سوسة النخيل تنخر في مزارع قطاع غزة وتحذير من كارثة ستلحق بالمزارعين
تاريخ النشر : 2014-12-17 16:26

أمد / غزة- عبدالهادي مسلم : لا تزال سوسة النخيل الحمراء تغزو أشجار النخيل في قطاع غزة خاصة في المنطقة الجنوبية، وتتسبب بإتلاف الأشجار وايقاع خسائر باهضة للمزارعين ،وحذر مزارعون من المحافظة الوسطى من الآثار التدميرية لانتشار هذه السوسة ، وأفاد المزارعون أن السوسة منتشرة بشكل كبير في مزارعهم وأنها استطاعت القضاء على عدد كبير من أشجار النخيل في ظل تقاعس المسئولين والمؤسسات التي لها علاقة بزراعة النخيل في منع تفاقم هذا المرض القاتل وناشد المزارعون بأن تقوم هذه الجهات بدورها الفعال خاصة وأن بعضا من المؤسسات الزراعية تتلقى دعما كبيرا للقضاء على هذا المرض والحد منه كما في السنوات الماضية

وتعرف هذه الحشرة عالمياً بخطرها الشديد, وكانت ظهرت في اعوام سابقة في قطاع غزة ، خاصةً وأنها تعيش جميع أطوارها متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة، إذ يمكن لخمسين أو أكثر من أطوارها المختلفة العيش معاً، وتبلغ عدد أجيالها في العام بحوالي 3 أجيال ويمكن حدوث تداخل لهذه الأجيال.

وقامت وزارة الزراعة وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل في الاعوام السابقة بدور كبير في التصدي لهذه السوسة ومنع تفاقمها واعطاء ارشادات ونصائح وعقد دورات توعوية للمزارعين لكيفية التعامل مع المرض والوقاية منهم كذلك القيام بعملية رش والقضاء على الشجيرات المصابة من خلال قطعها ودفنها ومن ثم حرقها

المواطن بسام اسماعيل قال أنه قام بزراعة عدة اشجار نخيل في منزله بالمغازي وأنه كان يعتني بها ويربيها كما يربي اطفاله وبنوع من الحزن أضاف قائلا : أنه بعد مرور 6 سنوات على زراعة شجرتين من النخيل وكادا أن يتمرن أصبن فجأة بمرض السوسة التي قضت عليهن خاصة وأن هذه الحشرة خطيرة وأنها سوسة تبدأ بالتكاثر بوضع بيوضها التي تبلغ حجم الواحدة منها نحو 2 ملم, وتفقس وتخرج منها يرقات وتتطور إلى سوسة كاملة وفي هذه اللحظة يبدأ الخطر الحقيقي لهذه الحشرة على النخيل.متسائلا أين دور الجهات المختصة التي لم تكلف نفسها فقط بزيارتنا !!

أما المزارع عادل التلباني فأوضح أنه منذ انتشار هذه السوسة في حقله لم يزره أي احد من المسئولين مشيرا إلى أن المرض متفشي منذ شهر وهو يغزو حقله دون مقاومة له من قبل الجهات والمؤسسات بالرغم أنه قام بالتواصل مع البعض منهم دون استجابة وأكد أن لهذه السوسة أثار تدميرية كبيرة جداً باعتبارها آفة ذات خطر كبير يتحدد في النخيل فقط, لذلك عندما تظهر هذه السوسة في أي حقل يدمر المحصول بالكامل

وخطورة السوسة على شجرة النخيل صعوبة اكتشافها في المراحل الأولى خاصة من قبل المزارعين، لأنها تقضي جميع أطوارها من البيض، مروراً باليرقات، فالعذارى، وختاماً بالحشرات كاملة، داخل جذع النخلة ولا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل.

ويذكر أن أخطر أطوار هذه الحشرة هو طور اليرقة، خاصة وأنه أكثر الفترات انتشاراً حيث تقوم اليرقة وبشراهة بالتغذية على قلب النخلة دون ظهور أي أعراض إصابة في البداية، إلا بعد ظهور بعض الإفرازات السوداء على الجذع وخروج بعض الألياف المتآكلة بجوار النخلة وهذا ما يميز هذه الحشرة بخطورتها.

ويوجد في قطاع غزة نحو 6500 دونم مزروعة بالنخيل، ويبلغ عدد أشجار النخيل فيها أكثر من 120 ألف نخلة، فيما يبلغ إنتاجها من البلح نحو 7500 طن، بينما لا تنتج أي نوع من التمور حسب مصادر وإحصاءات عام 2010.

وبدوره أقر المهندس وائل ثابت مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة بغزة بخطورة المرض المنتشر للنخيل في محافظات غزة والصعوبات التي تواجه الوزارة في عملية المكافحة وعدم انتشار المرض ومحاولة التخفيف منه والسيطرة عليه مؤكدا أنه بدون تضافر وتكامل كل الجهود لا يمكن السيطرة على مرض سوسة النخيل المنتشرة

وأضاف ثابت أن الوزارة التي تعاني من نقص الامكانيات المادية والحصار والاغلاق وعدم تسلم الموظفيين لرواتبهم وعدم قيام حكومة الوفاق بدورها الطبيعي إلا أنها تقوم بواجبها بالقدر المطلوب والمتاح مشيرا إلى أن مرض سوسة النخيل ظهر في أواخر 20011 وقامت الوزارة بعملية المكافحة على أكمل وجه من خلال زيارة المناطق الموبوءة وتقديم العلاجات للاشجار المصابة والتخلص من الاشجار المريضة بأزالتها ومن ثم حرقها وكذلك تقديم الدعم للمزارعين من خلال التوعية والثثقيف

وأشار ثابت إلى أن الوزارة وحتى تشرك الجميع قامت بتشكيل 70 لجنة متخصصة دعمتها الوزارة بالاجهزة والمعدات ومواد الحقن وهذه اللجان منتشرة في جميع المحافظات و تقوم بعملية المكافحة بعد تلقيها أية شكوى من أية مزارع بشرط دفع أجرة العمال وهم ما زالوا يعملون بالبرنامج داعيا أي مزارع لديه اصابات في حقله التوجه لمديرية الزراعة كلا في منطقة سكناه وذلك حتى يتم توجيهه لهذه اللجان لتقوم بعملها على أكمل وجه ومساعدة المزارعين بمبالغ بسيطة كأجرة للعمال والدوا 

وأضاف ثابت أن الوزارة ونظرا لتفاقم وانتشار المرض نصبت مصائد في جميع المناطق خاصة في المناطق الحدودية مع مصر لصيد الحشرات مشيرا إلى أن عددها تجاوز 700 مصيدة وأن الوزارة لديها النية بعد الموافقة على مشروع من الجهات الداعمة بنصب 1000 مصيدة جديدة مؤكدا أنه فقط في الشهر الماضي تمكنت المصائد من صيد أكثر من 18 ألف حشرة موضحا أن تفاقم المرض وسرعة انتشاره يعود لعدم مكافحته بالصورة المطلوبة من الأخوة المصريين في منطقة سيناء ولعريش منبع المرض

وأتني تابت على دور منظمة" الفاو" والصليب الاحمر وبعض المؤسسات التي لها علاقة بالنخيل التي تتعاون مع الوزارة للحد من انتشار مرض سوسة النخيل والعمل على تطويق المرض ومساعدة المزارعين وقال أن الوزارة تمكنت في السنوات الماضية ومنذ بداية ظهور المرض من فحص 43 الف نخلة وعلاج 6000 وازالة وحرق ألف نخلة مصابة على مستوى المحافظات

وأضاف أنه لا يمكن القضاء على المرض بصورة كاملة ولكن يمكن الحد منه ومحاصرته بشرط أن يكون دور متكامل من الجميع مدللا بالتجربة السعودية الاماراتية بالرغم من توفر الامكانيات المادية الا أن هاتان الدولتان لم تستطيعا السيطرة بشكل كامل على المرض متسائلا فما بالك نحن في غزة !!!

وختم أن الوزارة في ظل هذه الإمكانيات المعدودة تقوم بدورها الارشادي والتثقيفي للمزارعين معترفا بأن العائد الاقتصادي للنخيل لا يفي بتكاليف خدمته من تكريم وتلقيح وتسميد

المھندس مفید البنا خبیر النخیل المتخصص وأوضح أن ھذه الحشرة (سوسة النخیل الحمراء) والتي اسمھا " رینكوفورس فیرجیناس تعتبر من الحشرات الخطیرة جدا و یمكن تسمیة سوسة النخیل الحمراء "بالعدو الخفي" حیث تقضي جمیع أطوارھا (بیض، یرقات، عذارى، حشرات كاملة) بداخل جذع النخلة حیث لا یمكن لھذه الآفة إكمال دورة حیاتھا على أنواع أخرى من الأشجار غیر النخیل. و تعیش جمیع أطوار سوسة النخیل الحمراء متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة (حیث یمكن لخمسین (50) أو اكثر من أطوارھا المختلفة العیش معا

وعن خطورة ھذه الحشرة وعدوى انتقالھا قال المھندس البنا ان الطور الخطیر لھذه الحشرة ھو طور الیرقة وان ھذه الفترة ھي اكثر الفترات انتشارا وخطورة حیث تقوم الیرقة وبشراھھ قویة جدا بالتغذیة عل فلب النخلة دون ظھور أي اعراض اصابة وتؤدي إلى تأكل قلب النخلة

 

وأشار البنا أن تلك الحشرة أودت بحیاة العدید من أشجار النخیل في المناطق التي تتواجد فیھا خاصة في جمھوریة مصر العربیة ودول الخليج ودول المغرب العربي. ودل جنوب شرق اسیا