الأردن تكشف "خدعة" بيان القيادة الفلسطينية!
تاريخ النشر : 2014-12-16 09:35

كتب حسن عصفور/ "قرأت الخبر في الصحف مثلكم، ولم يتصل بنا أحد بهذا الشان"، هكذا أعلنت سفيرة الأردن ردا على سؤال بأن الطرف الفلسطيني سيتقدم بمشروعه الى مجلس الأمن يوم الاربعاء، وقالت السفيرة دينا قعوار، " أن الفلسطينيين لم يطلبوا من الأردن تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن".وتضيف، أنه لا بد من انتظار نتائج المشاورات مع كيري وزير خارجة أمريكا..

وهذا ما سيبدأ اليوم مع صائب عريقات ومسؤولين عرب آخرين، بعد أن التقى كيري يوم أمس الاثنين مع رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي.

تصريح سفيرة الأردن، جاء وكأنه صفعة مباشرة على الادعاء الذي حاول بيان "القيادة الفلسطينية" تمريره لخداع الشعب الفلسطيني، الذي أشبع وعودا للثأر الفوري والانتقام الاسرع لدماء الشهيد زياد ابو عين، فمرروا ما اعتقدوا أنه سيكون "رشوة سياسية" لاسكات من كان ينتظر فعلا حقيقيا، وبدلا من ذلك لجأ البيان الى "فهلوة خاصة" قامت السفيرة الأردنية بقلبها على رؤوسهم..

ما يمكن أن يثير ويستفز، ان تصريح السفيرة الأردنية لم يجد أي من أعضاء تلك القيادة، او كبير الرحالة المسافر الدائم نحو لقاء كيري، لتوضيح ما ذكرته قعوار، التصريح الذي يعلن بلغة قاطعة أن القيادة الفلسطينية، كذبت على شعبها، وأيضا تكذب على العرب، وقبل كل هؤلاء على الاردن، الدولة العربية المناط بها تقديم المشروع باسم المجموعة العربية..

التصريح الأردني العلني، يكشف بلا أدنى مواربة أن هناك طرف فلسطيني مسؤول عن ملف التحرك في الأمم المتحدة، والمفترض هنا انه الرئاسة الفلسطينية، تفتح قنوات اتصال مع الادارة الأميركية دون تنسيق مع الطرف العربي عامة، وسفيرة الأردن خاصة، والا ما كان أصدرت السفيرة قعوار مثل هذا البيان، والذي وجه صفعة سياسية مباشرة للرئاسة صاحبة الملف..

لو أن التحرك الرسمي الفلسطيني واضح، ولا يلجأ لطرق التفافية على "الموقف العربي" ويذهب الى الإدارة الأميركية دون أي حد من التنسيق حول المستجدات، أو أن تطلع الرئاسة الفلسطينية الأشقاء سواء عبر الأمانة العامة للجامعة العربية، او من خلال اتصال مباشر مع الجهة الموكل لها تقديم المشروع باسم العرب، وهي هنا الأردن، لما حدث الذي حدث من اهانة سياسية غير مسبوقة، بتكذيب علني لبيان مفترض أنه معبر عن قيادة شعب فلسطين..

قد يقول قائل من الأدعياء، ان الرئاسة لا يجب أن تطلع أي طرف على تحركاتها السياسية أو اتصالاتها، وهذا صحيح لو كانت المسألة تتعلق بقضية لا يوجد بها عمل مشترك، ولكن يعلم الرئيس عباس وفريقه الخاص، أن المشروع الفلسطيني يجب أن يمر عبر البوابة العربية أولا، وبالتحديد الباب الأردني، وهذه قضية اجرائية الزامية لأنها الممثل العربي الوحيد في مجلس الأمن، التي كلفت رسميا من الاجتماع الوزاري الأخير في القاهرة بذلك..

ليس المطلوب أن يكون التنسيق عال العال مع العرب، وربما يظن البعض من فريق الرئاسة أن الاتصال بالادارة الأميركية "بيكفي وبيوفي"، فهم ولا غيرهم "الأسياد"، ولا خطوة دون تنسيق أو بالأدق دون موافقة تلك الادارة"..وليكن للفريق ما يراه، رغم كارثيته السياسية على القضية الوطنية، ولكن من ناحية الشكل لم يكن مجديا تجاهل العرب والاردن في مثل هذه المسألة الإجرائية على أقل تقدير..

لعل الصفعة الاردنية تحدث أثرا، وتعيد تصويب بعض التحركات نحو واقع الحال، وأن الرضا الأميركي لا يكفي في قضية كما هي التي يعرضها الطرف الفلسطيني..

ولكن ماذا سيكون مشروع القرار أصلا، وهل لا زال البعض يتاجر بأنه مشروع لانهاء الاحتلال، أم أن ما يقال من تصريحات تتسلل هنا وهناك، حول تغييرات جوهرية لارضاء واشنطن وعدم غضبها، والكل يعرف ماذا يعني غضبها عن الذين يرتعشون من "رمش العين" الأميركي، الكلام بدأ يشير أن الهدف "مفاوضات طويلة" من أجل البحث عن صيغة ما لانهاء الاحتلال..

نكرر السؤال الذي عرض مرارا: هل من يملك الشجاعة الوطنية ويعلن لشعبه ما هو المشروع الفلسطيني، وما هو الممكن المقبول بالحد الأدنى..أم أن المشروع تحول الى صيغة سائبة يمكنها أن تستوعب كل ممكن سياسي الا "إنهاء الاحتلال"..

وليتهم أيضا يصارحوا من يدفع الثمن المباشر لاحتلال طال أمده، ماذا سيكون الرد الفعلي وليس المخادع، لو لم يكن هناك قبول للمشروع الأميركي حول المنتج التفاوضي الجديد..هل يجرؤ أحدهم ويعلن ذلك، بجدول زمني محدد، كما أعلن شخص منهم قبل أيام بأن القيادة ستحدد مواعيد للتحرك..وكالعادة الكذب كان سيد الموقف..فلا مواعيد ولا أعمال..واستمر الحال كما كان!
الصفعة الأردنية يا سادة ليست عابرة، بل هي رسالة إنذار قد يكون لها ما لها لو لم تحسن الرئاسة ادارة الملف باحترام "الشركاء العرب"..رب صفعة تحيي بعضا مما يتجاهله البعض استخفافا بكل من هو "غير أميركي".

ملاحظة: الأسد في تصريحاته حول حماس كشف عورتها الإخوانية..الغريب أن تأتي تصريحات بشار بعد زيارة حماس لطهران في محاولة دق "باب الحبيب من تاني"..فهل اغلقه الأسد أم حدد لحماس مسيرتها نحو سوريا!

تنويه خاص: لماذا صمت بعض اعضاء قيادة فتح الذي دقوا صدورهم بأن التنسيق الأمني انتهى وأصبح خلفنا على تصريحات الهباش..شكل الشباب مش قد الكلام..يا زمن المصالح!