غزة ..عورتا مغلقة في وجه الشرعية
تاريخ النشر : 2014-12-23 18:38

كتب حسن عصفور/ يقال بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت أن تنسحب من داخل بلدة 'عورتا' في محافظة نابلس وتجمد قرارها باعتبارها 'منطقة عسكرية مغلقة'، حيث عاثت في البلدة المعاقبة تحت شبهة أن بها من يعتقد أنه قتل العائلة الاستيطانية قبل أسابيع في مستوطنة إيتمار، ممارسات القوات الاحتلالية داخل البلدة فاقت الوصف بما هو جديد من أساليب بها 'عنصرية' وسلوك فاشي تجاه الفلسطيني امرأة ورجل ، وربما ستكشف الأيام القادمة والإعلام بمختلف وسائله بعضا من تلك الممارسات القبيحة والكريهة والحقيرة( الكلمة التي استخدمت في وصف مقتل العائلة الاستيطانية كما يتذكر أهل فلسطين) ، وكان رد الفعل الفلسطيني متأخرا وبطيئا على ما قامت به سلطات الاحتلال، ولم يأخذ أكثر من إدانة محلية في وسائل إعلام رسمية دون أن تصبح قضية مركزية للتليفزيون الرسمي ، وتعاطى معها كأنها عمل 'تقليدي' ،ولذا لم يحتل مكانته التي كان يجب أن تكون تغطية وتحليلا وكشفا للممارسات غير المسبوقة، حتى خبر قيام سلطات الاحتلال بمنع د.سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية من زيارة البلدة ، لم يجد له موقعا سياسيا يستحق أن يكون مادة لفضح المحتل وطريقة تعاطيه مع الشرعية الفلسطينية .. إعلام تطور دون تجاهل ذلك ، وفتح بعضا من نوافذه أمام من كانوا غير مسموح لهم ، لكن تجاهل اقتحام عورتا ومنع رئيس الحكومة من أن يكون حدثا سياسيا وإعلاميا ، يكشف بعضا من 'خلل' طريقة التعاطي مع قضايا الوطن في لحظات محددة ..

أن تغلق دولة المحتل عورتا أمام الشرعية الفلسطينية وهي تقع ضمن صلاحياتها ،مسألة تتجاوز البعد الأمني في ممارسات دولة الاحتلال، هي قضية سياسية بامتياز في وجه ما تعلنه الحكومة برئاسة د.فياض حول جهوزيتها لإعلان الدولة المستقلة في القادم القريب، وهي بذلك تقوم بأعمال تدريبية لما يمكن أن يكون عليه الواقع لو أن فياض استمر فيما يقول ، ولكن يبدو أن رد الفعل الفلسطيني وفقا لما حدث في بلدة 'عورتا' لن يتجاوز بيانا مرتبكا حول ما حدث أو ما سيكون ، وللدهشة أن خبر منع د. فياض لم ينشر رسميا في وسائل إعلام السلطة المكتوبة والمسموعة بكل أشكالها ، ربما كانت مهمومة في متابعة لقضايا أخرى أكثر جدوى ، حتى مكتب رئيس الوزراء لم ينشر الخبر ، بل تم تسريبه لصحيفة عربية تصدر في بلاد الغرب ، وكأنه 'خبر سري' ، ربما لم يكن مطلوبا إعلان ذلك كي لا تضع الشرعية نفسها في حرج سياسي ، خاصة بعد أن انتفض أركانها لإدانة عملية قتل العائلة الاستيطانبة ، فجاء رد الجميل الاحتلالي بمنع زيارة بلدة تم استباحتها جهارا نهارا ، وأمام أعين قوات الأمن الفلسطينية ، التي تجاهلت كلية ما حدث ولم تصدر بيانا تستنكر وتدين وتشجب لرد العين أمام تبرير' التعاون القادم' ..

المنع الاحتلالي للشرعية الفلسطينية بزيارة بلدة عورتا ، تزامن مع استمرار حركة حماس في منع الرئيس عباس بزيارة غزة، وأقول منع وليس رفض الجواب على 'المبادرة' ، كون المسألة لها وجهان ، الأولى أن الرئيس عباس من مواقعه الثلاثة الرسمية له الحق دون إذن من أحد الذهاب إلى قطاع غزة ، فهو رئيس دولة فلسطين ( وهذه لا تعترف بها حماس ) وهو أيضا رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ،الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ( اعتراف حماس بها ملتبس) وأيضا هو الرئيس المنتخب للسلطة الوطنية الفلسطينية حتى الآن ( موقف حماس مرتبك فمرة يرونه رئيسا وفقا لما يقوله دويك ومرة منتهية ولايته وفقا لبعض حماس دمشق وغزة) ،وعليه بهذه الصفات لا يحتاج تنسيقا أو موافقة أو إذنا للذهاب إلى غزة لو أراد هو أن يذهب بتلك الصفات ، والثانية كونه رئيس حركة فتح فهذه ربما تحتاج 'تنسيقا وموافقة' من حماس وفقا لسلطة الأمر الواقع .. وعلى الرئيس أن يحدد صفة الذهاب كي لا تصبح أيضا 'منطقة عسكرية مغلقة' في وجه الشرعية ،كما سبق لعورتا أن كانت ..

ملاحظة: كي لا ننسى ، بالمناسبة هل ما زال التعديل أو التغيير الحكومي على جدول الأعمال .. مجددا السؤال ما هي مواصفات 'النادي الجديد' ..سؤال عام جدا..

تنويه خاص: نميمة سياسية أطلقها ديوان نتنياهو أنه سيقوم بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية .. البعض قال بأنها 'كذبة نيسان' وصلت متأخرة من تعقيدات الوضع الأمني على الحواجز وبوابات الجدار..

تاريخ : 12/4/2011م