الاختيار
تاريخ النشر : 2014-12-15 01:29

الاختيار كلمة قد تبدو سهلة الفعل للوهلة الأولى، لكنها من أصعب الكلمات التي من الممكن أن تقوم بالفعل أو بالعمل كله، فالاختيار في معناه الظاهري يعني أن تكون لديك الحرية المطلقة في أن تختار ما تود أن تفعله، أن تختار من تحب، أن تختار ما تعمله، أن تختار ما تدرسه، حتى ولو كان هذا الاختيار له علاقة بالكره، طالما فعل "يختار" موجود فأين الصعوبة في ذلك؟!!.

وللإجابة على هذا السؤال، علينا أن نفهم أننا من الممكن أن نختار ما نود أن نعيش حياتنا به ومعه، لكن في كثيرٍ من الأحيان يصبح هذا الاختيار حلم صعب المنال؛ نظرًا لوجود ظروف عديدة قد تساهم في استحالة تحقيق هذا الاختيار، وتُصبح الحكمة التي تقول "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" واقع مرير يفرض نفسه على عالمنا.

هل المشكلة في التوقيت؟!، بمعنى توقيت اختيار للشئ هى المشكلة في حد ذاتها، فمثلاً قد تُصادف شخصًا تشعر معه أنه رفيق دربك في حياتك القادمة، وأنه الشريك المناسب لكَ، لكن تضطرك الظروف إلى التنازل عن هذا الحلم لأن توقيت مصادفتك له غير مناسب، وقتها تقول يا ليتني عرفته من قبل، أو لوظيفة أحلامك فتقول يا ليتني قدمت لها قبل فلان؟

نعم أعتقد أن المشكلة تكمن في التوقيت، هنا لا يصبح للاختيار معنى أو مفهوم، بل تكون للقدرية مفعول السحر، فرغم اختياراتنا الكثيرة في شئون حياتنا المختلفة، إلا أن القدر يُنظم ويُرتب ويُدبر لكَ أمورك دون أن تشغل بالك ولا تنعى الهم مع فكرة لماذا لم أقابله في وقت سابق؟ لماذا لم أتقدم للوظيفة في وقت سابق؟ لماذا درست هذا التخصص ولم أدرس ذلك؟

لذا علينا في النهاية أن نتركها لله، نعم نحن نتمنى ونسعى ونشتاق ونحلم بالعديد من الأشياء، لكن لو لم يكتبها الله لنا علينا أن نعي هذا المفهوم "أنه اختيارنا ولكن بتدبير من الله عز وجل"، فيجب علينا أن نرضى به ولا نحزن، فإن أمر الله نافذ مهما فعلنا.