ورشة: الدعوة لإنشاء منبر ثقافي لمواجهة "الفكر الظلامي"
تاريخ النشر : 2014-12-15 22:56

أمد/ رام الله : أجمعت شخصيات أكاديمية وحزبية وثقافية على أهمية التأسيس لمنبر ثقافي تقدمي وفق رؤية مجتمعية وثقافية وسياسية واضحة المعالم ومحددة الأهداف، مشددين على أن الحاجة لغنشاء مثل هذا المنبر تمثل أولوية لكل قوى اليسار  بأحزابه وشخصياته الوطنية والمستقلة.

وشدد المتحدثون في الندوة الإعلامية التي نظمتها مؤسسة المستقبل للإعلام والثقافة، مساء الاثنين، في مقر المؤسسة في رام الله، على أهمية بلورة رؤية متفق عليها على المستوى الفكري وآليات العمل لإثارة النقاش بخصوص إنشاء مثل هذا المنبر الثقافي التقدمي ليشكل رافعة لكل التوجهات السياسية التقدمية، ومواجهة محاولات تكريس الاستعمار الثقافي والسياسي الذي بات يرعى قوى التطرف الديني تحت مسميات مختلفة لتعزيز قبضته وسياساته في المنطقة العربية بشكل عام.

وأكد المتحدثون في هذه الندوة على أهمية الأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع الفلسطيني وثقافته المتنورة والتعامل معها على أساس منطلقات فكرية يمكن البناء عليها وتطوير وعدم رهن التطور بالأفكار والتوجهات المستوردة مع أهمية التركيز على بناء الأجيال الشابة التقدمية وإنهاء حالة "الردة" القائمة حتى من قبل بعض اليساريين وأصحاب الفكر التقدمي في المجتمع.

كما شدد المتحدثون على أهمية إعادة ربط العلاقة مع الجمهور الفلسطيني بفئاته المختلفة بما يخدم تحقيق أوسع التفاف شعبي وجماهيري حول هذا المنبر مع أهمية النضال من أجل توسيع نطاق حرية التعبير والرأي ومواجهة أية محاولات للمساس بمثل هذه الحقوق الإنسانية، والانطلاق من بناء منبر ثقافي إنساني تنويري تقدمي قادر على الاستجابة لمتطلبات واحتياجات المجتمع وفق رؤية واضحة على مختلف المستويات.

كما شدد عدد من المتحدثين على أهمية إعادة تقييم التجارب الوطنية السابقة في هذا المجال وإعادة البناء وفق منهجية واضحة الأهداف ومستفيدة من الأخطاء السابقة التي أدت إلى نشوء أزمة  حادة تواجهها أغلب قوى اليسار من جانب وما نتج عنها من حالة الردة غبر المبررة.

واتفق المشاركون في هذه الندوة الحوارية على أهمية مواصلة العمل والجهود لمزيد من النقاشات والحوارات وتعميمها على أوسع نطاق وصولا إلى آليات عمل قابلة للتطبيق وتلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني وقضيتنا الوطنية خاصة أن الألوية الوطنية لكل قطاعات شعبنا تتمثل في مواصلة النضال الوطني من أجل الخلاص من الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال ومقاومة كل المحاولات الرامية لحرف البوصلة عن هذا الهدف.

وجرى خلال الندوة التي أدارها الكاتب صافي صافي، عضو مجلس إدارة مؤسسة المستقبل للإعلام والثقافة، سلسلة من المقترحات المرتبطة بآليات العمل المطلوبة إضافة إلى مقترحات تؤكد أهمية مواصلة هذه الحوارات والنقاشات الداخلية وتوسيعها لإعادة بناء الثقافة الوطنية الديمقراطية لمجتمعنا باعتبارها مسألة أساسية لا يمكن التنازل عنها.

وجاء عقد هذه الندوة في إطار سلسلة ندوات ونشاطات تنفذها مؤسسة المستقبل للإعلام والثقافة ضمن خطتها المستقبلية في العام المقبل 2015.