الاكاديمية العربية لحقوق الانسان في المملكة المتحدة تمنح جائزتها السنوية للصحفي جمال حسين
تاريخ النشر : 2014-12-20 17:17

أمد / لندن/ متابعات : أعلنت الأكاديمية العربية لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة عن فوز الصحفي العراقي جمال حسين بجائزة صحفي العام في حقوق الإنسان . وقد أُعلِنَ خبر الفوز في حفلٍ خاص نظّمته الأكاديمية في16 ديسمبر 2014 في "نادي الإصلاح" في قلب العاصمة البريطانية لندن بحضورعدد من الشخصيات من مجلس العموم البرطاني وعدد من الوزراء والسفراء،ورئيس المركز الاسلامي في لندن ، وبتغطية من عدد من القنوات العربية والعراقية

وعدد من رؤساء المراكز الثقافية والفكرية المعنية بالحوار وقضايا حقوق الانسان والمؤسسات الإعلامية البرطانية والعربية، وعدد من رؤساء المنظمات المعنية بحقوق الانسان ومجموعة من الفنانين والإعلاميين العرب والبريطانيين .

قام بتسليم الجوائز الإعلامي المعروف عادل درويش واستلمت بالنيابة الناشطة والإعلامية سعاد الجزائري جائزة نرمين التي لم تتمكن هي الاخرى من الحضور وتسلم بالنيابة الناشط والباحث محمد الحريري جائزة جمال حسين

اشرف مزاد كرستيسيز الشهير في لندن على المزاد للوحات الفنانين العراقيين والأجانب التي تبرعت بها الشاعرة أمل الجبوري وضمت لوحات الفنانين : شداد عبد القهار ، عمل نحتي لعادل كامل ، غونتر غراس، أدونيس ، قاسم محسن ، فهمي القيسي وآخرين ،

حيث حصلت لوحة الفنان الراحل ياسين المحمداوي على اعلى سعر ، يذكر ان ريع مبيعات هذا الحفل ستذهب الى علاج بعض الحالات العاجلة للنازحين العراقيين الذين تابعت الأكاديمية أوضاعهم منذ عدة شهور ، ودعت الى تمكين النازحين قانونيا لمعرفة حقوقهم وواجب الحكومة العراقية بحفظ هذه الحقوق وأولها كرامة الانسان وتوفير أولويات العيش الكريم حتى ولو كان في خيمة بائسة،

ويذكر ان الاكاديمية أطلقت قناة (صوتنا) عبر الإنترنيت لتوثيق معاناة النازحين عبر تغطياتها الخاص

وقد أرسل ابن الصحفي ضرغام هاشم رسالة الى الحاضرين عبر فيها عن امتنانهم بإعادة اسم البطل المنسي ، وأضاف : الطغاة يرحلون غير مأسوف عليهم فيما يبقى ذكرى ضحاياهم خالداً وتبقى أسماؤهم حية في ضمير الانسانية " .

كما منحت الاكاديمة في الاحتفال نفسه يوم امس شهادة تقديرية للصحفية العراقية نرمين المفتي، مشيرة الى شجاعتها في الوقوف بوجه ذلك المدّ الدكتاتوري انذاك " اننا نحتفل بالاعلامية و الكاتبة العراقية نرمين المفتي التي دافعت عن حرية التعبير في زمن النظام السابق و دافعت عن ضرغام هاشم و تعرضت الى قرار بايقافها عن العمل و اصبحت تحت نيران عدي صدام حسين.. اننا نحتفل ببطولتها و بسالتها في زمن لم يكم مسموح فيه البطولة"

وتسعى الأكاديمية العربية من خلال هذه الجائزة إلى تكريم الكُتّاب والمراسلين والإعلاميين الشجعان الذين يُضحّون بأنفسهم أو يُعرّضون حياتهم للخطر من أجل توثيق الحقيقة وإيصالها للناس، وحماية الآخرين، والدفاع عن قيم العدالة والتسامح والسلام. إنّ الهمّ الأساسي للقائمين على هذه الجائزة هو تكرّيس حرية التعبير، والدفاع عن حقوق الإنسان بشكلٍ عام، ورفع مستوى وعي الناس بالظلم الذي يواجهه الصحفيون الجريئون في العالم العربي على وجه التحديد.

 

وجدير بالذكر أن هذه الجائزة تحمل كل عام اسمَ أحد الصحفيين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وتسليط الضوء على الأضرار البيئية، ومحاربة الفساد في البلدان العربية برمتها. وقد حملت جائزة هذا العام، التي فاز بها الصحفي الجسور والمبدع جمال حسين علي، اسم الصحفي الشجاع ضرغام هاشم الذي اختطفه النظام القمعي السابق في عام 1991 بسبب نشره مقالاً تحدّى فيه صدام حسين وكان تحت عنوان: "السيد الرئيس، أترضى أن يُهان شعبك؟"، ولا يزال ضرغام هاشم مفقوداً حتى الوقت الراهن.

رأت لجنة التحكيم أن الروائي والباحث والصحفي جمال حسين يمتلك قدرة استثنائية وشجاعة مكّنتهُ من توثيق لحظة الإيذاء والصدمة والدمار والفقد غير آبه بتعريض حياته للخطر، ويستطيع من خلال كتاباته أن ينقل مشاعر الخوف إلى المتلقي ويبعث فيه مشاعر الأمل في الوقت ذاته. وأكثر من ذلك فهو كاتب ذو رؤية في حقل اختصاصه، وحاصل على شهادتي دكتوراه في الفيزياء والرياضيات، كما أنه قاصٌ وروائي ذائع الصيت فقد أصدر حتى الآن ثلاث مجموعات قصصية وهي "ظل متبخِّر"، "الضريح الحيّ" و "التويجات"، وأربع روايات وهي "صيف في الجنوب"، "الفنارات"، "التوأم" و "أموات بغداد"، إضافة إلى ترجماته المعروفة عن اللغة الروسية.

وتحدثت مديرة الأكاديمية والناشطة الانسانية الشاعرة أمل الجبوري في كلمتها التي افتتحت حفل التكريم ( في هذه الأوقات، تمر منطقة الشرق الأوسط والعالم الغربي بأزمات وخلاف يتمحور حول الهوية. فنحن نجد من تربوا وكبروا في مجتمع تحكمه الديمقراطية في المملكة المتحدة ، حيث المعتقدات محمية من قبل القانون والعادات، يتركون دفئ وأمان بيوتهم ليحاربوا "الجهاد" في بلدان بعيدة .في أماكن، مثل فرنسا وألمانيا، شباب وشابات يرحلون نحو الدمار. يرفضون هويتهم الأوروبية ، يرفضون الإسلام الحق المتمثل بالتسامح والشفقة ويعتنقون الكرهية والدمار. ثقافة الكره للنساء والكره للمختلف. وأصحاب الضمائر الفاسدة الذين يقتاتون على الحسد والنفاق والكذب وثقافة الإشاعات وتسقيط الآخرين عبرها ، فداعش موجودة في كل من يحمل هذي الصفات . هذه ليست بالهوية الباقية، لكنها حاليا، تكبر وتزدهر.

عند حديثنا عن حقوق الإنسان، فنحن لا نريد فرض تعريفة على النظام السياسي للمرأة والأقليات، ولا نريد فرض التغيير عن طريق الاحتلال كما حصل في بلدي العراق. هدف حقوق الإنسان،هو خلق عالم أفضل، لا مكان فيه لبذور الدمار أن تنمو بل بذور التسامح والأمل.

لخلق هذا العالم، نحن بحاجة لتغير في الثقافة، نريد أن نعيد المجد للتسامح، المساواة والتعايش. نريد أن نحول كلماتنا الإيجابية إلى أفعال إيجابية، عن طريق دعم أناسنا وفتح الطريق أمامهم، عن طريق بناء الاستقرار والعدالة بكل الأوجه السلمية المتمثلة بالتعليم ، الرياضة والفن.

واضافت : في هذه لليلة، نحن نحتفل بشجاعة ، أمانة وبطولة ضرغام في وقت لم يكن لحرية التعبير وجود. فحرية التعبير من الأمور التي يجب صونها والدفاع عنها، لدعم مجتمع مدني نابض بالحياة ليقف في وجه الفساد السياسي أو القضائي. فبتكريمنا لضرغام وزميلته السابقة نرمين المفتي بجانب، تكريمناللفائر بهذه الجائزة ، لصحفي هذا العام، فإننا ندعم حق الإنسان في حرية التعبير.

خلف سقوط الموصل والمدن الأخرى في العراق أكبر أزمات النزوح في هذا القرن. فقدت ملايين من الناس كل شئ في مواجهة أشرس هجوم بربري تركت الناس في مخيمات كالماشية، ولم يزيد التدخل العسكري الوضع إلا دمارا مخلفة أشلاء مترامية. وبدل من صرف الأموال على برامج لدعم أبسط حقوق الإنسان، مازالت تنفق هذه الأموال في قنوات العنف. تزهق الأرواح وتلقى الجثث في قبور مجهولة . فلا كرامة بقيت!

 

لن أتحدث أكثر عن التشرد والنزوح ، جزء من عملنا أن نترك النازحين يتحدثون عن مأساتهم ، فسوف نعرض فيما بعد، بعض الأفلام القصيرة لتعرض حال النازحين والمشردين من العراق . سأقول أن هؤلاء الناس هو ضحايا التطرفوالسياسة الطائفية.الاسلام السياسي والظائفي متثل بالقاعدة وداعش ،وميليشيات حرب الشوارع ، مافيات الموت والرعب هذه التي تنشر الخوف والدمار معرضة حياة الناس للخطف والقتل والتنكيل منتهكة مبادئ الإسلام لأغراض سياسية بينما ينص قرآننا الكريم على "لا اكراه في الدين". لقد اجبروا المسيحيين واليزيديين للتحول للدين الإسلامي، فالإيمان هو علاقة خاصة بين العبد وربه ولا تجبر بالسلاح.

 

نحن بحاجة للتعليم حتى نتصدى لهذا الانتهاك الصارخ لحقوقنا وحتى نحفظ حريتنا الدينية، بالعيش، المساواة والكرامة في مجتمع حر آمن ومفتوح.

هذه هي رسالة الأكاديمية العربيةلحقوق الإنسان:نحمي حقوق الإنسان من خلال التعليم، الفن، ومبادرات سلمية لتشجيع التسامح، التعاطف والتفهم.

يجب على كل فرد منا ، نحن من العالم العربي، أن يترجم إرثه الثقافي والوطني إلى مفاهيم العدالة ، المساواة والاحترام. نحن بدأنا التعامل مع كارن أرمسترونج التي أطلقت ميثاق التراحم او الوجدان العالمي قبل سنوات

Compassion of Charter

لدعم مبادرات من هذا القبيل ونأمل أن تنجح مساعينا. نبدأ أولا بأصغر وحدة في المجتمع: الأسرة ، لزرع روح المساواة والتسامح والمحبة بين أفرادها.

 

وكحال أي مؤسسة غير ربحية، المصادر المالية شحيحة، لكننا نملك الكثير من الحب والشغف والالتزام. عندما يملك الناس الرؤية والقدرة على التضحية ، فسيحققون ما يسعون له. ، وكما قال أرسطو: جذور التعليم مرة ولمن ثمارها حلوة.، وكما قال مانديلا: التعليم هو أهم أداة لغيير العالم. وبكل تواضع أضيف: إذا أردنا تغيير العالم فلنبدأ بأنفسنا).

وقد احتفت لجنة التحكيم بشكل خاص بكتابيّ الصحفي جمال حسين "قمحة النار" و "انكسار عبّاد الشمس" وكلاهما ينطوي على دراسات شاملة ومفيدة للحالة الإنسانية التي ترزح تحت وطأة الحرب. إنّ تصوير النساء في هذين الكتابين استثنائي ونادر، بل هو شيئ يجب أن يُحتفى به في حدّ ذاته ، مشيرة إلى أنّ كتاب (قمحة النار- نساء في ليالي الحروب) "هو عمل استكشافي ودراسة لأحوال النساء في ظل الحرب، يغطي الأحداث المروّعة التي وقعت في الشيشان وأفغانستان وكردستان والعراق، ويوثق كيف تمكنت النساء من رعاية أسرها وحمايتهم في ظل الحرب. كما يوثق روح الشجاعة والمبادرة والصمود ويرسم صورة للقوة في مواجهة المحن" ،أما كتاب "انكسار عباد الشمس- آلام مراسل حربي" فقد وصفته اللجنة بأنه: "عملٌ توثيقي واسع مليء بالمشاعر، ويوميات من الألم والدمار لمراسل حربي يعيشها كل يوم. يوثق هذا الكتاب الدمار الذي خلّفته الحرب على البيئة والعقل في آنٍ معا". وقد شكّلت تجارب الكاتب والصحفي جمال حسين في أفغانستان والشيشان وكردستان والعراق نظرته للعالم ولحياته المهنية. لقد تفوق جمال حسين على أقرانه، فهو ليس الصحفي الذي ينقل الأحداث من مناطق النزاع فحسب، بل هو الكاتب المقاتل الذي يضع عالمه الأدبي المتخيل وراء ظهره بينما هو ينقل القارئ مباشرة إلى قلب الحدث وما يخالطه من خوف وصدمة وخسارة. اختتمت اللجنة قرارها بالقول: "نحن فخورون بأن تذهب الجائزة هذا العام إلى الصحفي العراقي جمال حسين".

لم يتمكن الكاتب والصحفي جمال حسين علي من الحصول على تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة الأمر الذي حال دون استلامه الجائزة بشكل شخصي، وحرَمَ المدعوين من متعة اللقاء به، وهو المعروف عنه بجوّاب المناطق الساخنة التي تأججت فيها النزاعات، واشتعلت فيها الحروب بدءاً من كرباخ والشيشان، مروراً بأفغانستان والعراق، وانتهاء بلبنان ودارفور والبلقان.