محاولة شراء قطر شاليط .. لماذا؟
تاريخ النشر : 2014-12-14 15:41

 كتب حسن عصفور / كان يمكن لخبر كهذا أن يكون محور نشرات الأخبار في ظرف عادي ، خبر عرض دولة قطر على مختطفي شاليط شرائه بالمال بعد انتهاء حرب إسرائيل العدوانية على قطاع غزة ، خبر به ما يستحق الاهتمام كثيرا ولكن ما بين ' ضجة بيان أبو لطف ' وما بها وعليها سببا وتوقيتا وغاية ، وبين تعليق قرار عمل محطة تلفزية مستفزة في فلسطين ، مع أن ذلك ليس حلا هو إجراء يوازي إجراءات إيران بملاحقة شبكة الإنترنت والأطباق الهوائية  لمشاهدة التليفزيون ( الدش) .

العرض القطري وفقا لجريدة الشروق المصرية تم رفضه من الجميع ، وذلك لأن شاليط ليس مقابل المال بعد كل الثمن الذي تم دفعه منذ اختطافه قبل 3 سنوات ، من تدمير لمئات المنازل والمزارع ومئات الشهداء والجرحى وإغلاق وحصار أحال قطاع غزة إلى حال لا شبيه له ، ثمن الاختطاف كان كبيرا وكبيرا جدا ، لذلك كان الرفض رغم الصداقة والمودة بين الطرفين ، لكن الشعب الفسطيني وهو بالأساس مصاب بإحباط غير طبيعي من حماس وسلوكها العام في القطاع قد يكلفها كثيرا في صندوق الاقتراع ( إن حدثت انتخابات أصلا ويبدو أنها قد لا ترى النور ) .

 ولعل السعر الذي تنادي به حماس ومن معها شركاء خطف شاليط بإطلاق سراح مئات الأسرى لم يعد مرضيا للفلسطيني بعد الثمن الباهظ للخطف ، لكنه أفضل من عرض قطر للصفقة التجارية هذه ، والتي رغم مرور زمن على نشر الخبر لم تنفه دولة قطر في حين أكده بعض من ' شركاء الخطف' .

ولكن لماذا أرادت دولة قطر شراء شاليط بعد الانتهاء من حرب إسرائيل على قطاع غزة؟ سؤال يفتح شهية الإجابات المتعددة واحتمالات كثيرة ولكن تبقى نوايا قطر عند أهل الحكم فيها ، فقطر كما نعلم جميعا عقدت ' قمة غزة ' عشية عقد قمة الكويت وحدث ما حدث من آثار من جراء عقدها ، وهذا ليس هو بيت القصيد الآن ، لكن من أهم قرارات قمة الدوحة قرار قطر بقطع صلتها بإسرائيل وإغلاق المكتب المتواجد في العاصمة القطرية ، وبالتالي التوجه هو إيقاف قطر لأي تواصل مع إسرائيل تضامنا مع ' الشعب الفلسطيني ' وضد العدوان الإسرائيلي ، وهذا قرار وجد ترحابا عاما ، علما بأن التطبيق لم يكن بقوة القرار ( قبل فترة زمنية قام سفير قطر بالأمم المتحدة بالترحيب بالسفيرة الإسرائيلية في الأمم المتحدة بحفل غداء على شرفها ) .

هل العرض القطري جاء في سياق التخفيف من شدة ' الغضب الإسرائيلي – الأمريكي ' على قرار قطر العلني وبالتالي أرادت أن تقدم ' هدية خاصة ' مقابل القرار إياه ، أم هي محاولة لقطع الطريق على مصر ودورها في التفاوض حول الصفقة بأي طريقة كانت ، أم أنها تريد إثبات أنها لا تزال قادرة أن تلعب دورا هاما في التأثير على الوضع الإقليمي ، أم أن الرؤية القطرية ووفقا لمعلوماتها تريد سحب ' ورقة شاليط' بأي ثمن لمساعدة قطاع غزة وأهلها ورفع الحصار ومنع أي عدوان جديد على القطاع بحجة شاليط ، وربما أرادت التسريع في وتيرة المصالحة الوطنية الفلسطينة لأنها تعرف أن لا مصالحة بلا شاليط .

كثير من الأسئلة تأتي عبر هذه ' الصفقة القطرية' التي لم تكتمل لشراء شاليط ، لكنها صفقة مثيرة للعقل للتفكير بما ورائها ، بأمل أن تقوم قطر بتوضيح ذلك ، طبعا لا نتوقع من ' المحطة إياها ' الحديث عن ' الصفقة القطرية 'أو بالأدق عرض الصفقة..

ملاحظة : لم تعلق حماس على الخبر رغم أهميته السياسية ..لا سلبا ولا غيره.

التاريخ : 16/7/2009