشار القضائي اخراج هذه المنظمة عن القانون – لأننا وباسم حرية التعبير المهمة لنا جميعا، سنسمح لهذه المنظمة بمواصلة شتم الجيش. ولكن، رجاء، ليس على حساب الخزينة العامة.

 

وبروح مشابهة، نشر الاسبوع الماضي، قرار المستشار القضائي للحكومة عدم فتح اجراءات جنائية ضد محمد بكري، منتج فيلم "جنين جنين". لقد تم نشر هذا الفيلم في عام 2002، بعد حملة "السور الواقي، ومنعت المحكمة العليا امرا بمنع عرضه. وبعد عدة سنوات رفض المستشار القانوني السابق للحكومة، ميني مزوز، طلبا باتخاذ اجراءات جنائية ضد بكري. وقدم جنود الاحتياط الذين حاربوا في جنين، دعاوى مدنية ضد بكري اتهموه فيها بتشويه سمعتهم، لكنه تم رفضها، ايضا. وعاد الجنود وتوجهوا الى المستشار القضائي للحكومة، في محاولة يائسة لتحقيق الامكانية الجنائية، وهذا الأسبوع رفض المستشار الطلب مرة اخرى.

 

في قراره ينثر المستشار الكثير من الكلمات حول كون الفيلم مجرد فرية واكاذيب، لكنه يدعي ان قرارات المحكمة التي تؤكد الاكاذيب التي يتضمنها الفيلم، تكفي لكي يتمكن الجمهور من الحكم عليه. أي غباء هذا، فهل يقرأ رواد السينما الذين يملؤون دور العرض التي يعرض فيها بكري فيلمه في انحاء العالم، قرارات المحكمة؟

 

اذا كانت هناك حالة يتحتم فيها على جهاز تطبيق القانون العام، التجند ضد تشويه السمعة، فهذه الحالة هي الأمثل. المكان الذي ينشر فيه شخص افتراءات دموية ضد الجنود الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الدولة. لكن فاينشتاين ادار ظهره لجنود الجيش.

 

اذن ستواصل إسرائيل تخصيص الموارد لمعارك المؤخرة امام المعارك القانونية في الخارج، وفي هذه الأثناء، لدينا في ساحاتنا، وبرعاية وزارة القضاء، سيتواصل نمو الاعشاب الضارة التي تنشر السموم ضد إسرائيل، والتي تشعل فتيل الحرب ضدها على الحلبة الدولية.

 

وزير الاقتصاد يهدد

 

تحت هذا العنوان يكتب كوبي ريختر، في "يديعوت احرونوت" عن تهديد زير الاقتصاد نفتالي بينت خلال مشاركته في مؤتمر صبان، للعالم وتحذيره له من فرض المقاطعة على إسرائيل، حيث قال: "اذا توقفت عن استخدام المنتجات الاسرائيلية لن تستيقظ في الصباح، لأن الرقاقة الاسرائيلية في هاتفك الخليوي لن تعمل، ولن تصل الى العمل لأنه لن يكون لديك برنامج waze، ويمكن ان تصاب بنوبة قلبية، لأن الدعامة المصطنعة الاسرائيلية التي تم تركيبها في قلبك لن تعمل، والخضار التي ستأكلها ستكون سيئة لأنك لن تملك منظومة ري، وحسابك البنكي سيتعرض الى الاقتحام من قبل الهاكرز".

 

ويضيف الكاتب: "انا هو مطور ومنتج الدعامة التي تهدد العالم بمنعها عن المرضى، ولمعلوماتك فقط، سيد بينت، في كل العالم سيتم استبدال الدعامة الاسرائيلية بنجاح بدعامات تنتجها شركات أخرى. لقد ادت سياسة اليمين الجامحة الى تعفن رائحتنا في العالم، وتسببت في عدم نجاحنا بمنع خرق الاختراعات في اوروبا، لأن الجهاز القانوني هناك ينحاز ضدنا كإسرائيليين.

 

ما كان يعتبر قبل عقد زمني بمثابة تفوق للأصالة والاصرار الاسرائيلي، تحول الى عيب اسرائيلي عدواني ومفترس. لقد تحولنا من دولة ناجحة ومن مثال يحتذى به في الاختراعات الى دولة معزولة بسبب تطرفنا وعدوانيتنا.  سيتم استبدال الدعامات الاسرائيلية بدعامات امريكية، وسيتم استبدال الرقائق الاسرائيلية برقائق كورية وصينية، وخارطة waze ستستبدل بخارطة ميكروسوفت.

 

تفوق الاختراعات الاسرائيلية يعتبر هاما بالنسبة لنا كمصدرين اكثر مما يهم العالم كمستهلك. هذه هي الاختراعات التي يمكنها رفع قدرتنا على التصدير بعشرات مليارات الشواقل سنويا، وتشكل اضافة مالية تتيح حل مشاكل غلاء المعيشة والخدمات الطبية والتعليم. وعلى المستوى الشخصي لعائلة تقبع في العشر السفلي، فان المبلغ الذي سيخصص للرفاه سيتمثل بآلاف الشواقل سنويا. الا انه في سبيل استغلال هذه المحفزات يتطلب الامر توفر اسواق تشتري بضاعتنا. ولن يتم تطوير هذه الأسواق، بل يتم اغلاقها، كنتيجة لرد العالم على استمرار الاحتلال والصراع.

 

تهديدات بينت لن تقلق العالم لكنها تجعلني انا والمصدرين من أمثالي نشعر بالاشمئزاز العميق.

 

من طبيعة المنظومات الهجومية كالصواريخ والمنظومات الدفاعية كالقبة الحديدية انه مع تطورها ترتفع النسبة بين ثمن الدفاع وثمن الهجوم. لقد كلف اطلاق كل صاروخ في عملية الجرف الصامد اكثر من ثمن الصاروخ نفسه بعشرين مرة. وهذه النسبة لن تنخفض وانما ستزداد ارتفاعا. ثمن "ادارة الصراع" كما يسميه نتنياهو، لا يمكن تغطيته طوال الوقت. الدول العربية والفلسطينيين من بينهم، سيهزموننا في اقتصاد الحرب، حتى اذا لم يتفوق العالم علينا في المنظومات التي سنطورها.

 

يجب على المواطن الاسرائيلي ان يقرر خلال التصويت، بين استمرار الاحتلال واستمرار تدهور الاقتصاد القومي والشخصي، وتضخم المقاطعة الدولية، والتي ستؤدي الى الانهيار الاقتصادي، او تقديم التنازلات الصعبة بعد اغلاق دائرة المقاطعة، وبين انهاء الاحتلال والتنازل معه عن المناطق التي لم تكن مصيرية بالنسبة لنا في 1948 او في 1967، وليست كذلك اليوم. وكذلك انهاء المقاطعة الدولية وفرص حقيقية للتعاون والتي ستحول اسرائيل ودول المنطقة الى قوة اقتصادية تنافس الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

 

لا فائدة من التصويت على غلاء المعيشة والاقتصاد بدل التصويت لحكومة تقود الى انهاء الاحتلال وتحقيق اتفاقيات سلام. طريق بينت تخدم قرابة 300 الف مستوطن على حسابنا، وهم سيدعمونه في صناديق الاقتراع. اما طريق السلام وانهاء الاحتلال فستصنع معروفا لستة ملايين يهودي وحوالي 1.7 ميلون عربي، وآخرين يعيشون داخل حدود 1967. يجب علينا التصويت لمن يمكنه دفع هذا الطريق.