خلوا 'الخيار' صاحي..
تاريخ النشر : 2014-12-21 19:27

كتب حسن عصفور/ لا نحتاج لعمل استفتاء أو استطلاع رأي موحد داخل صفوف الشعب الفلسطيني لمعرفة رأيه في رئيس وزراء بريطانيا السابق ومبعوث 'العناية الرباعية' طوني بلير، حيث الرفض أولا والكراهية ثانيا والبغض ثالثا وكل مسميات منتجات الرفض واللاقبول يمكن أن تجسد وتكون موقف الفلسطيني أي فلسطيني من هذا الرجل، بلير بات جزءا من عناوين التآمر على القضية الفلسطينية، ومواقفه منذ أن تمت مكافأته على الدور العدواني ضد العراق ونسجه أكاذيب بلا حدود  لتبرير وترويج الحرب والعدوان وتدمير العراق كمقدمة لتفتيت دول عربية غيرها وهو عنصر مكروه من شعبه أولا ومن شعوب العرب ثانيا..

لم تنته محاكمة الرجل عن الكذب والخداع الذي مارسه قبل وخلال وبعد الحرب على العراق، سجله ممتلئ بقضايا لو كان هناك قانون 'تحويل أوراقه للمفتي' لكان ذلك نصيبه بالحد الأدنى، ولكن واشنطن وبتعاون مع الحركة الصهيونية دفعت به لتسلمه ملفا لا يوجد له قيمة حقيقة، سمته مبعوث الرباعية الدولية بالبعد الاقتصادي، لكي تمنحه حضورا دوليا وراتبا على ما قدمه من خدمات لاحتلال العراق وتدميره، ومنذ تسلمه المنصب وهو يتجول في بلادنا ولم يقدم خدمة واحدة يمكن للشعب الفلسطيني أن يتذكره بها حتى لو كانت فتح طريق أو إزالة حاجز أو تخفيف الحصار عن قطاع غزة، بل إن الواقع ازداد سوءا منذ تسلمه المنصب الزائف أو الغطاء السياسي لدور جديد مشبوه..

مؤخرا انكشفت أكاذيب الرجل للعامة قبل الخاصة، وتداعت القوى السياسية الفلسطينية ومؤسسات عدة من المجتمع المدني برفض التعامل معه وقطع كل صلة به بل واعتباره شخصا غير مرغوب به، لانكشاف دوره في الكذب والخديعة التي مارسها على القيادة الفلسطينية ودوره المباشر في محاولة النيل من الموقف الفلسطيني لمصلحة الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، ومن كشف تلاعبه وخداعه كان من إعلام دولة الاحتلال وليس الطرف الفلسطيني كي لا يتم اتهامه بتهم جاهزة، ولكن الفضيحة السياسية جاءت من هناك أيضا من بريطانيا عندما ذكرت القناة الرابعة في التليفزيون البريطاني بأن بلير يستغل منصبه لأغراض تجارية، تهمة تتعلق بملاحقة القضاء البريطاني له لاحقا، حيث ما يهم الفلسطيني هو الدور السياسي المشبوه لبلير داخل الرباعية الدولية، حيث يشكل قوة سند وضغط أيضا لحماية دولة الاحتلال، ويعمل على تعطيل موقف الرباعية السياسي لو كان يتجه خطوة لتبيان موقف ليس منحازا لإسرائيل، وجاء بيان الرباعية الأخير وبعد خطاب الرئيس عباس ليكشف دوره السيء جدا في صياغته، وخلوه من أي قضية محددة سوى العودة فورا للمفاوضات دون الاهتمام للمطالب الفلسطينية – العربية وغالبية المجتمع الدولي، لكنه تلاعب بالبيان مع دنيس روس كي يخدم المحتل أكثر..

وثارت ثائرة الشعب الفلسطيني بمختلف الأطياف تدعو لرفض التعامل معه بل وطالب الغالبية بمنع دخوله إلى الأرض الفلسطينية، واعتباره شخصا منبوذا، لكن المفاجأة التي لم تكن متوقعة صدرت عن الرئاسة الفلسطينية بأنها ستبقى على تواصل وتلتقي بطوني بلير كونه 'مبعوث الرباعية'، موقف لم يكن له ضرورة ولا داع أصلا فالرباعية تتصل مباشرة عبر أطرافها، والكل من الصبي إلى الكهل يعرف أن منصبه ليس سوى غطاء مكافأة نهاية الخدمة الاستعمارية من واشنطن على حرب العراق، ولذا لم تتوفق الرئاسة في بيانها، وربما كان الصمت في هذا المشهد أكثر صوابية من كلام استغله فورا 'المنبوذ' ليرد على القوى الفلسطينية بأن الرئاسة لا ترى مايراه الرافضون له، لم يترك زمنا لاستغلال موقف الرئاسة وكأنه يضرب عرض الحائط وباستهتار غير مسبوق بنبذ أهل فلسطين له..

ربما سيذهب إلى مقر الرئاسة بالمقاطعة لكن الشيء الأكيد أن 'الحذاء' الفلسطيني وبعض من بالبندورة والخيار وربما البيض الفاسد ستكون أسلحة لاستقباله حتى لو ركب عربات مصفحة، وما حدث مع القنصل الأمريكي من رمي وقذف بالأحذية قبل أيام سيكون مضاعفا لاستقبال بلير ليكون استقبال يليق بمبعوث الرباعية.. وإن ناظره لقريب جدا لو حضر ذاك 'المنبوذ' ..

ملاحظة: عادت قنوات الاتصال السرية تنتعش مع دولة الاحتلال.. فما نشرته معاريف عن لقاء الرجوب مع الجنرال الوزير يعلون يستوجب التوضيح، حتى لو كان لترتيب مباراة كروية بين فريق من الضفة والمنتخب الإسرائيلي..

تنويه خاص: اليوم نستذكر مع الشعب المصري والعربي ذكرى نصر أكتوبر العظيم .. ويجب ألا ننسى دماء شهداء القوات الفلسطينية التي شاركت بالعبور والنصر في الجولان وقناة السويس.. والرحمة للخالد عرفات..

تاريخ : 6/10/2011م