استهداف "أصدقاء أميركا" الجدد
تاريخ النشر : 2013-11-20 09:07

ليس تفجير أو تفجيران ما سيغيّر المواقف ومسار الأحداث، لا بالنسبة الى تورّط ايران و"حزب الله" في سوريا ولا بالنسبة الى المفاوضات النووية. الارهاب لغة عقيمة وغير مجدية سواء كانت اسرائيل أو مجموعة "تكفيرية" وراءه. والمؤسف، على رغم سقوط ضحايا، أن حال الحرب تعفي اللاعبين من تقويم خياراتهم، فكلّها عندهم صواب. هذا ما أكده السفير الايراني أمس، وما دأب الأمين العام لـ"حزب الله" على تأكيده وصولاً الى أنه لا يحتاج الى "تغطية" لبنانية لتدخّل حزبه في سوريا، علماً بأن المطلوب كان ولا يزال انسحاب "حزب الله" من سوريا، وليس العكس. وإحدى أسوأ "اخلاقيات" هذه الحرب أنها تهزأ بالأضرار "الجانبية"... الانسانية.

وعد السيد حسن نصرالله بـ "انتصارٍ" للنظام السوري. وعلى رغم أن الأمر يستحق الخجل أكثر من التفاخر، إلا أن نصرالله يعرف علام يتكلم. فمقاتلو المعارضة - غير "التكفيريين"، بالمناسبة - يفيدون حالياً بأنهم لم يعودوا يرون في مواجهتهم سوى عناصر "حزب الله" أو ايرانيين وعراقيين، في حلب كما في جنوب دمشق. شيءٌ من هذا "الانتصار" في صدد التحقق، لكن ما العمل به في نهاية المطاف، فليس وارداً أن يواصل النظام الحكم والسيطرة والعربدة الاقليمية على أنقاض الدمار الذي ارتكبه. ايران و"حزب الله" يعرفان ذلك لكنهما يستعرضان حالياً ما يستطيعانه في قضية مخزية، على أمل استثماره في وضع نفسيهما على الفلك الاميركي - الاسرائيلي. هل يكون التفجير، بالأمس، استهدافاً لـ"أصدقاء اميركا" الجدد?
لا مبالغة في ذلك، اذ إن نصرالله نفسه يبشّر به. ألم يقل إن نتائج القتال في سوريا ومفاوضات الدول الكبرى مع ايران ستأتي كلها لمصلحة "فريقه" في لبنان؟ أي أنه في طريقه لأن يصبح صديقاً وحليفاً لاميركا، ليس الـ"اميركا" التي نعرفها بل تلك التي ستكون ايران قد غيّرتها وطوّعتها!... "المنطق" هنا أن بقاء النظام السوري شكّل منذ البداية تقاطعاً ايجابياً ومباركاً بين ايران (حزب الله) واسرائيل. أي أن "جبهة الممانعة" تكون غيّرت اميركا واسرائيل وطوّعتهما معاً. صدّقوا أو لا تصدّقوا.
فوق ذلك سيبقى "حزب الله" على حاله حزباً لـ"المقاومة"، ولِمَ لا؟ فهو محتكر السلاح غير الشرعي، وهو شارك في تدمير سوريا وله الدور الأساسي في ركود اقتصاد لبنان وتأخره، وليس لديه أي مال "نظيف" أو حتى مغسول لمساعدة نازحين بينهم من استضاف في سوريا الهاربين من حرب "النصر الإلهي" في 2006. ولعله على حق في ذلك فهو ساهم في تهجير النازحين، أما إغاثتهم فليست من شأنه، حتى أنه لم يضعها يوماً على جدول أعمال الحكومة... حكومته.

عن النهار اللبنانية