فهمناكم: فياض ليس العقبة.. الانقسام مستمر!
تاريخ النشر : 2014-12-23 18:35

كتب حسن عصفور/ انتهى 'اللقاء التاريخي جدا المنتظر من عشرة ملايين فلسطيني ونيف' بين الرئيس محمود عباس والسيد خالد مشعل، انتهى اللقاء بكل 'حب ومودة وسعادة وقبل حميمة جدا، بدأت عند مدخل 'قصر الأندلس' – مقر إقامة الرئيس بالقاهرة – وانتهت أيضا على باب القصر.. انتهى 'اللقاء التاريخي' بأمر قاطع للشعب الفلسطيني من قبل قادة الحركتين فتح وحماس لأهل فلسطين، حيثما وجدوا وولدوا، بأن يلتزموا التفاؤل ولا يستمعون لإشاعات معادية مضادة كارهة حاقدة، بأن اللقاء لم ينجح.. أمر فصائلي هو الأول من نوعه الذي يمكن لأحد أن يفعله.. قال المتحدثان باسم الفصيلين في نهاية 'الحدث' بأن يلتزم الجميع بعدم إشاعة التشاؤم، فكل ما حدث جاء ضمن 'المخطط الدقيق المتفق عليه'.. مشهد قد يكون هو 'الأكثر هزلية' في التعامل مع 'العقلية الفلسطينية' لتمرير 'الفشل'.. اختراع الوهم بدلا من تقديم الأمل..

وبلا رتوش يمكن القول بأن ضجيج نتنياهو عن اللقاء هو الذي منحه أهمية ما، ولو صمت نتنياهو ووزراؤه الأشد حماقة منه وتحدثوا كما تحدث إعلامهم بأن اللقاء لم يخرج عن 'مشهد صوري احتفالي'، لكان ' الضجيج الحقيقي' من الشعب الفلسطيني عن ما سمعه من حديث المتخاصمين بعد أن عاش أجواء أوصلته إلى انتظار 'لحظة النصر' على الكارثة الانقسامية المستمرة منذ سنوات دون سبب حقيقي سوى 'المصالح الحزبية الضيقة' التي أصبحت خطرا جديا على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.. انتظر الشعب الفلسطيني أن يعرف 'أين المصير' بعد اللقاء، لخوض المعركة الوطنية الكبرى ضد 'مشروع الأسرلة والتهويد' .. فما كان سوى 'الإعلان عن شراكة سياسية جديدة' بلا أرجل..

'الشعار الكبير' بدأ يتكشف  مضمونه بعد ساعات من الإعلان عنه، حيث اكتشف 'أهل فلسطين' بأن حركة حماس أخبرت الرئيس عباس انتقالها من 'مرحلة المقاومة العسكرية' إلى 'مرحلة المقاومة الشعبية'، دون أن نغفل حقيقة 'الوضع القائم' أن كلا الشكلين غير قائم أصلا منذ فترة طويلة، فلا 'مسلحة ولا شعبية'..

وأظهر تفسير 'الشراكة الجديدة' بأن يستمر الانقسام إلى فترة لاحقة طويلة أو قصيرة حسب الظروف المحلية والإقليمية والدولية، أي أننا دخلنا فعليا مرحلة 'المشاركة في الانقسام' والرضى عنه وعدم المساس به إعلاميا أو سياسيا ومنع كل حملات شعبية يمكنها أن تتحدث عن 'وجود انقسام' واعتبار من يشير إليه معاديا للروح الوطنية التفاؤلية للوحدة وتقرير المصير.. اكتشف 'أهل فلسطين' أن د. سلام فياض ليس عقبة كما أشاعت اوساط قيادية في فتح قبل اللقاء، وبشرت الأمة في تصريحات مكتوبة ومسموعة وموثقة أن 'العقبة تمت إزالتها' ولم يعد اسم فياض معروضا في 'بورصة الأسماء' وخرج الرجل ليدافع عن 'كرامة' شخصية لاسمه ومكانته ودوره وأخبرهم 'ابحثوا عن اسم واتفقوا عليه فلست عقدة المنشار التي تختبأون خلفها'.. وانتهى اللقاء دون الاتفاق على اسم لرئيس الحكومة، بل ودون أن نعرف هل هناك حكومة في الأفق، أم أن الوضع الانقسامي سيستمر إلى أن يمن الله على 'الشراكة الجديدة' باسم أو ما يشبه الاسم..

وتأجيل لقاءات 'الشراكة' إلى شهر آخر كي يبحثوا من أول السطر فيما سيكون من 'بحث للمصير' يشير كم هي الحال الذي ينتظر الشعب الفلسطيني.. تأجيل شهر كامل من أجل أن يحدث لقاء جديد، يعكس عمق 'المسؤولية الكبرى' في ملاحقة القضايا الوطنية.. شهر جديد كي يعود كل من الطرفين ليبحث جدولا أو أجندة أو موعدا جديدا كي يلتقوا..ثم يتحدثون عن 'تحقيق النتائج بدقة وفقا للمخطط والمرتب له' دون نقصان، وربما بزيادة إيجابية أكثر.. ما الذي نسمعه وما الذي يحدث.. هل هذه هي 'خريطة الطريق' لبحث 'المصير الوطني'.. استمرار الانقسام دون عداء.. وحكومات كل في طريق واحدة لغزة وأخرى للضفة ثم يخرجون مبتسمين جدا وفرحين إلى درجة الهوس، سعداء بلا حدود.. وتستمر الاعتقالات بينهما وتصادر مؤسسات في وضح النهار بعد 'اتفاق الشراكة'..'شراكة الانقسام'

وقبل النسيان .. الانتخابات في موعدها.. هكذا قالوا .. ولكن من لا يتفق على تشكيل حكومة تنفيذية دون برنامج سياسي هل يمكنه أن ينجح في الاختبار الأصعب.. حقا فهمناكم يا سادة.. وسنتفاءل بكل قوة لأن القادم 'مجهول'..!!

ملاحظة: مناورة 'مليونية الأقصى' الإخوانية القرضاوية فشلت بامتياز .. لأنها لم تكن حقيقة بالأصل.. ليتهم يبتعدون عن استخدام الأقصى بهذه الطريقة ..

تنويه خاص: تهديد 'عرب الأطلسي' لسوريا هل سيجد طريقه عبر 'الممرات الإنسانية' بتهريب المال والسلاح والمقاتلين لتحقيق أمنيتهم الخاصة بإسقاط سوريا قبل إسقاط بشار.

تاريخ : 26/11/2011م