ذكاء 'الرياضية' عن 'شقيقتها' الكبرى
تاريخ النشر : 2014-12-15 19:26

 كتب حسن عصفور / كان يوم أمس مشهودا للمواطن العربي ، وخاصة المصري ، عندما اضطرت ' الجزيرة الرياضية' ببث مبارة مصر ونيجيريا في تصفيات كأس الأمم الإفريقية دون تشفير ، فكسرت بذلك شرطا لاحتكار النقل التشفيري ..

ولم يأت القرار ' محبة' و'حسن نوايا' كما قد يعتقد البعض ، أو خطوة إيجابية من قطر نحو مصر جراء ما تقوم به من تحريض متواصل ضدها بسبب أو بدونه ، لغاية في نفس شخص يعقوبي الاسم والهوى ، بل جاءت في أعقاب اتخاذ التليفزيون المصري قرارا غير متوقع برفض شراء حقوق البث وفقا لشروط ' الجزيرة الرياضية' ، وبدأت ' حالة سجال ' لا نهاية له في وسائل الإعلام المصري ، وشن البعض ' حربا غير مسبوقة على الجزيرة الرياضية ' مستذكرين المحطة الكبرى ، والمالك والمدير ، حرب كلامية واسعة ..

ولعل هذه الحملة لا تشكل سببا رئيسيا لقرار ' التراجع القطري' بل جاء في سياق حسابات خاصة بفقدان  ' المشاهد المصري ' وهو الأكثر حضورا من مشاهدي ' الجزيرة الرياضية' ويشكل قرار التليفزيون المصري سابقة ستلحق ضررا بالغا بها ، سواء نسبة المشاهدة أو الحالة التسويقية – الاستثمارية بعد أن دفعت مليارات الدولارات في شراء ' الاحتكار' لتصبح ' أمبراطورية البث الرياضي ' ( رغم الإشاعات التي صاحبت الصفقة بدخول الملياردير اليهودي  إسرائيلي أمريكي) تسابان كشريك في ' الجزيرة الرياضية' ، لكن فقدان مصر يشكل هزيمة استراتيجية لفكر ' الهيمنة الرياضية ' وفقا لمخطط المحطة .. فجاء الرضوخ بحساب سياسي مختلف .. ولعل مصر لم تر من أقصاها إلى أقصاها محطة ' الجزيرة ' كما كان يوم أمس ..

هذه الحادثة تمثل درسا مركبا لكل من مصر التي يمكنها أن تعيد حساباتها في التعامل مع الأحداث انطلاقا من قدرتها الهائلة على مسار الأحداث ، وأنه لا يستطيع أيا كان بتجاهل مكانة مصر سياسة وتاريخا وقدرا ، وأن ' الحرب الخفية' عليها هي بعض من حرب على الحضور الإقليمي العربي لصالح غير العربي ، بمسميات مختلفة ، وتلاوين سياسية وفكرية متعددة ، لكن الهدف واحد هو النيل منها وإبقائها تحت الضغط وحالة الدفاع عن الذات ، لتبقى بعيدا عن تقرير حال المنطقة ، فيبرز الصغار بتحالفاتهم الخبيثة والباطنية مع أعداء الأمة ..

وهو درس للجزيرة الكبرى ، أن مصر ليس بلدا يمكن التعامل بهذه الطريقة ، فهي البلد الأكثر حضورا للتحريض ضدها بمناسبة وبلا مناسبة ، ولو تم عمل دراسة إحصائية فقط للدولة التي عانت تحريضا مباشرا وغير مباشر من ' المحطة ' لاحتلت مصر الريادة دون منافس ، وتستبق إسرائيل بذلك ، تحت يافطات عديدة .. حتى طبيعة نشر الأخبار على الموقع الإلكتروني لها تثبت هذه الوقائع ، وبمرور بسيط على ' الموقع ' سيجد المار أنه لا يخلو من خبر ' ضد مصر' .. ولا يمكن لك مهما بحثت أن تجد خبرا إيجابيا لها ..

سياسة لها هدفها ربما ، منذ بداية التأسيس كمنهج متفق عليه مع صانعي ' استراتيجة المحطة ' عربا وعجما ، ولكن ربما آن أوان البحث المختلف  من ' المحطة إياها ' باستمرار هذه السياسة التي لن تعود سوى بخسارة قد لا تستطيع الخروج منها ، مع تعديل مصري بسيط في التعامل مع ' المتطاولين ' عليها ..

ملاحظة : استنجاد إسماعيل هنية بالفصائل لإبداء العقلانية والمرونة في الفعل ' المقاوم' ضد إسرائيل .. فعل مثير .. أيهما الأولى بالمرونة يا' أبو العبد ' إزالة الانقسام  أم مراعاة تهديد إسرائيل .. يارجل قف وفكر كما كنت قبل ' الجاه والسلطان '..

تنويه خاص : الحملة الوطنية – الفياضية ضد المنتج الاستيطاني تستحق التقدير ... ليتها تعمم على كل ما هو غريب وضار سياسة وثقافة وسلوكا..

التاريخ : 13/1/2010