حين تنتفض غزة ...
تاريخ النشر : 2014-12-18 16:05

صبيحة هذا اليوم انتفضت غزة بفتحاوييها ، واهلها الذين عانوا ما عانوه طوال سنوات من التهميش والابعاد والحصار ، وربط مصير ابنائها برغيف الخبز ، بل ربط المصير الوطني الكامل برغيف خبز وبمقابل ان يركع اهلها وفتحاوييها ومناضليها لكل الاملاءات والاجحافات بحقها وبحق ابنائها .

لم يكن العدو الصهيوني هو الذي يستهدف غزة فقط ، بل هناك من هم قابعون في المقاطعة في رام الله يعملون على استهدافها وذل ابنائها واخراجها واخراج ابنائها من دائرة المسؤولية والقرار والمشاركة في القرار الوطني والقرارالفتحاوي .

منذ زمن عمل هذا التيار في لبناته الاولى ومكوناته في داخل المركزية وفي صفوف ومستويات قيادية اخرى ضد ياسر عرفات وضد توجهاته في عملية فرز وملاحقة لابناء حركة فتح وتدبير التزوير بتقارير كيدية ضد ابناء هذه الحركة من قطاع غزة بهدف اقصائهم عن مواقعهم واقصائهم من حركة فتح ايضا ً .

تمكن هذا التيار من السيطرة على رأس القرار الحركي والوطني وبدأ يعبث بشكل متزايد وسافر وغلي ضد قيادات وكوادر حركة فتح وخاصة بعد رحيل واستشهاد ياسر عرفات .

لم يكن برنامجهم الا برنامجا ً اقصائيا ً لجزء هام من الوطن يعتبر هو مفجر الثورة بمؤسسيها ومع شرفاء من اخوتنا في الضفة الغربية والشتات .

برنامجهم بانسلاخ الضفة عن غزة لتسوية مصالحهم الضيقة مع الاحتلال والذين مازالوا يعملون عليها مفتتين الحركة والنسيج الاجتماعي والثقافي للشعب الفلسطيني ، حاملين برنامجا ً سياسيا ً متهاونا ً ومتهافتا ً بحق القدس واراضينا الفلسطينية في الضفة الغربية ، ومن هنا كان الاستيطان وتهويد القدس ، فهم لاهون في امتيازاتهم ومكاسبهم التي حققوها من سيطرتهم على السلطة والقرار الحركي ، هذا واقعهم بقيادة رئيس نهجهم محمود عباس./

انتفاضة فتح اليوم الخميس الموافق 18/12/2014 لم تكن الا بعد ان بلغ السيل الزبى وبعد ان مدت الايدي من اجل الحفاظ على وحدة الحركة وبنظرة اصلاحية لما افسده هذا التيار لم يدخر القائد الفتحاوي والوطني محمد دحلان وسعا ً من اجل تحقيق وحدة فتح التي يعبر عن وحدتها بوحدة قواعدها وقياداتها واركانها التنظيمية والسياسية والمؤسساتية بعيدا عن الاقصاء والتزوير ومصادرة النظام والارتكان والارتكاز لقرارات السيد عباس التي تلبي بعض من نسيج فئوي عاش افسادا ً وفسادا ً ليس في فتح فقط بل في كل الحقل الوطني .

اتت انتفاضة فتح وشبابها عفوية تحركهم مأساة القهر والاقصاء والابعاد لغزة ومشاكلها ولكوادر فتح وقياداتها من دائرة الفعل الحركي في داخل اطرها .

يتصور الرئيس عباس ان فتح كما قال انها حديقة خلفية لكل قراراته ليمتلك مفاتيحها ويهب من يشاء ويذل من يشاء ويبعد من يشاء ، لقد مثل السيد عباس اسوء وابشع تاريخ في حركة فتح ، فلم تعد الحركية هي الحركة بل اصبحت هي مجموعة من البطانة التي تحقق مصالحها مع مصالح ونرجسية السيد محمود عباس .

بالأمس يصرح الضميري بأنهم مازالوا مصرين على سلوك الابعاد والاقصاء بفصل مجموعة اخرى من الضباط والكوادر والعناصر ، سلوك اعتادوا عليه لتطويب طريق فتح بمقاسهم وبرغباتهم ، ولكن اليوم وبعد مهرجان رشاد الشوى والانتفاضة العارمة لابناء فتح في غزة هي تبويب لمرحلة جديدة وبعد ان قطعت كل السبل في ان يرجع هؤلاء عن نرجسياتهم وتدميرهم للبنية الوطنية والفتحاوية ، بل ستكون هناك حركة تمرد شعبي وانتفاضة شعبية ليست فقط من اجل رغيف الخبز بل من اجل معطيات وطنية تحتم ان يختفي عباس وبطانته من الساحة الوطنية والفتحاوية .

غزة اليوم ليست غزة بالامس او قبل عام او عامين ، فالالام قد زالت والاوجاع قد زادت منها الوطنية والمعيشية والحركية ، وبالتالي قد قررت غزة وشبابها الانتفاضة على الذل والهوان وعلى التهميش والاقصاء والابعاد لكل قيادات غزة واطرها ،فلابد من غزة ان تحقق ذاتها في المعادلة الوطنية بقياداتها ، ويجب ان تصاغ معادلة جديدة للوحدة الفتحاوية والوطنية لصياغة برنامج وطني قادر على معالجة القضايا المعيشية للشعب الفلسطيني في غزة وقادر على صياغة برنامج وطني جامع لكل القوى الفلسطينية لندخل مرحلة جديدة في تحقيق ذاتنا الوطني من رحيل للاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على ارضنا الفلسطينية ، فهي غزة .. فهي غزة .. فهي غزة .. وعلى من يجهلها ان يفهم .