د. جليلة دحلان .. نبضُ وطن
تاريخ النشر : 2014-12-18 11:54

أن تأخذ بيد الناس إلى الحلال خيرٌ من أن تكتفي بالقول هذا حلال وهذا حرام,فبناء الإنسان مُقدم على بناء الجدران كما يُقال , يقول تعالى: “ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة’’. صدق الله العظيم , آية عجز أغلب الشباب عن تطبيقها كونها تحتاج الكثير من التكاليف ومن الجهد والكد والعمل الشئ الكبير , نعم كثيرون هم الشباب الذين يعجزون عن فعل ذلك لان معيقات الزواج وتكاليفه الباهظة ومتطلباته الكبيرة في ظل الحصار الظالم والظروف الاقتصادية الخانقة التي نعيشها في قطاع غزة وما يقابل ذلك من غلاء مهور وواقع معيشي سيء , جعل من الزواج حلما لكثيرا من هؤلاء .

فمجتمعنا الفلسطيني ككل المجتمعات الاخرى بحاجة إلى حلول عملية واقعية ناجعة أكثر من حاجتهم للكلام النظري والخطابات الرنانة والشعارات الزائفة التى لا تُغني ولا تسمن , فكلنا يعرف أهمية الزواج في استقامة الشباب وعفته لكن قليلين ممن سعوا إلى تيسير هذا الطريق أمام الشباب , لكن ثمة بصيص أمل هنا .

فها هو المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _ فتا _ وبإشراف ادارته الحكيمة متمثلة بالدكتورة الفاضلة جليلة دحلان , شرع بتنفيذ مشروع العرس الجماعي والذي يستهدف مساعدة عدد من الشباب الفلسطيني على الزواج من خلال المساهمة في تخفيف العبء المالي للعرسان في ظل حالة الاحباط واليأس المسيطرة على الشارع الفلسطيني ,والعمل على تنبيه وإيقاظ الجهات الرسمية والشعبية والجمعيات الخيرية في تفعيل دورها تجاه الشباب وحثهم على المشاركة في حل المشاكل الوطنية والاجتماعية خصوصاً فئة الشباب وترسيخ مبادئ التكافل الاجتماعي..

فقد انتهت بالامس القريب فترة استقبال طلبات الترشيح لهذا الحدث الوطني الكبير , وتعكف الادارة حاليا العمل بكل موضوعية وشفافية ونزاهة وبعيدا كل البعد عن الواسطة والمحسوبية على فرز اسماء المتقدمين للاستفادة من العرس الجماعي تمهيدا لبدء العمل في المرحلة التالية منه .

ولعل اللافت في نشاطات مركز فتا الاغاثية والخيرية منذ بدايتها هو تركيزه على الانسان الفلسطيني نفسه خاصة فئة الشباب منه وهنا اوضح _ جميل ان نقوم ببناء مستشفى مثلا ولكن الاجمل ان نعمل على توفير طاقم طبي متمكن لهذا المستشفى . وكذلك رائع ايضا ان نبنى مدرسة او جامعة ولكن الاروع منه ان نوفر لها طاقما تعليميا واداريا على اعلى مستوى , و هنا لا ننقص من قدر ذلك ولا من أي شكل من اشكال دعم ابناء شعبنا الفلسطيني والتخفيف من معاناته , لكن يجب ان يبقى ( الانسان ) هو محور هذا الجهد والدعم . وعليه فإن مشاريع تزويج الشباب تعتبر من المشاريع الإنسانية بامتياز، فأنت هنا تلامس الجانب النفسي والعاطفي والاجتماعي وغيره بمجرد ان وفرت لشاب وشابة اسباب تزويجهما .

إن مشروع العرس الجماعي الذي اطلقه المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _ فتا _ وبدعم كريم من مؤسسة خليفة بن زايد للاعمال الإنسانية , يأتي إسهاماً كبيراً في إعفاف المجتمع وصلاحه، وتشجيعاً على تيسير الزواج وتخفيف تكاليفه، وعليه يجب ان يلقى الدعم الكبير من الجميع (الحكومة - مؤسسات المجتمع المدني و جمعيات خيرية وغيرها ) , فأي مسألة اذاً أردنا أن تكون قضية وطنية يجب ان تتظافر الجهود في سبيل انجاحها وخروجها للنور ..

ومن هنا أدعو الجميع الى تقديم الدعم بجميع أشكاله وصوره لهذا المشروع الوطني الاستراتيجي الذي لا تخفى على أحد اهميته في ظل هذا الوضع السياسي والاقتصادي المتردي , كما لا يخفى أننا بدعم مثل هذه المشاريع التي تبادر بها مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني نكون جميعا قد ساهمنا في التخفيف عن كاهل ابناء شعبنا الفلسطني الذي يستحق ان يعيش بكرامة فوق ارضه .

إن المشاريع الكبيرة لا يقوم بها إلا أصحاب الهمم الكبيرة، وينبغي أن تتلاقى أيضا لإنجاحها الإرادات الكبيرة ..

وهنا لا أملك إلا أن أشد على أيدي الإخوة في المركز الفلسطيني للتواصل الانساني _ فتا _ وادارته الرشيدة على مشروعهم الرائد، في إعفاف شباب هذا الوطن الذي نحبه جميعا ونتمنى له كل خير ..

 

والله ولي التوفيق ,,