ابرز ما تناولته الصحافة العبرية 23/12/2014
تاريخ النشر : 2014-12-23 10:57

القيادة الفلسطينية تعدل الاقتراح: القدس الشرقية عاصمة فلسطين

كتبت صحيفة "هآرتس" ان القيادة الفلسطينية تجري نقاشا حول صيغة مشروع قرار الاتفاق الدائم الذي تم تقديمه الى مجلس الأمن، الأسبوع الماضي. وتناقش القيادة مسألة الموعد المناسب لطرح المشروع للتصويت في سبيل ضمان غالبية مؤيدة. ولا يستبعد الفلسطينيون تأجيل التصويت الى مطلع العام المقبل 2015.

واعلنت عدة فصائل فلسطينية معارضتها للنص الحالي لمشروع القرار، لأنه لا يركز على مكانة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وانما يتعامل معها كعاصمة للدولتين. كما تنتقد الفصائل عدم مطالبة السلطة بالتصويت فورا على مشروع القرار، لأنه كانت هناك تصريحات حول وجود خطة بديلة تعني التوجه الى الجهات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

وقالت مصادر فلسطينية ان نشر مسودة القرار، يوم الخميس الماضي، اثار الكثير من التحفظات في صفوف اعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، الذين طالبوا بإجراء تغيير في نصها، خاصة في مسألة القدس ومسألة المستوطنات. وعلى هذه الخلفية اعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، ان الوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قام بتعديل النص المقترح، وتضمينه مسالة القدس الشرقية. وقال المالكي انه تم في النص المعدل اعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ولا يتم الاعتراف بالتغييرات الديموغرافية والجغرافية التي نفذتها إسرائيل فيها.

كما تحدد مسودة القرار ان كل المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي وان الموقف الفلسطيني  والعربي الواضح يحدد عدم الاعتراف بمكانة المستوطنات. وتدعو المسودة الى وقف كامل للاستيطان على كافة اراضي الضفة. وقال مسؤول فلسطيني، على علاقة بصياغة نص القرار، في حديث ادلى به لصحيفة "هآرتس"، ان التعديلات التي اجريت على النص لا تشكل تغييرا في الموقف الفلسطيني وانما تأكيدا للأمور. وحسب المسؤول نفسه فان النص الذي اعتبر القدس عاصمة للدولتين كان جزء من الاقتراح الفرنسي الذي عرضه الجانب الفلسطيني، وبعد قراءة النص بتعمق تقرر اجراء التعديلات التي توضح بشكل راسخ الموقف الفلسطيني.

وحسب النص المعدل، يطالب الفلسطينيون بالسيادة على كافة الأرضي التي احتلت في الرابع من حزيران 1967. ولا يجري الحديث عن تقسيم مادي للقدس او اقامة جدار او حدود، وانما ان تكون المدينة مفتوحة، على ان يتم الاتفاق بين الجانبين حول مسالة ادارتها. وقال د. مجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ان السلطة جددت الاتصالات مع الدول الاعضاء في مجلس الأمن، لضمان غالبية مؤيدة للمشروع.

في هذا الصدد نشرت صحيفة "ذا هندو" الهندية، انه من المتوقع ان لا تصوت الهند الى جانب الاقتراح الفلسطيني، بسبب تعزيز العلاقات بين حكومتها الحالية واسرائيل، علما ان الهند كانت تصوت في السابق بشكل دائم الى جانب كل اقتراح فلسطيني.

البرغوثي يدعو الى الامتناع عن طرح المشروع للتصويت

في هذا السياق، يدعي موقع "واللا" نقلا عن وكالة "معاً"، أن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، احد قادة فتح، دعا القيادة الفلسطينية الى الامتناع عن طرح مشروع انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية للتصويت في مجلس الأمن الدولي، لأن الاقتراح الحالي يلحق الضرر بحقوق الفلسطينيين، ويشمل تنازلا عن مناطق فلسطينية وعن حق العودة.

وحسب المصدر فقد قال البرغوثي انه لا يحق للقيادة التخلي عن أي حق من حقوق شعبنا. ويرى البرغوثي ان الموافقة على تبادل الأراضي يمس بفرص اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على كافة اراضي 67، ويمنح الشرعية للمستوطنات. وقال البرغوثي انه يجب في كل اتفاق مستقبلي التحديد بأن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وعدم الموافقة على ترتيب يعتبرها عاصمة مشتركة للدولتين. كما يرى حتمية الالتزام بحق العودة للاجئين على اساس قرار 194 الدولي، وليس كما تنص عليه مسودة القرار الحالي.

اعتقال جندي خطط لتنفيذ عملية ارهابية ضد الفلسطينيين في الخليل

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان الجيش الاسرائيلي اعتقل جنديا نظاميا، خشية تخطيطه لتنفيذ عملية ضد الفلسطينيين في الخليل، وقالت انه تقرر ابعاد الجندي عن الخدمة في الضفة الغربية.

وكان الجيش قد تسلم معلومات استخبارية، تفيد بأن الجندي على علاقة مع جهات يمينية متطرفة، واطلق في عدة مناسبات تصريحات متطرفة اتضح منها انه ينوي تنفيذ عملية ضد الفلسطينيين في الخليل، انتقاما للعمليات التي جرت في القدس. وبما ان الجندي كان يخدم كسائق في الكتيبة المرابطة في المدينة، ويعمل في مركزها ويتحتم عليه الاتصال المباشر مع الجمهور الفلسطيني، فقد ساد التخوف من اقدامه على العمل.

وتم تحويل القضية الى قائد لواء يهودا، العقيد ياريف بن عزرا، فتقرر اعتقال الجندي فورا. واتضح ان الجندي خرج في اجازة، فاتصل به نائب الكتيبة شخصيا، لكنه ادعى انه يتواجد في منطقة "الكرايوت" شمال حيفا، للمشاركة في احياء ذكرى جدته وانه لا يستطيع العودة. وبعد فترة وجيزة وصلت معلومات تفيد بأن الجندي يتواجد في مناسبة لاحياء ذكرى الراب مئير كهانا (مؤسس حزب كاخ) في القدس، مع الجهات اليمينية المتطرفة التي تقرب منها. وتم على الفور ارسال قوات من الوحدات الخاصة للشرطة ، ومن الشرطة العسكرية الى المكان، حيث تم اعتقال الجندي، ليتضح انه وخلافا لادعائه بأنه قام بتخزين سلاحه في القاعدة العسكرية، فقد اخذه معه.

وتم الحكم على الجندي بتهمتين: الكذب واخراج السلاح من الكتيبة بدون اذن. وفرض عليه السجن لمدة 28 يوما. وبعد اطلاق سراحه تقرر عدم السماح له بالعودة الى قطاع الخليل، وابعاده عن الضفة، خشية ان يستغل اقترابه من الفلسطينيين وعلاقاته الوثيقة مع المتطرفين لتنفيذ عملية ضد الفلسطينيين.

يشار الى انه وقعت في السابق عدة احداث شارك خلالها جنود في عمليات ارهابية، كان ابرزها العملية التي نفذها الجندي عيدن نتان زادة في شفاعمرو، حيث قتل اربعة مواطنين في عام 2005.

مسؤول في حماس: "الحركة لا تملك مصلحة في محاربة إسرائيل"

نشر موقع "هآرتس" تصريحا قالت ان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، ادلى به لموقع "الرسالة" التابع لحماس، وبموجبه فان "الحركة لا تملك مصلحة في فتح معركة جديدة ضد اسرائيل، ولكن اذا تم فتح معركة كهذه، فان "الخسارة (الاسرائيلية) ستكون اكبر من خسائر "الجرف الصامد".

واضاف: "لن نبدأ حربا مع العدو ولكن اذا فرضت اسرائيل علينا الحرب، فسنحاربها ونفاجئها". وقال "ان الضغط على الفلسطينيين في القدس ولّد الانفجار، واستمرار الحصار سيؤدي مجددا الى انفجار الغضب".

يشار الى ان إسرائيل تعتبر العاروري الذي يقيم في تركيا، مسؤولا عن القاعدة والخلايا التي اسستها  حماس في الضفة، لكنه نفى ذلك، وقال ان هذا التحريض يستهدف النيل من معنويات الشبان الكثر الذين يريدون المشاركة في مقاومة الاحتلال". واضاف ان هدف إسرائيل من الكشف عن خلايا حماس خلال مراحل التخطيط هو "المس بكل الجهود المستقبلية للعمل ضد الاحتلال" 

وزير الداخلية ينوي سحب مواطنة نصراوي حارب مع دعاش!

ذكرت "هآرتس" ان وزير الداخلية الاسرائيلي غلعاد أردان يرفض تجديد جواز سفر المواطن العربي مهران خالدي، المتواجد حاليا في تركيا واعلن نيته سحب مواطنته. ويدعي اردان ان الخالدي تواجد في العراق وانضم الى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

يشار الى ان اردان ينتهج سياسة جديدة هنا، حيث كان من المتبع في السابق تجديد جوازات سفر المواطنين الاسرائيليين الذين تواجدوا في سوريا، واعتقالهم والتحقيق معهم بعد عودتهم الى البلاد.

وكان الخالدي، وهو من سكان الناصرة، قد ترك البلاد في مطلع تشرين الاول الماضي، وقطع الاتصال مع اسرته. وشككت العائلة بأنه مثل غيره من الشبان الذين سبقوه، سافر الى تركيا وانضم الى داعش ودخل العراق. وقال احد افراد عائلته انه بعد جهود كبيرة تمكنت العائلة من الاتصال بابنها واقنعته بالعودة الى تركيا كي تعيده الى إسرائيل، ووصل الشاب الذي اصيب بجراح بالغة كما يبدو، الى اسطنبول، بدون أي وثائق رسمية او جواز سفر.

ان المعروف من حالات سابقة ان الشبان العرب الإسرائيليين الذين انضموا الى التنظيم قاموا باحراق وثائقهم الرسمية كي لا يتم ضبطها ومعرفة هويتهم الاسرائيلية. وهناك من يدعي ان التنظيم يأخذ جوازات سفرهم كي يمنعهم من الهرب 

وكان والد الشاب قد توجه الى اسطنبول قبل اسبوعين لإعادة ابنه، وتوجه الى السفارة الاسرائيلية طالبا الحصول على جواز سفر لأبنه، لكن طلبه لم يلق ردا حتى يوم امس، رغم تبليغه من قبل السفارة بأنه تم اعداد كافة المستندات وارسالها الى الجهات المعنية في اسرائيل.

وتوجهت العائلة بواسطة المحامي حسين ابو حسين الى المستشار القانوني لدائرة السكان ونيابة الدولة، طالبة اصدار جواز لابنها. وقالت وزارة الخارجية انها تسلمت كل الاوراق المطلوبة لكن مسالة التصديق على اصدار جواز سفر تعود الى وزارة الداخلية.

وقال وزير الداخلية غلعاد اردان، معقبا، انه "سيتم استخدام اجراء سحب المواطنة ضد المتورطين في الارهاب، وهذه هي سياستي. وانا انتظر الحصول على توصيات من جهات الامن لفحص اجراء سحب المواطنة من خالدي قبل المصادقة على عودته الى البلاد. فالحديث كما يبدو عن شخص تم تدريبه على قتل الناس من قبل احد اقسى تنظيمات الارهاب، وعليّ التفكير جيدا في مسألة السماح بعودته الى البلاد".

وقال المحامي ابو حسين معقبا ان اردان سارع بالتعقيب لوسائل الاعلام قبل ان يرد على توجهه هو اليه، وذللك فانه سيشتكيه اليوم الى المستشار القضائي للحكومة بتهمة استغلال الصلاحيات بشكل مرفوض خلال فترة الانتخابات.

متبرع غير متوقع للجيش الاسرائيلي: العائلة المالكة في قطر! 

كتب موقع "واللا" ان إسرائيل حظيت بمتبرع غير متوقع. فقد قررت عائلة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الداعم المعروف لحركة حماس، شراء منزل في الحي الثامن في  باريس، سبق وتبرعت به المواطنة الفرنسية اليهودية دانئيل سوزان ديفيس، لجمعية معاقي الجيش الاسرائيلي.

وقد دفعت العائلة القطرية مبلغ 2.5 مليون يورو ثمنا للمنزل، وهو سعر يفوق ما عرضه الوسيط بعشرات النسب المئوية. وتم مؤخرا اتمام الصفقة وتحويل ثمن المنزل الى المنظمة الاسرائيلية والتي ستستغل المبلغ لتنفيذ برامج ومشاريع لخدمة معاقي الجيش.

ملف الانتخابات الاسرائيلية

شمعون بيرس: "لا يمكن تغذية الجائعين بالشعارات"

تناولت الصحف الاسرائيلية الثلاث الهجوم الذي شنه اليمين الاسرائيلي والليكود على الرئيس الاسرائيلي السابق، شمعون بيرس، على خلفية تعقيبه على تقرير الفقر البديل، وقوله ان "تقرير الفقر البديل يشكل لائحة اتهام شديدة ضد انفسنا. وعلى الاحزاب طرح هذه المسألة في مقدمة اولوياتها".واضاف بيرس انه "لا يمكن تغذية الاطفال والمسنين الجائعين بالشعارات" 

يشار الى ان تقرير الفقر البديل الذي اصدرته جمعية "عطاء" تحول الى حلبة صراع اخرى بين الاحزاب على خلفية الانتخابات المقبلة. وجاءت المعطيات في التقرير بالغة الخطورة. وادعى حزب الليكود انه تم "تضخيم" المعطيات بدوافع سياسية، واتهم احزاب الوسط واليسار بمحاولة جر المعركة الانتخابية الى قضايا اقتصادية واجتماعية على حساب النقاش الامني.

وحسب "هآرتس" فقد كان رئيس مجلس المستوطنات السابق داني ديان، والذي انضم الى حزب البيت اليهودي، اول من هاجم بيرس، وقال "ان تكاليف الاحتفال بعيد ميلاده التسعين والتي استغرقت عاما كاملا، كان يمكنها اطعام عشرات آلاف الجياع. بيرس ليس الشخص الذي سيعلمنا ما هي العدالة الاجتماعية".

واعتبر الليكود في رده على بيرس ان "قادة اليسار وبيرس لا يستطيعون الانتصار على رئيس الحكومة نتنياهو في الحلبات السياسية والامنية والاقتصادية، وهذه هي طريقتهم الملتوية لمحاولة نقل اصوات من اليمين الى اليسار، كي يتم تقديم التنازلات التي يحلم بها بيرس طوال سنوات".

ودعا رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، الليكود الى توجيه سهامه الى نحره وليس الى بيرس، ووصف هجومه على بيرس بالجبان. وقال: اذا كان لدى الليكود ما يقوله فليحضر لمواجهتي ومواجهة الطريق الذي نعرضه لحل الضوائق الاجتماعية البالغة التي سببتها سنوات حكم نتنياهو".

ليبرمان ينوي اقصاء بعض وزراء ونواب حزبه

كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ينوي اجراء عدة تغييرات في قائمة مرشحي حزبه للكنيست، تشمل كما يبدو اقصاء الوزير عوزي لانداو والنائب دافيد روتم، حسب تقييمات جهات في الحزب.

 

يشار الى ان حزب يسرائيل بيتنا، بقيادة ليبرمان لا يجري انتخابات داخلية، والمنتدى الوحيد الذي يتخذ القرارات بشأن قائمة المرشحين هو ليبرمان نفسه. وكان ليبرمان قد فاجأ حزبه عشية الانتخابات السابقة عندما قرر اقصاء شخصين من القائمة، نائب الوزير داني ايالون والوزير ستاس مسيجنيكوف، رغم انهما اعتبرا من المقربين جدا اليه.

 

وحسب التقديرات فان توصل لنداو وروتم الى الشعور باستنفاذ دورهما في الحكومة والكنيست. وهناك شخصيات اخرى يسود التكهن بأنه سيتم اخراجها من القائمة، مثل الوزير يئير شمير الذي تقول مصادر في الحزب انه ادار خطا مستقلا لم يرض عنه ليبرمان خلال الدورة السابقة. وكذلك يتوقع اقصاء الوزير يتسحاق اهرونوفيتش الذي ادار نهجا معتدلا اكثر من اللزوم في قمع الاضطرابات الاخيرة للعرب في إسرائيل وخاصة في القدس.

 

حركة من الضباط لدفع ترتيبات سياسية وامنية مع الفلسطينيي 

كتبت "يسرائيل هيوم" انه عقد في رمات افعال، في تل ابيب، امس، مؤتمر تأسيسي لحركة "ضباط من اجل أمن اسرائيل" والتي تضم 152 ضابطا وقائدا خدموا في مناصب رفيعة 

وتسعى هذه الحركة الى العمل من اجل التوصل الى ترتيبات سياسية وامنية مع الفلسطينيين والدول العربية. ويعتقد المبادرون انه من شأن ترتيبات كهذه ان تمنح اسرائيل حدودا رسمية تضمن امنها، وغالبية يهودية وطابعا ديموقراطيا.

موسم التنقل بين الاحزاب

كتب موقع "واللا" ان قرار تبكير موعد الانتخابات في إسرائيل، شكل اشارة لبدء موسم انتقال السياسيين الاسرائيليين من حزب الى آخر. ويجري خلال هذه الأيام، اختيار قوائم المرشحين للكنيست، والتي تشكل فرصة لمشاهدة تنقل وتلوي اعضاء الكنيست بين الأحزاب.

وتعتبر وزيرة القضاء السابقة، تسيبي ليفني، الشخصية التي تمثل هذه الظاهرة اكثر من غيرها. فهي ابنة لعائلة من منظمة الايتسل، بدأت طريقها السياسي في الليكود، وشاركت في 2006 في تأسيس حزب كديما، ومن هناك واصلت لتأسيس الحركة، ووجدت الآن مكانها الرفيع في حزب العمل، العدو التاريخي لحزبها الأم. وقد أعادت معها الى حزب العمل عمير بيرتس وعمرام متسناع، رئيسا حزب العمل سابقا. كما ان هناك شخصيات سياسية اخرى انتقلت من حزب الى آخر.

مقالات

ميرتس، انضمي الى الكتلة

يدعو اوري افنيري الى توسيع كتلة اليسار الوسط التي بادر اليها حزبا العمل والحركة، ويكتب في "هآرتس" انه ورغم عدم كونه عضوا في حزب ميرتس، لكنه يعتبره اقرب حزب الى افكاره، ولذلك يسمح لنفسه بدعوتها للانضمام الى تكتل الأحزاب الذي يجري تشكيله عشية الانتخابات المقبلة.

ويقول ان ميرتس تعتبر حزبا طاهرا، ومن الطبيعي ان يميل هذا الحزب الى الحفاظ على طهارته، لكنني اطلب منه التخلي عن الطهارة المطلقة والتسوية على امور كثيرة، لأنني ارى امامي دولة في حالة طوارئ، دولة تنازع فيها الديموقراطية وتداس حقوق الانسان، وتختفي فيها العدالة الاجتماعية، وتتفشى العنصرية، ويخرب فيها المستوطنون واذرعهم كل قطعة طيبة، دولة تسارع نحو هاوية لا رجعة منها. ويجب ان يكون هدف الانتخابات القادمة هو وقف هذا الركض الجنوني نحو اليمين المجنون واستعادة قدر من التعقل للدولة. وبعد أن نصل إلى ذلك فقط يمكن تكريس انفسنا للمشكلة الكبرى: السلام.

يمكنني كتابة لائحة حول أخطاء يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني، معا وعلى انفراد، تمتد من هنا وحتى نهاية العمر. أنا لا أحلم بهما في الليل. ولكنهما قاما بعمل عظيم: لقد ايقظ التحالف بينهما معسكر الوسط - اليسار من غيبوبته التي كانت تبدو أزلية. وأعاد الأمل في التغيير. لقد فهم الجمهور أن سلطة اليمين المتطرف ليست ضربة قدر لا مفر منها، وليست مقدرة من السماء، كما كان يعتقد حتى الأمس القريب. الجمهور يفهم أنه يمكنه هزم نتنياهو وكل المجموعة التي تلتف من حوله. 

لقد تولدت قاعدة سياسية يمكن البناء عليها. ولذلك يستحق هرتسوغ وليفني تحية من القلب. ولكن يجب علينا عدم التوقف هنا. وينبغي استمرار الزخم بقوة متنامية. والمرشحين الطبيعيين للانضمام هما "ميرتس" و"يوجد مستقبل". ليس لدى يائير لبيد ما يخسره. فإذا خاض الانتخابات لوحده، سوف يتعرض لضربة ساحقة مهينة. بينما في اطار كتلة كبيرة، لا يمكن معرفة حجم قوته، وسينقذ كرامته ويضمن مستقبله.

اما ميرتس فلديها مشكلة أكثر خطورة، لكنه يتحتم على زهافا غلؤون ورفاقها التفكير مليا: هل يخوضون الانتخابات كقائمة صغيرة او ينضمون إلى معسكر كبير. إذا بقيت ميرتس لوحدها، ستحافظ على قوتها أو تضيف مقعدا واحدا أو اثنين. وماذا في ذلك؟ كيف سيوقف ذلك التدهور نحو الهاوية؟ اذا انضمت ميرتس ويوجد مستقبل الى كتلة كبيرة، فانهما ستوازيان بعضهما في الرأي العام. ولن يظهر المعسكر الموحد كيساري زائد او يميني زائد.

ومن المناسب في هذه الحالة أن ينضم موشيه كحلون الى هذا المعسكر. فامام كتلة واحدة وموحدة، ستحظى بشعبية جارفة، ستقل فرص كحلون كحزب مستقل. ومثل لبيد يمكن لكحلون ان يستنتج بأنه من المفضل الانضمام الى معسكر كبير، لا يمكن معرفة مدى قوته فيه. ما هي الفائدة من الكتلة الكبيرة؟

صحيح، هناك تحالفات تتجاوز فائدتها خسائرها، لأنها تفقد الأصوات في الأطراف، وهناك تحالفات يفوق فيها الوزن النوعي المشترك مجموع المكونات. أنا مقتنع تماما بأن هذا هو الوضع في هذه الحالة. الجمهور يطمح إلى شيء جديد، كبير وقوي. من المفضل صيد الدب معا على أن يفترسنا الدب كل على حدة، الواحد تلو الآخر. ظهور هذا التكتل سيغير كل القواعد.

جماهير الناخبين الذين فقدوا الأمل، وقالوا "هذا لن يغير"، وقرروا البقاء في بيوتهم، سيقومون عن الأريكة ويتوجهون للتصويت. هذه هي القوة المصيرية التي ستغير الميزان. وسيتبين فجأة أن اليمين هو أقلية. هذه الكتلة، جنبا إلى جنب مع الاصوليين والمواطنين العرب، يمكن أن تشكل الائتلاف القادم.

بسبب الغرور البالغ

يكتب موشيه أرنس في "هآرتس" أنه يمكن أن يغفر للناخبين الإسرائيليين الارتباك الذي يهاجمهم في ضوء نتائج استطلاعات الرأي، التي نشرت في وسائل الإعلام وتدعي التنبؤ بنتائج الانتخابات فيما لو جرت اليوم. غالبا ما يعتقد الناخبون، أن بعض من يعدون استطلاعات الرأي يحاولون التلاعب بهم أو بالسياسيين، من خلال التنبؤ بالنتائج المحتملة لهذه التحالفات السياسية أو تلك. على كل حال، يبدو أن المتنافسين الرئيسيين في هذه المرحلة لا يستطيعون الحصول على أكثر من 20-21 مقعدا في الكنيست، بينما تتحرك الأحزاب الأخرى في مكان قريب من الرقم السحري. هل يعني هذا أن إسرائيل تتجه نحو حالة من التعادل السياسي، ائتلاف غير مستقر تليه انتخابات مبكرة مرة أخرى؟

كيف وصلنا إلى هذا المأزق؟ هناك العديد من التفسيرات لهذا التطور، أو إذا شئتم، هذا التدهور في الساحة السياسية الإسرائيلية من وضع تنافس فيه حزبان كبيران وعدة أحزاب صغيرة، إلى وضع اصبحت فيه الكثير من الأحزاب الصغيرة تنافس للحصول على دعم الناخبين. ومع ذلك، فمن الواضح أن السبب الحاسم لهذا التغيير هو بعض السياسيين الذين يعانون حالة غرور بالغ، والذين ادوا مهام رئيسية في قيادة إسرائيل خلال السنوات الأخيرة. فهؤلاء ابت كرامتهم تقبل القيود المتبعة في الأحزاب الراسخة. واعتقدوا أنه يمكنهم شق طريقهم بأنفسهم من خلال تأسيس أحزاب جديدة ومحاولة تدمير الأحزاب القائمة.

لقد كان أبرز هؤلاء اريئيل شارون، الجنرال الكبير، الذي غضب بسبب عدم تعيينه قائدا عاما للجيش، وانضم الى الجناح الليبرالي لحزب الليكود، ومن ثم تركه ليؤسس حزب "شلوم تسيون"، ومن ثم قام بتفكيكه والعودة الى الليكود وترؤس كتلة المستوطنين فيه. وعندها ترك الليكود مرة أخرى ليؤسس حزب كاديما، واخذ معه اعضاء اخرين من الليكود، مثل ايهود اولمرت وتسيفي ليبني وشاؤول موفاز. ورسخ في كاديما نهج عدم الحاجة الى انتخابات داخلية، وتكليف الرئيس صلاحية تركيب قائمة المرشحين للكنيست. وعندما ورثه اولمرت واصل هذا النهج، وكذلك فعلت ليفني التي انشقت عن كاديما وأسست حزب الحركة 

ويقوم افيغدور ليبرمان ويئير لبيد بتفعيل دكتاتورية مشابهة في حزبيهما، وقرر موشيه كحلون، ايضا، تبني هذا النموذج القيادي في حزب "كلنا" الذي اسسه مؤخرا. هؤلاء ليسوا على استعداد لتحمل أي معارضة من قبل اعضاء احزابهم. ولبالغ الأسف، لا تتوقف الحكاية هنا. فبعد ان قررت ليفني تدمير حزبها، قررت أنه آن الأوان لقيادة حزب العمل، او السيطرة عليه. وبسبب عدم استعدادها للمشاركة في الانتخابات الداخلية للحزب، فقد أصرت على تقاسم القيادة مع الرئيس المنتخب لحزب العمل يتسحاق هرتسوغ، وارسال انصارها الى الأماكن التي خصصت لهم في قائمة الحزب للكنيست. وفي هذه الأثناء يحاول حزب هرتسوغ – ليفني اصطياد عدة نجوم، لضمهم اليها، كي تحظى ببعض اللمعان، وهذا ما يسمونه ديموقراطية.

وفقا لاستطلاعات الرأي، قد لا تسفر الانتخابات عن فائز واضح. ومن شأن القرار المتعلق بهوية رئيس الوزراء المقبل أن يقع في أيدي المغرورين الكبار- ليبرمان ولبيد وكحلون- على انفراد او معا. الأول يعرض نفسه كبراغماتي على استعداد للتحول الى اليمين واليسار على حد سواء، واما الثاني فيعرض نفسه مخلصا للطبقة المتوسطة، فيما يعتبر الثالث نفسه  من سيخفض تكاليف المعيشة. ولكن هدفهم هو أن يشغلوا، عمليا، دور المحكم الذي سيقرر نتائج الانتخابات، من خلال الابتزاز.

من الصعب أن نرى في ذلك النتيجة المرجوة. الناخبون هم الذين يجب ان يقرروا النتيجة النهائية. واذا صوتوا لذوي الغرور الكبير، فانهم سيحولون القرار اليهم. وإذا صوتوا لصالح الاحزاب الديمقراطية، فقد يكونوا الجهة التي ستحدد النتيجة.

اليسار يستتر

تهاجم د. ليمور ساميميان دراش، في "يسرائيل هيوم" ما تسميه تستر اليسار الاسرائيلي وراء الوسط في سبيل خداع الناخبين، وتكتب أن الجهود الواسعة النطاق التي يبذلها اليسار لاستبدال الحكومة كان يمكن أن تشكل نضالا ديمقراطيا سليما لمعارضة مكافحة، لولا كون الطريقة التي اتبعها تشمل محاولة الالتفاف على موقف الناخب. لقد شاء القدر ان لا يصوت غالبية الشعب لليسار كما يتضح من الاستطلاعات وغالبا نتائج الانتخابات. فما العمل؟ نخترع فانتازيا تلتف على قرار الناخبين: إنشاء حكومة تتركب، من ناحية، من احزاب يسارية مستترة، حتى تشكيل الحكومة، وتضم من ناحية اخرى، احزابا انتهازية، تسحب مقاعد من اليمين ولكنها عمليا، ستنضم الى حكومة اليسار بعد الانتخابات 

ليس من الممكن أن نتصور بأن المصوتين لليسار يعتقدون بأن ليبرمان، الذي يدعو إلى مقاطعة المصالح التجارية العربية، تحول فجأة الى حمامة سلام ومساواة. وبالتأكيد لا يمضي أحد أسيرا وراء كحلون لمجرد انه يعلن عن برنامج سياسي يكمل أوسلو. المصوتون يأتون حصرا من الجانب الأيمن للخارطة السياسية. وبطريقة غير لائقة، وتكاد لا تكون ديمقراطية، يمكن لأصواتهم دعم سياسة صوتوا ضدها.

ويتم التعامل مع هذه الأحزاب المضللة على كفوف الراحة. فليبرمان الذي وصفته وسائل الاعلام بـ"المصاب بهوس إشعال الحرائق"، يتم عرضه اليوم، على انه الصوت المتعقل في الحكومة. ولا احد ينتقد كحلون على عدم الكشف عن هوية قائمته وعدم ممارسة الديمقراطية في اختيارها. والعودة إلى تقبل درعي، بعد عودته من ظلمات السجن، بما في ذلك الدعم الذي يحظى به من قبل وسائل الاعلام مقابل ايلي يشاي، يمتزج جيدا مع ذات الأمل الأبيض.

اما حزبا العمل والحركة فيوقدان الشموع عند حائط المبكى. ومن المعروف انه إذا قام مسبقا باعلان برنامجه السياسي، أو المقترحات التي عرضتها ليفني وأولمرت على ابو مازن والتي تشمل تقسيم القدس، وإخلاء غور الأردن واعادة 50 الف لاجئ – فمن المؤكد انه لن يفوز بعدد من الأصوات يضمن له السلطة. معسكر اليسار يحظى اليوم بسبعة أو ثمانية مقاعد، في افضل ايامه، وهي تتمثل بحزب ميرتس.

صحيح ان هذا هو جزء من اللعبة السياسية. يمكنك أن تقول بأنك "وسط" حين تكون في أي من الجانبين. ولكن كيف يمكن لاستطلاعات الرأي أن تظهر غالبية عظمى لليمين، وفي الوقت ذاته تشير الى وجود فرصة حقيقية لتشكيل حكومة يسارية؟ هل كانت كلاب الحراسة ستتجاوز ذلك لو كان اليسار سيحصل على 70 مقعدا، لكنه يتم في نهاية الأمر تشكيل حكومة يمينية؟

المشكلة لا تكمن في طريقة الانتخابات، وانما في الأخلاق السياسية الضحلة. وعلى وجه الخصوص اخلاق وسائل الإعلام، التي تمهد كل خطوة كي يتم فرض طريق سياسي واحد علينا. وبدل ان يعمل اليسار على إقناع الناس بعدالة طريقه وانتخابه بفضل برنامجه، يقول من جهة "فقط لا لبيبي" ومن جهة اخرى "تكاليف المعيشة"، ويعرض من جهة ثالثة "شخص امني" على استعداد لتغير جلده. والهدف من ذلك كله هو دفع ما لا يمكنه قوله، "فقط ليس اليمين". هذه الرسالة لا يشتريها الكثير من الجمهور. وهناك عدد أقل من المشترين لرسالة: "طريق اليسار" 

يمكننا أن نأمل فقط بأن الجمهور، وهو ليس غبيا، سيعطي اصواته لم يعرض أيديولوجية واضحة وحقيقية، وليس لمن يمهدون لطريق يلتف على الانتخابات.

تحقيق الترتيب: التحرك السعودي

تحت هذا العنوان  يسأل يوسي بيلين في "يسرائيل هيوم" عما اذا كان عبد الله بن عبد العزيز، الملك السعودي البالغ من العمر 90 عاما، هو من قرر تحريك العالم كله وتحقيق ترتيبات فيه، وهل يستطيع هذا الرجل، الذي يمكنه العمل لساعات قليلة فقط، اذا لم يتواجد في المستشفيات الاجنبية لتلقي العلاج، المناورة في المنطقة واعادة تنظيمها حسب رغباته؟ وهل هناك، في المملكة الغريبة الأطوار، التي تعيش في اعماق العصور الوسطى، شخص آخر، لقيط ابن لقيط، يقوم بتفعيل الملك، ويقود الخطوات ويعيد ترتيب الشرق الأوسط؟

يصعب معرفة ذلك، وكل ما نسمعه هو تقييمات مدروسة حول حروب آلاف الأمراء الذين لم ينقلوا حتى الآن عصا السلطة من جيل ابناء سعود الى جيل احفاده، خاصة وأنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.

لقد عاشت السعودية في جنة عدن، وهي التي بسبب نظامها الرجعي تحولت الى مهد لنمو الأعشاب الضارة على شاكلة تنظيم القاعدة. وقد تنبأوا لها، عن طريق الخطأ، بمواجهة الخطر الكبير في ظل "الربيع العربي" الذي خيب الآمال. وعندما واجهت جارتها، البحرين، المشاكل، لم تتردد السعودية بارسال قوات عسكرية، وابقتها هناك كي تمنع الانقلاب. وعندما رفعت قطر رأسها وقررت دعم الإخوان المسلمين، الذين تكرههم السعودية، لم تتردد المملكة في عقد اجتماع لدول الخليج وأمرها باعادة سفرائها من تلك الأمارة الصغيرة والغنية، حتى فهم الأمير الشاب أنه لن يستطيع التغلب على السعودية. فمدح المملكة، وبعد إثباته لحسن السير والسلوك، أمرت السعودية دول الخليج الأخرى باعادة سفرائها إلى قطر.

 

تعتبر السعودية العامل الرئيسي في تخفيض أسعار النفط بشكل كبير جدا وتوجيه الضربة التي يتلقاها بوتين. وقد فعلت ذلك، كما يبدو، كي تجعل عملية إنتاج النفط في أمريكا، غير مجدية، ولكن التكلفة المنخفضة لإنتاج النفط في أراضيها سمحت لها بالتلاعب في سعر البرميل وهز الدول التي يعتبر النفط فرع الصناعة الرئيسي في اقتصادها، كفنزويلا والجزائر، وخاصة - روسيا.

 

ان آخر وتر، حاليا، في اللعبة السعودية، هو التسوية بين قطر ومصر. وما بدا الى ما قبل أيام قليلة، كصراع لا يمكن تسويته، تحول الى صداقة جديدة. لقد تصالحت اكبر دولة عربية واكثرها فقرا، مع اصغر دولة عربية وأغناها. وارسل أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مندوبه إلى القاهرة، فالتقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن ليس من دون وجود ممثل سعودي كبير. وتم الاتفاق على أنه منذ الآن فصاعدا سيتم التنسيق بينهما في كل شيء يرتبط بمصر وقطاع غزة، وأعلن المندوب القطري، نيابة عن الأمير، بأن قطر تعتبر مصر قائدة العالم العربي.

 بالنسبة لنا، تعتبر هذه التطورات إيجابية: فمبادرة السلام العربية، التي تستند إلى مبادرة السلام السعودية، تحقق لإسرائيل حلمها القديم بأن تحظى باعتراف جميع الدول العربية وجميع الدول الإسلامية. ومن شأن ضم قطر الى التلم، حجب دعم الإمارة لحماس، كما ان المساعدات السعودية لمصر تشكل عونا لجهة تتمتع إسرائيل بالتعاون معها، اضافة الى ان خفض سعر النفط، سيخفف علينا اقتصاديا، تماما كما أننا لا نذرف الدموع بسبب اكتشاف كون هيبة بوتين المرتفعة مجرد فقاعة. وبعد هذا كله، يتحتم علي الاعتراف بأن حقيقة كون من تقف وراء كل هذا التحول هي دولة تقطع أيدي اللصوص وتمنع النساء من القيادة، تصعب عليّ التصفيق لها.

ورقة نتنياهو 

يهاجم الكاتب زئيف تسحور في "يديعوت احرونوت" لجوء نتنياهو الى الكارثة في كل خطاب له يتعلق بمطالب الفلسطينيين، ويكتب، ان نتنياهو يخرج، مرة أخرى، الكارثة من مخزن نحيب الشعب المطارد الى الأبد، ومرة أخرى اصبحنا هدفا للمتطرفين المسلمين، ومرة اخرى قام العالم علينا لإبادتنا، ولم يتبق لنا نحن، الأقلية مقابل الاغلبية، إلا الاستعداد، كما فعل تنظيم البلماح الذي أعد خلال الحرب العالمية الثانية، قلعة في الكرمل، لتكون "متسادا" امام جيوش المانيا. وكما لو أنه لم يتغير هنا شيء، منذ اطلق الكاتب ي. ح. بيرنر، صرخته قبل 100 عام: نحن "اخر من يقف على السور" 

ان محاولة نتنياهو الربط بين حسابنا مع من ارتكبوا الكارثة وبين قرارات البرلمانات الأوروبية الاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة لهم، هي محاولة واهية. لا يوجد بين اعضاء البرلمان الأوروبي الذين دعموا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، من شارك في ارتكاب الكارثة.

ان استخدام نتنياهو لأوشفيتس في كل مرة يطرح فيها موضوع دفع المفاوضات السلمية، هو مسألة تم استنفاذها حتى النهاية. ومحاولة دفع الكارثة، المرة تلو المرة، الى الوعي، لا تستهدف عناوين اعضاء البرلمان الأوروبي والرأي العام الأوروبي، وبالتأكيد ليس المسلمين في العالم، الذين كان دورهم في الجريمة التي حدثت في اوروبا قبل 70 سنة، هامشيا. ان ربط التذكير بالكارثة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية الى جانب التحديد بأن اوروبا نسيت الكارثة، يستهدف وعينا نحن.

ومن مثل نتنياهو يعرف ان المجتمع الاسرائيلي ينقسم الى مجموعات مختلفة، تتباعد عن بعضها وعن الحلم بوحدة اسرائيل. هناك دعامة واحدة فقط تربط الإسرائيليين، وهي الخوف من العدو الذي يقف على الأبواب – وحدتنا في ايام حربنا، ويجب تغذية هذا الخوف الذي يوحدنا، بشكل دائم. خلال حملة الجرف الصامد، اكتشفنا ان سلاحنا الجوي الضخم، الذي يسيطر على السماء، لا ينجح بحل مشكلة الانفاق في غزة. وتسببت خيبة الأمل المفاجئة تلك بالتساؤل عن تهديدنا بمهاجمة المنشآت النووية في ايران. فهل كان ذلك مجرد تهديد كاذب؟

منذ الفشل في غزة قلص نتنياهو وجبات استخدام النووي الايراني كأداة لتغذية الخوف. حتى استخدام داعش والقاعدة والطالبان لتنمية الخوف، يعتبر اشكاليا. فالتزمت الإسلامي يهدد العالم كله.  ان تهديد العالم كله لا يخدم خوفنا القومي. فتوحيد الأمة يحتم عزل انفسنا عن كل الشعوب، والعيش بمفردنا، أقلية امام أغلبية. حتى نتنياهو، خبير الارهاب العالمي، لا يمكنه استغلال الارهاب الاسلامي للاحتياجات الاسرائيلية فقط. اما الكارثة فهي لنا وحدنا، ولذلك فإنها تحتل الصدارة في خطاباته. ان استخدامها يهدف الى تذكيرنا بأننا ضحية دائمة. لكن استخدامها لن يصد أي برلمان عن الاعتراف بدولة فلسطين.

من سخرية التاريخ انه في الحوار الأوروبي حول الاعتراف بطلب الفلسطينيين اقامة دولة مستقلة لهم، يتم الإشارة الى مطالبتنا بدولة يهودية مستقلة – حق الشعوب بتقرير المصير. لقد شكل ذلك سببا حاسما لدعم الدول الاوروبية لإنشاء دولة اسرائيل. وبسبب كوننا صهاينة، من المناسب ان نقف في جبهة المؤيدين لحق الفلسطينيين بدولة لهم.