أمريكا ترفع حذاءها مرتين في وجه العرب..
تاريخ النشر : 2014-12-21 15:00

كتب حسن عصفور/ في يوم واحد أرادت أمريكا أن تقول كلماتها بشكل قاطع ودون تردد تجاه من اعتقد ،صدقا،أن هناك 'توترا' في علاقة أمريكا بالطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، حيث جاء الرد بإلغاء اجتماع 'الرباعية الدولية' المقرر يوم الجمعة 15 أبريل لبحث خطة سلام أوروبية لمسألة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وصولا إلى تسوية وحل لأقدم صراع موجود على الساحة الدولية ، ثم وساعات قليلة أوردت وسائل إعلام إسرائيل أن واشنطن أبلغت كل ذي صلة أن 'الفيتو' – القبضة الحديدية السياسية- ستكون في انتظار أي مشروع لعرض الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ،دون إذن وموافقة إسرائيلية.قي يوم واحد ترفع أمريكا حذاءها في وجه العرب أولا ، ثم في وجه القيادة الفلسطينية بكامل هيئاتها المختلفة ، فإلغاء لقاء' الرباعية' وهو الذي عولت عليه أوساط عربية فلسطينية الكثير، يأتي قمة الاستخفاف والاستهتار بالموقف العربي الفلسطيني ، رغم وجود حراك شعبي غاضب إلى درجة مذهلة ،أنتج حكما جديدا في مصر وتونس، وغيرها مازال ينتظر ، لكن الموقف الأمريكي ومعه التهديد المباشر باستخدام حق النقض ضد أي مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن ، وسبقه فيتو الاستيطان ، يشكل علامة استفهام لهذا الاستهتار ، ولماذا تتصرف إدارة باراك حسين أوباما بكل هذه  الخفة تجاه الموقف العربي، ألا يثيرها ما يحدث من 'غضب شعبي' في عموم البلاد وشعوبها ، هل وصل بها الحال إلى أن تتصرف بكل سخرية من مشاعر الشعب الفلسطيني والعربي، مضيفة إلى سجلها المعبد بالحقارة صفحات إضافية ..

ما الذي يجعل واشنطن تأخذ هذا المنحنى في التعاطي مع القضية الفلسطينية وكأنها يتيمة الأبوين ، وتم وضعها في دار 'الأيتام العربي' ، هل وصل الحال بالوضع الفلسطيني ،وهنا وانهيارا ،إلى درجة السكون تجاه واشنطن ، ولا نجد ردا على تلك التصرفات سوى تعابير أطلقها بعض من هم في سدة'القيادة' –نأسف لهذا الموقف الأمريكي- ، هذا هو أقصى ما صدر من فعل فلسطيني على ما قامت به واشنطن في يوم واحد ضد فلسطين ، تصرف يثير كل درجات الحنق الإنساني داخل أهل فلسطين من مواقف تشعرك بأن الرعب يسيطر جدا عند الاقتراب من 'نقد موقف أمريكا' يحاسبون على الكلمات والأحرف ونبرة الصوت ، وحركة الأيدي كي لا يبدو أنها غاضبة أو مشوبة بقلق ما ، كل شيء يتم حسابه عند تناول الموقف الأمريكي ،مهما كان هذا الموقف ، ليونة وسلاسة مودة تلك هي ما يحكم بعض مواقف من يتحدث فلسطينيا ، حساب دقيق جدا كي لا يأت الرجم الأمريكي'..

تخيلوا لثوان فقط لو أن أحدا ممن 'أسف' يوم أمس من موقف واشنطن على ما فعلته برفع حذائها عاليا ،أراد أن يعلق على بعض أقوال موسى أبو مرزوق تجاه موضوع المصالحة ،حيث يضع عقبات إضافية أمام تجديد الأمل الوطني، لو تحدث أولئك ستجد صوتهم 'ملعلعا'، جهوريا قد تسمعه حيث أنت دون وسيلة إعلام ، متشدق الوجه ،حركات اليدين لا تتوقف ويكاد أن يصل إلى درجة الإغماء من شدة' الغضب' ، حتى تبدأ تقرأ له الفاتحة لو 'أصيب' بأزمة من مدى الحنق على موقف لا يريد 'مصلحة وطن' .. صورة تتكرر كثيرا ..

لا نريد أن نقول إنها صور مخادعة أو ليست صحيحة أو غير صادقة ، لكن ألا يمكن لمرة واحدة أن يغضب أولئك 'المتأسفون' أمريكيا بشكل يوازي نصف أو ربع أو أقل قليلا غضبهم من موقف حماس ، وهم يأسفون من 'الراعي الأكبر' لنعمة لن تدوم ..فقط أغضبوا لكرامتكم أنتم وليس لكرامة شعبكم .. فالشعب يعرف كيف سيرد الإهانة .. وأيضا كيف يستريد الكرامة ..

ملاحظة: تقدم وفد المستقلين برئاسة الشخصية النشطة منيب المصري بورقة جديدة للمصالحة .. يا (أباربيح) هل أنت مصدق أن المسألة قضية ورق وأفكار ..

تنويه خاص : عورتا.. تاني وتالت ورابع .. لماذا الصمت الرسمي الفلسطيني .. لماذا لا تقتحم القيادة الشرعية 'أسوار المنطقة العسكرية المغلقة' تحد أولي لمستقبل أكثر تعقيدا ..اختبار لمن يتحدث عن المستقبل المشرق..

 

تاريخ : 13/4/2011م