غسان.. أعتذر أنت دونها
تاريخ النشر : 2014-12-13 21:02

 كتب حسن عصفور/ منذ فترة وحماس عبر ' شبكتها الإعلامية ' التي يتم تعزيزها يوميا على حساب إعادة إسكان أهل القطاع الذين دفعوا الثمن من الحرب الإجرامية دون قادة حماس وكادرها، وهي تقوم بتوزيع نسخة مشوهة من ' نشيد وطني' للشاعر إبراهيم طوقان ، ولقد وصلت عشرات رسائل على أجهزة ' الجوال ' لسكان القطاع المخطوف قسرا وقهرا، وهو فعل تعتقد حماس أن ذلك يساهم في عملية ' غسيل الذاكرة' الفلسطينية  التي تستند لها في حربها على التاريخ الوطني والكفاحي للشعب الفلسطيني برموزه وحضوره الأسطوري ، محاولات لا تنقطع لتزوير تاريخ وتزييفه ليتطابق مع ' روايتهم' القصيرة جدا في العمل الوطني الفلسطيني ، بل والخروج من سياق شبه ' التأسيس' التي صاحبت انطلاقتهم منذ البداية توقيتا وأهدافا.

والمحاولة الأخيرة لحماس عبر ' تشويه ' النشيد الوطني الفلسطيني ، سبقها إنتاج مواد إعلامية' وثائقية' مع المحطة الكريهة إياها صاحبة الشعار الأصفر، واستبدلت تاريخ بتاريخ ، ولكن التشويه لم يصمد كثيرا ، وها هي محاولة جديدة انطلاقا من اعتمادها نظرية ، لا تفكر فيما تكذب بل اكذب ليفكروا فيما تقول .

وربما لم تكن  المحاولة الحمساوية لنشر الزيف والتزوير تثير كل تلك الضجة وطنيا وشعبيا لولا وجود شخص غسان بن جدو فيها، وليست المحطة التي يعمل بها ، فهي باتت دون أي تحامل أو انتقاص من مهنيتها أداة حرب لتدمير الشرعية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني الاستقلالي لصالح كل مشروع يخدم ذلك ، بما فيه ' مشروع بيريز' بنسخته الجديدة الذي يتم تطبيقه راهنا منذ الانقلاب الحزيراني الأسود، هي محطة باتت واضحة الهدف والمشروع  ، وبالتالي لم تكن لتثير ردة الفعل التي حدثت وطنيا ، لكن ارتباط التشويه والتزوير بشخص اللامع إعلاميا ومهنيا وموضوعيا غسان بن جدو، ‘ غير الحاقد والكريه ' ، وغير المرتبط بالفريق الظلامي في تلك المحطة الصفراء، هو صحفي يجمع في عروقه وجنباته انتماء عروبيا وفلسطينيا دون مشروع الانقلابيين ، عاشق لرمز الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات ولرمزها الثقافي محمود درويش بكل ما يرمز من كفاح ضد الغزاة قداما كانوا أم جدد ، فبن جدو هو إعلامي مختلف حتى وإن اختلف واختلفت معه ، حاول دوما التوازن والموضوعية وسط  'بحر من ظلمات المحطة إياها وحقدها على الشرعية الفلسطينية'، اخطت لذاته طريقة غير تلك المعتادة في برامجهم ، وربما هو ونفر قليل جدا ما زالوا ينتمون للعروبة والوطنية في عملهم هناك.

غسان وجد نفسه دون مقدمات وربما بخديعة وضعت له دون أن يدقق بالأصل منها ، أرسلها مديره 'الظلامي' ولم يخطر بباله حجم التشويه لقصيدة شاعر كبير كإبراهيم طوقان قبل أن تكون نشيدا وطنيا ، هي فعلة مركبة الهدف ، تشويه لتاريخ شعب ورؤية شاعر ، تزوير يحاكم عليه قانونا من السياسي الشرعي ومن العائلة الطوقانية ، فهي إساءة لوطن وشخص يمثل بشعره رمزا لوطن .

وبعد الذي حدث واتضاح ما اتضح وبانت الرؤية وانكشف المستور من فعلة حماس المسيئة ، فهل يدرك غسان الشخص قبل المذيع حجم ' الخطيئة' التي روجها ، ربما بلا علم ، ما يتطلب خروجا بشجاعته المعهودة ويعتذر أولا لنفسه لبن جدو الواعي العروبي ، ثم لعائلة طوقان وأخيرا لشعبه الفلسطيني ويعلن .. أنها مكيدة وليس غيرها .. خطوة منتظرة من غسان وغيرها يكون شريكا في ' الجريمة' اللا أخلاقية .. ويكون فاعلا يستحق الملاحقة إعلاميا حتى يعتذر .. غسان افعلها ولا ترتبك فأموالهم لن تزيل عار التصق بك لتشويه تاريخ أقوى من التشويه .. هو باق وهم زائلون .. يا غسان...

ملاحظة: هل تحرير مسجد ' الصديق ' في غزة من سيطرة الجهاد الإسلامي شكل لمقاومة حماس الجديدة ضد ' المنطقة الأمنية العازلة ' في القطاع.. ولم توسل مشعل د. شلح لمنع توزيع شريط السي دي حوله في سوريا.. ملاحظة لها متابعة خاصة.

التاريخ : 20/10/2009