محمد جودة .. الصّحفي الذي لنْ أنساه
تاريخ النشر : 2014-12-15 14:15

لا زلت أذكر حينما أتى إلى مدينة الما أتا عاصمة كازاخستان سابقا ، وعرّف على نفسه باسمه ، وقال : أنا من رفح من قطاع غزة .. فرُحتُ اسلّم عليه وأسأله عن حال الوطن.. كان ذالك في عام 1988، فتصاحبنا من أول لقاء وأخذته وعرّفته على المدينة التي أتى إليها بهدف الدراسة..

كان محمد جودة شخصا طيبا بكل ما للكلمة من معنى ، لم يزعل من أحد بتاتا ، ولم يُزعل هو أحدا .. وذات مرّة دعوته على عيد ميلادي فأتى وكان فرحا للاحتفال معي ، لأنه كان يفتقد أحبّته في ذاك الوقت.. ورأى فيّ صديقا حميما وكأنني أخوه .. لم أنسى يوما ما صديقي محمد ، لأنه كان من أوفى الأصدقاء ..

وحين قرأتُ خبرَ وفاته صعقت وحزنت جدا .. ولا زلت لا أصدق بأنه توفي .. فمحمد لن أنساه ، لأننا درسنا سوية في ذات الجامعة ، وفي ذات الكليّة ، كليّة الصحافة ، ولكنني كنت أسبقه بسنة ..

مواقف محمد النّبيلة لن تنتسى.. فكثيرا ما كان ينصحني بالابتعاد عن أصدقاء السّوء ، وكنت شاكرا له دائما .. فمحمد من أروع الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي .. أعرف بأن رفح حزينة عليك ، وكل قطاع غزة حزين عليك .. وكل الصحفيين يحزنون لموتك ، ولكنْ هذه إرادة الله ، نتمنى أن يكون مثواك الجنّة يا محمد جودة .. فأُعزّي أهلك وأقول لهم ألله يرحمه