كلام غبي ...ظاهره 'حرص '
تاريخ النشر : 2014-12-16 18:17

 كتب حسن عصفور / أحيانا تجد الأمور ذاتها تسير وكأنها فقدت من يقرر مسارها ، وفي بلادنا فلسطين تزداد حالة الفلتان ' الحدثي' كما الفلتان ' الكلامي' فلا مسألة يمكن لها أن تكون واضحة في مختلف الشؤون العامة للوطن والشعب ، سياسية ومصيرا ، وتزاد حالة العبء المرهقة جدا للنفس مما يحدث تحت أبصارنا دون معرفة مآله مع بروز كلام يثير حساسية الإنسان ويخلق له جوا مكدرا فوق الكدر العام ..

فمثلا نجد الكلام في الساعات الأخيرة حول ما تريده تل أبيب- واشنطن وأنصارهما أو محبيهما من كل حدب وصوب ، عربا وعجما يحاولون بكل السبل ' تزيين' القبيح بل الأقبح فيما نشهد سياسيا ، الانتقال من المهزوم غير المباشر إلى المأساة المباشرة ( تفاوضيا) يخترعون وهما يغلفونه بكلام غبي غباء نادر ، ثم يتصرفون وكأن الذكاء أحاطه من كل الجوانب .. يقولون إن القادم هو الخير وأن السير به سيجلب ويجلب ويجلب ' منا وسما' ربما لو ، فقط، لو قرر بني فلسطين 'المعقدين ' من نتنياهو الإيمان بأن أوباما رجل ' صادق ' و'نزيه' وهو 'المؤمن بما لم يؤمن به غيره من رؤوساء أمريكا لا قبلا وقد لايكون بعدا ' ، كلام بات يطنن في أرجاء إعلام عربي تحت بند ' النصح العام ' و'الله من وراء القصد' ينصبون كمينا للشرعية الفلسطينية بأشكال مختلفة ، يخرجون كل يوم بجديد للغة ، دون أن يخرجوا لنا يوما بجديد موقف يمكن له أن 'يضلل' من يحمل منا بعضا من رغبة ' تساومية' أو ' تساوقية' مع ما تريده واشنطن .. بدأت حرب ' الكلام الغبي' عربيا تنتشر في وسائل عدة وبمظاهر عدة ، وصل بعضها أن يرسلها كاتب عربي أو سياسي خليجي بين أسطر رسالة 'ناصحة جدا' و'حريصة جدا ' على الحال الفلسطيني ويذهبون من باب المودة والرحمة على حال أهل فلسطين المنقسمين على حالهم ملوحين أن هذا التواصل الانقسامي هو خطر لأنه 'سيضيع ما يمكن للرئيس الأمريكي الندرة أن يفعله ' ، لون كتابي جديد يضاف إلى تلك الألوان التقليدية به بعض ' إبداع' ظاهرة حرص ولا بعده حرص ، ونشر جوهر رغبته عبر مناشدة المحبة والتنبيه .. هو بعض من كلام يتذاكى كي يزين درب الانكسار السياسي للفلسطيني لو فعل ما يطلبونه منه .. وبعد أن ينكسر تبدأ ' سكاكين ' الناصحين والحريصين جدا تنسل لتغرس في ظهر المنكسر ، وبشامتة غير عادية .. كلام الغباء المتذاكي لا يجب له أن يكون حاضرا مهما تلون وتعددت لغته وسبله .. مآله لو تحقق ' خراب البيت الوطني' فوق ما به من ' خراب' ..

ومع كلام العرب والعجم الغبي جدا ، تزداد مأساتنا مع بعض متحدثين قومنا عندما يقولون قولا لا يفقهونه ، فمثلا يتحدث واحد ممن ابتلى بهم الشعب صوتا وصورة ، بأن قرار الأمم المتحدة الأخير حول حصر المساعدات في المرور البري فقط ، بأنه ' غير قانوني' .. كيف لشخص مفترض أنه يبحث تضامنا دوليا دائما ويستند إلى شرعية الأمم المتحدة وقراراتها لمواجهة المحتل أن يقول قولا كهذا .. كان له ولحزبه أو فصيله أن يعترض بكل قوة الاعتراض ، ويصف القرار بأنه قاصر وغير منصف وغير مكتمل ،، وغيرها من أوصاف لا تنقصها لغتنا الجميلة والمساعدة للمواربة والتخفي .. أما ما قاله هو تلاق مع منطق دولة المحتل في وصف كل ما لا يعجبها من قرارات الأمم المتحدة وهي بالمئات بأنها غير قانونية .. كلام الغبي يتلاقى مع كلام المحتل .. هي حال الدنيا فالغباء كثيرا ما يمنح عدونا قوة ونجاحا دون عناء .. ليتهم يسكتون أمثال الأغبياء هذه الأيام .. فالفلسطيني لم يعد له جلد على سماع غباء يضاف لما يعيش من كرب وغم ...

ملاحظة : تل أبيب تمارس هوايتها في لعبة التسلية الخاص : ' قصف قطاع غزة' دون جهد أو غضب من أحد ..

تنويه خاص : هل يمنح طلبة فلسطين من خريجي الثانوية العامة هذا العام فرصة حرموا منها سنوات سابقة .. الخروج لمن يرغب علما خارج الوطن.. القصد أكثر لأبناء القطاع المخطوفين من زمن ..

التاريخ : 26/7/2010