عباس - مشعل في الطريق إلى غزة ...
تاريخ النشر : 2014-12-16 13:32

كتب حسن عصفور / حسنا فعلت إسرائيل فعلتها التي أظهرت ما هو ظاهر أصلا من سلوك وطبيعة عدوانية لدولة لم يعد لها راد ولا رادع ، تتصرف كيفما تشاء وما يحلو لها ، كشفت إسرائيل باغتيالها لمهمة إنسانية وشخصيات تضامنية أن عصر ' البطلجة' مازال يجد آذانا صاغية وله مدافعيه ومحاميه ، فإسرائيل قالت قولتها بأنها لم تخضع يوما لحساب كما غيرها ، ولن تكون دولة كما غيرها ، فهي دولة وجدت لتكون ' خارج النص' الإنساني العام قبل النص القانوني العام...

ما فعلته حكومة نتنياهو ضد ' سفن التضامن والحرية مع قطاع غزة ' درس من دروس 'الإرهاب المنظم' الممارس أصلا ضد الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين ، ولكن ما كان يوم 31 أيار – مايو 2010 سيكون له وزن مختلف مستقبلا مهما حاولت واشنطن ومحورها أن تفعل ما لا يمكن أن يستر تلك ' العورة' التي أبانها الفعل الإسرائيلي ، نجح مجلس الأمن أم لم ينجح في بيان منتظر ، وقد لا يرى النور كون العين الأمريكية مصابة برمد رمادي مزمن تجاه فلسطين أرضا وشعبا وقضية ..

ولكن ما حدث له من الأثر الذي يجب أن يكون أولا فلسطينيا وقبل الحديث عن الآخرين ومطالبتهم بفعل أي شيء آخر ، فلن يكون فائدة ولا قيمة لأي فعل مهما كان شأنه وعلت مكانته دوليا أو إقليميا ( وقد لا يرى النور أصلا) ما دام الوضع الفلسطيني على حاله ، وما زالت رائحة الكارثة المميتة وطنيا تطل برأسها من مشروع انقسامي أثبتت الحياة أنه ' مشروع فتنة' وخدمة لمحتل وعدو بات تكريس الواقع القائم هدفه المباشر مستغلا ' مرض الذاتية' و' النرجسية' الفارغة المعشعشة في عقول بعض مما لا يرون سوى صورتهم ولا غيرها ، وتنعشهم بعض بيانات وأقاويل ومسيرات وشعارات يرددها البعض لتكريس الكارثة الفلسطينية كونها الطريق الأسهل لشطب ' الهوية الوطنية' الفلسطينية ..

المسألة المباشرة التي تحتاج قبل أي فعل آخر هو كسر حالة ' خطف قطاع غزة' سياسيا قبل كسر حالة الحصار المعادي ، ولذا يجب التفكير الجاد والمسؤول من قبل السيد خالد مشعل الاتصال الفوري بالرئيس عباس والاتفاق على اللقاء في القاهرة لتوقيع ' وثيقة المصالحة الوطنية' وتشكيل حكومة عمل وطني تبدأ فورا بتسهيل فتح البوابة الفلسطينية من رفح ، اتصال مشعل بالرئيس عباس ليس نقيصة أو خسرانا بل قيمة سياسية يمكن لها أن تسجل في خانة ' حسنات' تحسب لحماس يوما في صندوق الاقتراع المرعب لها حاليا بسبب ما تفعله في القطاع ..

الاتصال المباشر من مشعل مع عباس ضرورة لا تحتمل التفكير ، وليتهما يذهبان سوية بعدها إلى قطاع غزة ومن هناك يعلنان نتائج الفعل الوطني المنتظر ، بحضور قادة فصائل العمل الوطني جميعا ممن يعيشون خارج فلسطين ، ولتكن خطوة كسر الحصار فلسطينيا قبل أن نطلبها من الآخرين .. ليعد عباس ومشعل وشلح وجبريل وغيرهم ممن يعيشون خارج فلسطين إلى قطاع غزة ، عبر قارب ' النجاة الوطني – وثيقة المصالحة الوطنية ' .. ودون ذلك سيكون ما حدث رصدا لسلوك عدو لم تهزه يوما الإدانات الدولية ما دامت لا تصيبه في مقتل سياسي حقيقي ..

ليس مطلوبا سوى ذلك الآن ، وبعدها لنفكر كيف نواصل الحرب الوطنية لانتزاع حقنا في الحرية والاستقلال وبناء ما هو واجب بناؤه وطنيا .. من هنا يمكن أن تعود ' روح الفلسطيني' مقاوما ومكافحا ، حضورا وفعلا ...

هل تفعلونها يا كرام الفصائل .. ليتها تحدث مع أنها أمنية صعبة مع نرجسية من نعرف من أصحاب ' القرار' ...

ملاحظة : شخصنة الفعل الكفاحي ' مرض' مزمن في ثقافتنا .. وهو سبب كل نكسات أمتنا .. يوم أمس كان به كثير من أمراض الشخصنة ..

تنويه خاص : أمير قطر تحدث بـ' شجاعة نادرة' ضد القرصنة الإسرائيلية في مؤتمر يحضره وزير إسرائيلي .. الكل توقع طردا علنيا لضيف دولة القرصنة .. لكن .. صفق الحضور وغادر الأمير وحضر الوزير .. هي دول ' الثورية الجديدة'..

التاريخ : 1/6/2010