لو.. ' الشيفرة ' المفقودة عربيا وفلسطينيا
تاريخ النشر : 2014-12-16 20:19

 كتب حسن عصفور / منذ فترة زمنية طويلة قاربت الثلاث سنوات ، لم نجد ' توافقا وطنيا ' كما نجده هذه الفترة تجاه ' المخاطر ' التي تهدد المستقبل السياسي الفلسطيني والمعارك التي تنتظره مع حكومة تدير الظهر للعالم في واحدة من أشهر معارك ' البلطجة السياسية' ، تتحدى الكل الدولي دون أن يرمش لها جفن ، كما يقال في حواري قرانا وأزقة مدننا الفلسطينية ، دولة قررت أن تستخف إلى أقصى حد بالوضع العربي ومنه الفلسطيني ، لأنها تدرك أن ' العقاب ليس بحجم الجريمة' التي ترتكبها ، عقابها على جرم عدوانيتها وعنصريتها واحتلالها لشعب ومصادرة أرضه ومحاولة طمس هويته ، باتت بيانات تضحك قارئها ، تعرف أن ' الثمن الذي ستدفعه لا يشكل عبئا أو عائقا لها ' ..

إسرائيل تحدت العالم أجمع بقرراتها الأخيرة ، ووسط استقبالها نائب الرئيس الأمريكي ، وأيام بعد موافقة العرب على الاستجابة لرغبة واشنطن والمجتمع الدولي بالتفاوض غير المباشر ، تدرك أو تعتقد  أنها لن تعاقب ولن تتعرض لضغوط كفيلة بإجبارها على التوقف الكلي عما تفعله من أعمال تتخالف مع كل ما له صلة بالقانون الدولي ، فالعرب أولا سيكتفون بالكلام وقد يكون كلاما حادا جدا أو دعوات تنطلق في بيوت ' عزاء ' أو صلوات دينية في الكنائس والمساجد ، وبعضهم قد يكتفي بالفرجة أو الصمت ولا يشارك حتى '' بأضعف الإيمان' في هذه المعارك خوفا من غضب قد يأتي بغير موعد من ' اليد العليا' في واشنطن ..

والعالم سيكتفي بالتنديد والإدانة وتقديم كل ما يمكن قوله تعبيرا بيانيا في مناسبة ' محرجة' لهم كما هي مفاجأة حكومة نتنياهو ، ولكن المسألة لن تتقدم أكثر من هذه الممارسة التي ' تريح وتستريح بعدها ' ، فلن تهدد مثلا بدراسة اتخاذ خطوات عقابية جادة ضد هذه السياسية الإسرائيلية العدوانية ، ولن تدرس مثلا سن مشاريع ' قوانين ' تحاصر الدولة المحتلة التي تتنكر لكل القيم الإنسانية وتستهتر بكل من يختلف معها ، كما تفعل اليوم بنشاط غير مسبوق لمحاصرة النظام الإيراني ، وتمارس كل أشكال الضغط على من لا يرغب بالمشاركة في ' فعل الحصار' الممهد للعدوان العسكري على بلاد فارس ، والمأساة أن دولة الاحتلال تلعب الدور النشط في تحريك ملف ' عقاب إيران' فيما هي تقوم بما يفوق بلاد فارس اضطهادا واحتلالا ومصادرة وطن وهوية شعب يعترف العالم بأجمع بحقه في الحياة وتقرير المصير ..

ولأن القوة بكل مناحيها السياسية والاقتصادية والعسكرية تشكل أحد عوامل الردع ، وهي الغائبة الأكبر عربيا عن ملف المواجهة والمساندة الضرورية ، والحديث وقبل أن يذهب البعض إلى تصور أنها دعوة لحرب قبل أوانها أو في غير مكانها كما يردد البعض ' الاستراتيجي ' بل هو حضور لاستخدام ممارسة الضغط على القوى الدولية فما يملك العرب من أدوات الضغط يفوق كل القوى ' الإقليمية' المتواجدة في المنطقة بل إن ما يملكه النظام الرسمي العربي من قوة وقدرة تأثير وضغط وتهديد مصالح كل من يؤثر على إسرائيل كفيل بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في زمن قياسي .. ولكن يقفز دوما إلى مسرح الكتابة ' حرفين بهما فعل شيطاني ' – لو - ، فهذين الحرفين هما ' الشيفرة' التي يفتقدها العالم العربي ، من محيطه إلى خليجه المهدد أصلا بهويته السياسية ..

ووسط هذا الركام العام يعيش  المشهد الفلسطيني ' كارثة الانقسام ' التي لم تجبرها كل الأخطار التي تحيق بالوطن والهوية على الوصول إلى محطة التوقيع .. فرغم كلام ' الكل الفلسطيني' عن الخطر الأكبر ' لكنهم ما زالوا يعيشون حالة ' الخطر الأصغر' .. مسؤولية الكلام تنتهي عند آخر عبارة تنديد وشتيمة لفظية ضد العدو ، لينتقل معها البعض هنا وهناك للتنديد بالآخر الفلسطيني كي لا يضيع عليه ' أجرا كان موعودا به ' أو يغضب بعضا ممن يريد تواصل ' حرب الذات الوطنية ' .. فأي ' لو ' يمكن استنباطها من مشهد كالذي يعيش الفلسطيني ، دون أن يدرك أصحاب مواصلة الانقسام أن الكارثة لن تفرق بين أحمر وأصفر وأخضر وأسود ، ألوان الرايات البديلة لراية الوطن ..

ملاحظة : وسط معارك الوطن الكبيرة يخرج ' بعض حماس' باختراع ظلامي جديد لتنصيف المواقع ، ومنها موقع ' أمد للإعلام' ويكيل لها التهم والتهديد متناسيا أن ما قاله سيصبح سنة يلاحق بها أيضا أنصارهم ومريديهم .. الظلامية لا تنتج فرجا يا ' حشيش ' .. اخبروا الناس بالحقيقة أفضل وأقوى وأجدى .. لو كان عندكم منها ردا عما يكتب ..

تنويه خاص : نكتفي بالملاحظة فهي تحتاج أكثر لكن الوطن أكبر مما يريد حماد – حشيش ..

التاريخ : 13/3/2010