" لقمة عيش مرة "
تاريخ النشر : 2014-12-15 10:04

لعل العديد ممن لجئوا لقراءة المقال يريدون معرفة ما أقصده في هذا المقال بعد أن تعددت المهن المُرة.

حتي تكتمل الرؤيا سأبدأ سريعاً ولن أطيل في المقدمات , معلمي فلسطين تلك الفئة التي لابد بل من الواجب أن تبقي هي القدوة كيف لا وهي قد أقدت من طه العدنان قائداً لهي هذه الفئة التي قرعت أبواب العالم منذ الثورة الفلسطينية وصولاً لحربنا الأخيرة وما أنجزته هذه الفئة من تطور ملحوظ وتغير ملموس في حياة الفلسطيني.

كيف لا وهي التي قرعت أبواب ناسا ووصل إلي السماء وقرعت جميع الأبواب من جميع الاتجاهات هم المعلمين التي لا طالما قدموا لنا الكثير والكثير هو المعلم صاحب المهنة الأكثر ألماً.

في وجودي بإحدى مدارس غزة وجدت أحد المعلمين قالها لي بمرارة "لقمة عيش مُرة " هكذا قالها لي الأستاذ أبو سامر في إحدى المدراس كنت قد ألتقيت به سائلاً عن وضعه وهو يبدوا عليه كبر السن نوعاً ما رد علي قائلا مقولته السابقة , سألته عن السبب أجابني أنا المعلم أمامك أعاني من ضعف في النظر ومعي ضغط ومعي سكر ويكفيني هذا كله من وراء هذه المهنة , صمت قليلاً فإذا بجرس الحصة قد أقترع فانسحبت من المكان بدون أي تعليق , فيما لو دار السؤال في عقل أي شخص إن كان هذا الكلام الذي قاله المعلم صحيح أو لا ؟

وأرجع بالذاكرة إلي الخلف متذكراً معلمك الذي كان يبح صوته ويتسخ ملابسه بعد أن جاء إلي المدرسة مثل العريس وعاد كأنه في مصنع للطحين , لتتضح عندك الرؤية ولتتأكد أن المعلم هو من يعيش المُر في مهنته لكن هذا كله لا يزيد المعلم إلا ثقةً في نفسه ونشاطاً يجعله يقدم كل ما عنده للوصول بأبنائه إلي الأفضل وتتضح الصورة حينما تراهم أصبحوا يقودوا الجامعات ويسخر الشركات بل يبنون المجتمعات ,

كل هذا ُمر وما يمر به المعلم من مرارة أخري تركتها لهم السياسة الحمقاء وعصبية التنظيمات هي مرارة أخري كيف لا ويعمل المعلم ليلاً نهاراً تاركاً أبنائه عائداً لهم بخف حنين...... كيف لا وقد عملوا لعدة أشهر بدون أن يتلقوا الرواتب شاكين هم وحزنهم من ضيق الأحوال وغباء السياسيين إلي الله ,لم أقصد في هذا المقطع فريقاً عن فريق فالكل مسئول من أصحاب السياسة التعيسة.

ذلك المعلم الذي يقدم ما عنده بكل قوته ذاهباً قاطعاً مئات الأمتار وصلاً إلي مدرسته بدون أن يحس به أصحاب السيارات الفاخرة .

ألا يعلم هؤلاء أن المعلمين القدوة هم يعلمون أبنائهم وكيف سيعلمون أبنائهم وهم لم يتلقوا رواتبهم رغم الإصرار المقدم من قبل المعلمين وحرصهم علي الحص فما رأيته في الآونة الأخيرة أن بعض المدارس باتفاق المعلمين كانوا إن وجد تعليق بعد الثالثة تجدهم يقصرون الحصص حتي تنفذ كل حصص الطلبة لأنهم حريصين علي طلابهم وما التعليق أو الإضراب إلا إشعاراً لأصحاب الكراسي لعلهم يفقهون .

وإذا طالب المعلمين حتي من يتلقون رواتبهم بحقوقهم مثل الموظفين في المهن الأخرى تجد قيامة قامت وكلهم طلبوا منهم السكوت .

القصة لم تنتهي بعد ففي المدارس معلمين يحملون أعباء ححص لا يتلقون راتب وغير مثبتين وكأنهم غير مرئيين من وجهة نظر المسئولين منهم معلمي جدارة ومنهم معلمي علي بند التبييت كما حكم عليهم أصحاب الكراسي .