حصار داخل حصار
تاريخ النشر : 2014-12-15 19:34

 كتب حسن عصفور / اشتقاق اسم من تقرير تم نشره خلال زيارة 'وفد شريان الحياة 3' إلى قطاع غزة ، تعامل مع ' الوجه الأخر لقدوم المتضامنين الحقيقيين مع أهل القطاع سكانا وقضية ، نشرته الصحافية النشطة والمعادية لسياسة الاحتلال الإسرائيلي ' عميره هاس' نقلا عن أعضاء تلك الحملة ، تناولت فيه وقائع لم يتم الحديث من ' وسائل الفتنة والكراهية' التي أحالت هدف الوفد والقافلة من تضامن مع سكان القطاع المحاصرين أكثر من حصار ، إلى أهداف تزيد حصارهم وتفتح نارا في غير اتجاه وطني ، لتكشف ' نوايا البعض التضامني ' من هذه الحملات وكأنها جاءت لتنسي السكان الكوارث الفعلية التي يعيشون جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عام ، دون أن يجدوا حلا فعليا لكثير من نتائج تلك الحرب العدوانية ، خاصة المشردين في خيام .. أرادوا للذاكرة أن لا تبصر المأساة التي حدثت لهم فاختلقوا ' عدوا غير العدو '..

أشار التقرير لوقائع ، لم يخرج حتى اللحظة ناطق منهم وبعد مرور 72 ساعة على النشر باللغة العربية و96 بالإنكليزية ينفيها ، ومنها أن حركة حماس أصدرت قرارا 'غريبا قبل وصول الحملة التضامنية بمنع قيام أي بيت فلسطيني أو عائلة فلسطينية باستضافة أي قادم من المتضامين للنوم في بيوتهم ، وأن النوم فقط في الفنادق والأمكنة التي تحددها حماس وجهازها الأمني , وجاء القرار متناقضا مع ' التقاليد الوطنية الفلسطينية ' منذ عشرات السنين باستضافة بعض من يحب من المتضامين النوم مع عوائل تربطهم بعضا ببعض صلات وتواصل سياسي وفكري عبر نشاطات متخلفة ، وبالتحديد قوى اليسار الأوروبية والأمريكية ومناطق أخرى ، وهو ما حدث في ' قوافل سابقة ' بحرية أو برية .. قرار جاء لقطع أي تواصل بعيد عن ' أعين أمن حماس' وليبقى الجميع تحت ' السمع والبصر ' قولا وحركة ..

تحدث التقرير عن فعالية أرادها عدد من 'يسار القافلة' القادمين ليس لرفع 'راية فصيل على حساب العلم الوطني ' بتنظيم فعالية جماهيرية شعبية للتوجه إلى حاجز بيت حانون ( إيريز) ضد الحصار الإسرائيلي ولكشف المحاصر الفعلي لقطاع غزة ، الاحتلال الإسرائيلي ، وتم التنسيق مع بعض منظمات العمل الأهلي وكذلك مع اللجنة الشعبية لرفع الحصار ( والتي تتمتع برضا حماس السياسي والميداني ) ، وانتظر المتضامنون حضور عشرات الآف من المتظاهرين للمشاركة فيها مستفيدين من ' الزخم الإعلامي ' الذي رافق الحملة وما نجم من إشكاليات بدخولها .. ولكن جاءت الصدمة غير المنتظرة ، إذ حضر بعض عشرات مع بعض مسؤولين من حماس لغرض البروز الإعلامي ، مئات فقط جاءوا للذهاب للاحتجاج على إسرائيل وسياستها الاحتلالية ، في حين تم تنظيم مظاهرة ضمت الآلاف للتظاهر نحو معبر رفح ضد مصر ، ونقلت حماس المعركة من الفعل الشعبي ضد إسرائيل ليصبح ضد مصر ، وهو ما تحدث عنه من أراد الفعل ضد المحاصر الاحتلالي بأن ما حدث تغيير في الأولويات غير مفهوم على الإطلاق .. ما سبب ذهولا سياسيا لهم ..

ملامح ' التقرير' والتي تحدثت عن تصرفات رجال أمن حماس مع المتضامين ' غير الأتراك وبالطبع السيد غالوي' أثارت حفيظة القادمين خاصة عندما كانوا يلتقون مع بعض سكان القطاع ويسألونهم عن بعض حالهم ، فيتدخل ' المرافق الأمني' ليقطع مسار الحوار بطريقة فجة ، سلوك لا يستقيم وروح ' الإدعاء الإعلامي' لقادة حماس المهللين لمن جاء إلى القطاع ..

ما نشرته ' هاس' نقلا عن أعضاء من وفد المتضامين يكشف صورة حصار داخل الحصار ، وكيفية تصرف 'خاطفي قطاع غزة' وبعض ' أهدافهم ' لاستغلال التعاطف الإنساني السياسي ' مع القضية الوطنية لتحويله لاستخدام 'حزبي وأغراض أخرى' كما حدث في مسيرتي 'بيت حانون ورفح ' مسيرتان فاضحتان' حملة حماس وحلفائها من ' معسكر الفتنة والكراهية' ... درس يحتاج لمراجعة سياسية لرسم طريقة تعامل فعالة وجادة لمواجهة ' الحصارين ' ..

ملاحظة : الشيخ يوسف القرضاوي ، استنبط فتوى جديدة سماها 'فتوى إذا'  ، حيث قال الشيخ بأنه إذا ارتكب الرئيس عباس ' كذا فيستحق كذا... 'هكذا يكون الاستخدام السياسي الصريح جدا للدين .. إنها بعض فتنة يا شيخ يوسف ..

تنويه خاص : أجواء السياسة في بلادنا تحيط بها ' زنانات ' من كل نوع تحدث تشويشا في كل الاتجاهات .. ربنا يجيب اللي فيه الخير ..

التاريخ : 11/1/2010