هارتس: "غزة على حافة الانفجار" ومن اطلق الصاروخ على اسرائيل فصيل صغير
تاريخ النشر : 2014-12-21 10:27

أمد / تل أبيب : تشير تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن فصيل فلسطيني صغير في قطاع غزة هو الذي أطلق الصاروخ باتجاه جنوب إسرائيل، أول أمس الجمعة، والذي أعقبه قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمصنع باطون في جنوب القطاع، وأن تبادل النيران هذا لا يشكل تصعيدا، لكن تكمن فيه إمكانية تصعيد، خاصة وأنه منذ انتهاء العدوان على غزة في الصيف الماضي، مرّ أربعة شهور تقريبا، من دون فعل شيء في مجال ترميم الدمار الهائل الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالقطاع.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، أن خطأ في الاتصال بين إسرائيل وحماس، "مثلما حدث بقدر كبير عشية نشوب الحرب في الصيف الماضي"، ما زال من شأنه أن يؤدي إلى انفجار الوضع، الأمر سيخيم على معركة الانتخابات العامة الإسرائيلية القريبة.

وأشار هارئيل إلى أنه سبق العدوان على غزة في الصيف الماضي، إطلاق فصائل صغيرة في القطاع صواريخ باتجاه إسرائيل بطريقة "التقطير"، أي إطلاق صاروخ كل بضعة أيام، وما لبث ذلك أن تصاعد حتى بدأت حماس نفسها بإطلاق الصواريخ، وذلك بسبب الضائقة الموجودة في القطاع في أعقاب تشديد الحصار عليه، خصوصا من جانب مصر التي أغلقت معبر رفح وعملت على تدمير الأنفاق بين القطاع وسيناء، التي اعتبرت "شريان الحياة" للغزيين، على ضوء تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين والبضائع الواردة للقطاع.

ورأى هارئيل أن الوضع الحالي في القطاع ليس مختلفا كثيرا عن الظروف التي سادت فيه عشية العدوان الأخير، وعندما جرى وقف إطلاق النار، في نهاية آب الماضي، كانت تسود القطاع توقعات كبيرة، بدءا من رفع الحصار وترميم الدمار وإقامة ميناء ومطار.

إلا أن شيئا من هذا لم يتحقق بعد، ورأى هارئيل بالعرض العسكري الذي نظمته حماس، قبل أيام، في ذكرى تأسيس الحركة، شكّل رسالة إلى إسرائيل مفادها "إما الترميم أو الانفجار". إذ أنه إضافة إلى مقتل 2200 فلسطينيا تقريبا خلال العدوان، دمر العدوان الإسرائيلي نحو 100 ألف منزل، بينها 20 ألفا بشكل كامل، ولا يزال عشرات آلاف الغزيين يسكنون في خيام، في الوقت الذي تدخل فيه مواد البناء إلى القطاع بشكل بطئ جدا.

واعتبر المحلل أن العامل الكابح في المعادلة هي معاناة سكان القطاع نتيجة للعدوان، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم، "ورغم الغضب على إسرائيل ومصر فإن ثمة شكا في ما إذا كان سكان القطاع يريدون جولة قتال أخرى".

ومن الجهة الأخرى، فإن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يخوض معركة انتخابية. ووفقا لهارئيل فإنه توجد فجوة بين خطابه الصارم وما يتم تنفيذه ميدانيا، وأنه خلال سنوات حكمه الست الماضية شن عدوانين على القطاع "من دون رغبة" في ذلك، وأنه سيمتنع الآن عن شن عدوان آخر تحسبا من عدم تمكنه من السيطرة على مجرى الأحداث، بسبب الانتخابات، لكن في حال تم تكثيف إطلاق الصواريخ من القطاع فإن التصعيد سيكون واردا.

ولفت هارئيل إلى تطور حاصل مؤخرا وهو أن حماس تعمل على ترميم علاقتها مع إيران تدريجيا، وذلك من خلال المديح الإيراني لحماس على صمودها أثناء العدوان، وتقديم حماس الشكر لإيران على تسليحها في الماضي. وأشار في هذا السياق إلى زيارة وفد حماس لطهران في بداية الشهر الحالي.

وعلى ضوء ذلك، خلص المحلل إلى أنه بالإمكان توقع استئناف تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة وأن هذه "أنباء ليست سارة" بالنسبة لإسرائيل.