أمد / غزة : اتفقت بلدية غزة مع الوكالة الألمانية للتعاون ( GIZ ) البدء في مشروع " الموازنة التشاركية " ، و طرحه للمواطنين في مدينة غزة وذلك خلال ورشة عمل عقدت مؤخراً في بلدية غزة لمناقشة مشروع الموازنة التشاركية بمشاركة رئيس البلدية م. نزار حجازي و أعضاء المجلس البلدي و عدد من المسؤولين ذوي العلاقة في البلدية و ممثلين عن الوكالة الألمانية للتعاون بينهم السيد أولريتش نيتشكه مدير برنامج تطوير الحكم المحلي و المجتمع المدني في فلسطين .

و تقوم فكرة المشروع على إشراك المواطنين في عملية صنع القرار فيما يتعلق بكيفية صرف جزء من الموارد المالية المتاحة للمجلس المحلي بنسبة يتفق عليها و ذلك بهدف تعزيز مبدأ الشفافية و المساءلة على المستوى المحلي، و توعية الجمهور بالقيود المالية المفروضة على البلديات من خلال تطوير موازنة مقروءة و تعريف السكان بمهام البلدية و المشاكل المتعلقة بالجانب المالي.

و اتفق المجتمعون على البدء في المشروع بشكل تدريجي وصولاً الى مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار و تحديد أولويات موازانات البلدية بشكل مباشر، بحيث تبدأ المرحلة الأولى بالدور الإستشاري للمواطنين عن طريق تقديم اقتراحاتهم و توصياتهم.

مستويات المشاركة

و خرجت ورشة العمل بالتوافق على مفهوم الموازنات التشاركية كأدة من أدوات المساءلة الإجتماعية تهدف من خلالها بلدية غزة توعية المواطنين بحجم النفقات العامة للبلدية و اطلاعهم على معاناة البلدية في الحصول على التمويل و تحشيد الاموال، و التكلفية الفعلية للخدمات التي تقدمها المواطنين، اضافة الى توطيد و تمتين العلاقة و زيادة الثفة بين المواطن و البلدية، و إشراك المواطن في تحمل المسوؤلية و تحقيق حالة من الشفافية و النزاهة في العمل داخل البلدية 

كما أكد المجتمعون في الورشة على بدء العمل في المشروع من  خلال مستويين: الأول لجان الأحياء الستة عشرة الموجودة في أحياء المدينة و المسؤولين في البلدية ذوي العلاقة، وبعد تقييم المرحلة الأولى سيتم توسيع قاعدة المشاركة لتشمل أيضاً أعضاء فاعلين في المجتمع المحلي كالجامعات و النقابات المهنية، و القطاع الخاص و الاعلام و المنظمات الأهلية؛ بحيث في كلا المرحلتين سيتم الأخذ بعين الاعتبار تمثيل فئات المجتمع كالشباب و المرأة و أشخاص ذوي اعاقة و سكان المناطق المهمشة و بحيث يشمل التمثيل الجغرافي أيضا كل مناطق و احياء المدينة.

الموازنة المقروءة

و تبدأ مستويات المشاركة في المرحلة التجريببة بالافصاح عن المعلومات وبما يمكن اطلاع المشاركين على الموازنات وآلية إعدادها و القضايا العامة الموجود فيها، و ثم يتطور مستوى المشاركة ليشمل مشاورة المشاركين في أووليات الموازنة، و بعد نجاح التطبيق يتم الانتقال الى مرحلة زيادة مستوى مشاركة المواطنين ليشمل درجات أعلى من مستويات المشاركة مثل التخطيط و التنفيذ و المتابعة و الرقابة .

و اتفق المجتمعون على أن تبدأ المرحلة التجريبية بتطوير موازنات مقروءة ببنود عامة يسهل على المواطنين استيعابها دون الدخول في تفاصيل الموازنات المرهقة، و في هذه المرحلة يمكن لأي شخص مختص و مهتم أن يطلع بدرجة أكبر على الموازنات بناء على احتياجاته و إهتمامه.

بعد انتهاء المرحلة التجريبية و تقييمها يمكن زيادة مستوى الافصاح عن الموازنات حسب نجاح المشروع،  حيث طرح في الورشة أيضاً امكانية الاستفادة من تجرية مدينة كولون الالمانية بالافصاح الجزئي عن مكونات رئيسة للموازنة على مدى سنوات ممتالية تصل لخمسة سنوات .