ما أن انتهت حرب إسرائيل على غزة ، حتى زادت شعبية الأتراك في بلادنا من محيطها إلى خليجها ، بسبب مواقف كلامية مؤثرة وحركة ' كرامة خاصة ' في مؤتمر ' دافوس ' قدمها رجب طيب أردوغان ، حيث باتت شعبيته تفوق المتخيل ، ولا شك أن الكلام والحركة عبرت عن مخزون تركي يرغب في الانعتاق من قيود ورثها الحزب الإسلامي الحاكم نتيجة القيود الديمقراطية ، ولكن ولأن الحال في تلك البلد به كثير مما يقال ، أعلن جنرال عسكري إسرائيلي في تصريح سياسي نادر لعسكري ما زال فوق رأس عمله ، بأن تركيا ارتكبت مجازر ضد الأرمن وأنها تحتل بعض من قبرص .
وقد أثار هذا التصريح حفيظة تركيا بكل ما فيها ساسة وعسكر ، وهدد الجيش التركي ( الحليف الأهم لإسرائيل في المنطقة ) بأن ذلك الكلام يمثل تهديدا صريحا للعلاقة الخاصة بين البلدين ، وبعد أن أخذ التفاعل مداه النسبي أعلنت تل أبيب أن التصريح ليس سوى رأي لشخصه ( على الطريقة العربية ) ، دون أن تعلن اتخاذ أي خطوة عقابية لقائل القول ، وبعدها عادت مجددا حركة التظاهر الشعبي للمطالبة بإطلاق سراح الزعيم الكردي ( أوغلان ) المعتقل في السجون التركية ، منذ خطفه بعد الصفقة السورية التركية الشهيرة في زمن قديم .
إسرائيل التي لم تتحمل بعض كلام تركي وانفعال رئيس وزرائها ، تريد القول إن هناك ما يمكنه أن يؤذي تركيا أيضا ، فكيف سيكون الرد على هذا الفعل الصهيوني وهل تكون وحدة لمواجهة ما يمكن أن يكون .
التاريخ : 18/2/2009