يدلين وأمير قطر ومصادفة كلام
تاريخ النشر : 2014-12-14 19:39

 كتب حسن عصفور/ لم يعد هناك أي حالة التباس في أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تعمل كل شيء متاح ضد الشرعية الفلسطينية ومشروعها الوطني الاستقلالي ، وكانت أقوال هيلاري كلينتون بعضا من هذه المعركة التي تتسع يوما بعد آخر ، وفجر اليوم أصدر الكونغرس ( لقبه منذ زمن الأكثر تشددا لإسرائيل من برلمانها – الكنيست) يرفض بالإجماع تقريبا تقرير غولدستون ويعتبره متحيزا .. والحديث عن الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس هو ما يمكن الحديث عنه ، لانه سيكون مضيعة للوقت ، ما دام المصالح الأمريكية هانئة جدا في المنطقة ، والثروات العربية تختزن بآلاف المليارات في الاقتصاد الأمريكي ، وقواعدهم تحيط بكل حياة الإنسان العربي ، لكن السؤال هل حقا هل يمكن للعرب نظما وقوى من الصحوة لمواجهة ' مؤامرة حلف السيلية الجديد' ، خاصة أن ملامحها أكثر وضوحا من أي فترة سابقة.

بداية ، يمكن ملاحظة أن غالبية وزراء الخارجية العرب تحدثوا رافضين تصريحات هيلاري كلينتون ضد الشرعية الفلسطينية وتهديدها ' الوقح جدا ' والمبطن للطرف الفلسطيني والدعم الأعمى لسياسة احتلالية استيطانية لحكومة إسرائيلية عنصرية وبها سمات فاشية ( والمفترض أنها تتعاكس مع ' قيم ' أوباما وفقا لسيل الكلام ) ، لكن هناك بعضهم وكأنهم لم يسمعوا منها شيئا ، بل منهم من يرى بها خطوة لتصفية حسابهم مع الرئيس عباس لمصلحة ' أداتهم ' حماس وانتقاما منه لرفضه الذهاب إلى ' لقاء ' منسق مع أعداء الأمة لتخريب وتفتيت الموقف العربي العام عشية قمة الكويت .

خطاب أمير قطر تجاهل كليا الموقف الأمريكي من الشرعية الفلسطينية وتناسى أن هناك رئيسا للشعب الفلسطيني ، وتذكر مقولة تكرس ما تريده إسرائيل ، الانقسام الوطني ، بدعوته بقاء الانقسام والتعامل مع 'طرفيه' بذات القاعدة.. كلام يشكل رسالة لما هو جديد ' تحالف السيلية' في الأيام القادمة ، طمس الحرب الأمريكية – الإسرائيلية ضد الشرعية الفلسطينية ، وفتح ملفات أخرى ..ويبدو أنها بدأت سريعا ..

فرئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية يفت ملف ' تسليح حماس بصواريخ تهدد إسرائيل ' رغم أن جوهر حديثه يعترف أن حماس لن تفكر بحرب ضد إسرائيل بل لتثبيت 'سلطتها ' في قطاع غزة ، وأمير قطر يتذكر بالأمس ' قمة الدوحة حول غزة' ليفتح ملف الانقسام العام من جديد ، فكاتب خطابه ( المفكر الهارب) يعتقد أنها لعبة تذكير لكن الهدف منها تكريس الانقسام .. يدلين وأمير قطر افتتحا ' موسم ' حرف النقاش ' من مواجهة الحرب الأمريكية على الشرعية الفلسطينية إلى ملفات ' مثيرة جديدة .. هي بعض من ما هو قادم لتحالف لم يعد مجهولا يعمل على ' منح ' حماس مكانتها التي تشتهي منذ زمن طويل كي يزرع الانقسام أولا ويفقد الفلسطيني الأمل ثانيا ويبحث عن ' حل ما ' وليكن ' دولة مؤقتة' خير من الضياع .. تلك هي قاعدة منطقهم التيأسي مع غطاء أمريكي كامل.

' لعبة التيئيس' قديمة – جديدة لكنها تأتي الآن في ظل خطف بعض الوطن وبعض المشروع ، ما يجعل خطره أكبر وأوسع مما كان سابقا ، كما أن المشهد الفلسطيني يمر بحالة إنهاك سياسي كبير ، غياب وارتباك في تحديد رؤية التعامل مع ما هو قادم .. حتى الكلام لا يوجد به وضوح وتناسق ، مشهد يثير مخاوف لاتقل عن مخاطر لعبة خاطفي بعض الوطن ، فغياب الموقف الواضح المحدد والموحد ، على الأقل فيمن هم في ذات الموقع ، يشكل خدمة لحلف ضرب المشروع الوطني ..

هل يحدث بعض من جهد لتنسيق وترتيب المشهد الممكن ووقف حالة ' التذاكي والاستهبال' السياسي التي يمارسها البعض داخل ' بيت الشرعية' .. قد يكون الوقت لم يعد يسمح بتراخ كما كان ..

ملاحظة : الكلام المتناثر حول موقف الرئيس عباس من الترشيح من داخل البيت تسيء أكثر .. لا يجوز اللعب بمسألة بهذه الحساسية .. احذروا لغو الكلام ..

التاريخ : 4/11/2009