عقبال العرب كما الأتراك
تاريخ النشر : 2014-12-13 20:11

 كتب حسن عصفور/ عشية عيد الفطر المبارك أعلنت سوريا خبرا هو بمثابة بشرى خير فعلا وسابقة تستحق أن تكون هدية سياسية تفوق ' هدايا' العيد التقليدية ، ألغت شرط حصول الأتراك تأشيرة دخول إلى أراضيها وهو ما يمثل خطوة تاريخية بين البلدين ، وقد يمثل نقلة نوعية في تطور العلاقة على كل المستويات بينهما.

قرار سوريا تعبير عن اليقظة التي شهدتها العلاقات بين البلدين منذ أن أعلن الرئيس السوري بشار الأسد دعمه المطلق لتدخل القوات التركية في الأراضي العسكرية وحقها في ملاحقة قوات حزب العمال الكردي ، ثم ارتقت بسرعة غير مسبوقة إلى أن وصلت استضافة أنقرة للمفاوضات بين إسرائيل وسوريا ( غير مباشرة) ، هذه المفاوضات التي لو وجدت دعما أمريكيا حقيقيا لكان هناك سلاما كاملا بين سوريا وإسرائيل ، لكن حماقة وغطرسة وعدوانية إدارة بوش أحالت دون ذلك .

وتطورت العلاقة الثنائية بشكل غير مسبوق وغير متوقع حتى باتت تركيا تشكل بوابة سياسية لدمشق في ظل حصار حاولت إدارة بوش فرضه عليها ، وربما العلاقة السورية التركية نمت بالتوازي مع علاقة إيران لكنها نشطت كثيرا عنها في ظل هدوء وتراجع علاقة دمشق بطهران خاصة منذ انتخاب أوباما رئيسا في البيت الأبيض.

تطور العلاقة مع تركيا جاء أيضا في ظل أزمة ثقة بين سوريا وغالبية الدول العربية ، ما ساعدها على كسر محاولات تطويقها أيضا، لذلك جاء القرار السوري ليعطي بعدا جديدا للعلاقة بينهما ، وهي خطوة متقدمة سياسيا وحضاريا يجب أن تشكل مقدمة لدراستها على الصعيد العربي العربي ، فلا يجوز أن تكون بوابة دمشق مفتوحة للأتراك وغيرها على كثير من العرب ، خطوة تاريخية مفصلية لكنها تحتاج أن تكون أشمل وربما تفتح دمشق بذلك بوابة ' حلم إزالة الحدود ' التي يتغنى بها كل من ينطق بلغة الضاد.

وكل عام والجميع بخير.

التاريخ : 20/9/2009