4‏ دقــــائـق تنقذ حسـن نصر اللـه مــــــن الاغتيــــال
تاريخ النشر : 2013-11-19 11:01

امد/ القاهرة - كتب ماهر مقلد: غطي الظهور العلني للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الذي تكرر مرتين في أقل من‏24‏ ساعة وذلك للمرة الأولي منذ سنوات علي كل ما قاله نصر الله في الخطابين اللذين ألقاهما في مناسبة إحياء ذكري عاشوراء قبل أيام قليلة‏,‏ وبات حدث الظهور العلني يتقدم كل المواقف السياسية الصادمة للفرقاء في لبنان‏.‏

فعلي غير العادة ظهر نصر الله وسط الحشود وتكلم لمدة 17 دقيقة، وهي أطول فترة يظهر فيها مباشرة وبين الناس منذ عام 2006 عندما ألقي خطاب الانتصار الشهير بعد توقف الحرب الإسرائيلية علي لبنان.

ولم تكن اسرائيل بعيدة تماما عن حدث ظهور نصر الله لكنها تراقب عن بعد, ويبدو أنها تراجعت كثيرا عن قرار استهدافه لحسابات هي أدري بها علي الرغم من تبرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية, والتي قالت إن الطيران الحربي الإسرائيلي كان يحتاج إلي 4 دقائق إضافية حتي يصل إلي مكان ظهور نصر الله، علي اعتبار أن أقرب قاعدة يمكن أن تنطلق منها الطائرة تحتاج إلي المزيد من الدقائق الإضافية. واعتبرت في ظهوره رسالة تحد لإسرائيل ولطائراتها،  وقالت الصحيفة إن المدة التي استغرقها الخطاب والإطلالة للسيد نصر الله هي17 دقيقة، وإن أول طائرة يمكن أن تصل إلي مكانه في ملعب الراية بالضاحية الجنوبية تحتاج إلي21 دقيقة وهي المدة التي ستقلع فيها من أقرب نقطة من فلسطين المحتلة.

وبالتأكيد هناك حسابات مختلفة لحزب الله في ظهور أمينه العام علي الهواء وسط أنصاره في الضاحية في مناسبة احتفالات عاشوراء, وأبرز هذه الحسابات رفع معنويات أنصاره خصوصا في الضاحية الجنوبية, بعد التفجيرات الدامية التي استهدفت سكان الضاحية بالسيارات المفخخة.

ورسالة أخري لإسرائيل بأن الأمين العام لايزال كما كان يعلن التحدي ويحاط بكل الحماية والتأمين, وأن إسرائيل لا يمكن أن ترتكب حماقة الإقدام علي عمل عدواني كهذا وسط مئات الآلاف من أنصاره وبدون ذريعة.

ولم تكن هذه الرسائل هي الأهم للسيد حسن نصر الله، لكنه أراد أن يجدد تأكيد أن مقاتلي الحزب موجودن في سوريا وقال: إن وجودنا في سوريا, ووجود مقاتلينا ومجاهدينا علي الأرض السورية, هو- وكما أعلنا في أكثر من مناسبة- بهدف الدفاع عن لبنان والدفاع عن فلسطين وعن القضية الفلسطينية وعن سوريا حصن المقاومة وسند المقاومة في مواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية علي هذا البلد وعلي هذه المنطقة,بصراحة, مادامت الأسباب قائمة فوجودنا يبقي قائما هناك.

وقال: إن المشكلة في لبنان دائما أنهم يحولون النتيجة إلي سبب ويتجاهلون السبب, من يتحدث عن انسحابنا- أريد أن أكون دقيقا وواضحا- من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية يطرح شرطا تعجيزيا, وهو يعرف أنه شرط تعجيزي, هو يعرف, ويجب أن يعرف الجميع, أننا لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في حكومة لبنانية قد لا تسمن ولا تغني من جوع, فالكل يعرف أننا لسنا في موضع المقايضة,وعندما يكون هناك أخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة ودول المنطقة وحكومات المنطقة, هذا الأمر هو أعلي بكثير وأرقي بكثير من أن يذكر كشرط للمشاركة في حكومة لبنانية,وأنا أدعو الفريق الآخر إلي الواقعية, دائما يطرحون شروطا تعجيزية, من زمان قالوا' عليكم ترك سلاح المقاومة لنكون معكم سويا في الحكومة, نريد تعهدا ونريد ضمانة فنحن لا نشارك في حكومة تغطي السلاح', ونحن لا نطلب منكم أصلا لا غطاء للسلاح ولا غطاء للمقاومة, لم نطلب سابقا ولا حاليا ولا في المستقبل. والآن يقولون لنا: لن نشارك معكم في حكومة لتغطي وجودكم في سوريا, وأنا أقول لهم: لسنا بحاجة إلي غطائكم لوجودنا في سوريا, لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا. فليذهبوا إلي الواقعية وليضعوا الشروط التعجيزية جانبا.

هذا الموقف من حسن نصر الله أعاد أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية المستمرة منذ أكثر من8 أشهر إلي نقطة الصفر, وجعل القوي السياسية المناوئة له تشن حملة ضارية عليه.

حيث شن سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ورئيس وزراء لبنان الأسبق هجوما حادا علي نصر الله بسبب اقحام لبنان في الأزمة السورية وإصراره علي تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة.

عن الاهرام