تليفزيون فلسطين ..تطور يستحق التقدير
تاريخ النشر : 2014-12-13 15:08

 كتب حسن عصفور / لا يوجد أدنى خلاف أن وسائل إعلام السلطة الوطنية الفلسطينية تعيش حالة حرجة جدا ، خاصة منذ الانقلاب الأسود على الشرعية الوطنية الفلسطينية ، وبروز تحالف إعلامي شكل أمبراطورية خاصة ، تقف وراءه أموال نفط وغاز و'إخوان مسلمين ' مئات ملايين الدولارات تم تخصيصها لقيادة حرب إعلامية من ' تحالف أصفر فتنوي ' وغير مسبوق عربيا ، خاصة مع تنفيذ دولة عربية ' غازية ' سياسة الاستعمار البريطاني التاريخية ولكن برجل واحدة ، فرق .. ولكن لن تسد ..

وجد إعلام السلطة الوطنية وضعا لا يتناسب مع مهامه الوطنية العامة ، بشقها السياسي – الاجتماعي ، مع ارتباك المواقف السياسية وغياب وحدة موقف وتناسقه ، وملاحقة أدواته ومصادرتها في قطاع غزة ، ونقص في مبان وممتلكات وأموال قادرة على السير بخطوات بطيئة ، لا أكثر ، ولعل مقر الهيئة العامة لتليفزيون وإذاعة فلسطين في منطقة ' أم الشرايط ' في مدينة رام الله تعطي الانطباع لكل زائر عن حجم ' المأساة ' التي تمر بها ..

ومع ذلك حاول من تمسك من العاملين في الهيئة العامة البقاء وعدم الرحيل إلى محطات ومجالات إعلامية أكثر ' ثراء' أن يعملوا بجد واجتهاد إلى حين ' ساعة فرج '  ، ويبدو أن تغيير الإشراف على الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني جاء في لحظة مناسبة ، باستلام ياسر عبدربه الإشراف ، وهو يتمتع بخبرة إعلامية طويلة وله علاقات وصداقات مع عديد الأوساط العربية فاستغلها خير استغلال للبدء في رسم ملمح وصورة ومضمون أكثر حضورا وجاذبية ..

ولعل المشاهد الفلسطيني داخل الوطن وخارجه لمس ذلك '' التحسن ' ، رغم ملاحظات لن تتوقف ، من هنا وهناك ، بعضها صحي جدا وضرورة الاستماع لها ، خاصة تلك القادمة من قطاع غزة لتبني قضاياهم وهمومهم بشكل أوسع ، وبعضها ملاحظات ترتبط بمحاربة أي نجاح أو تطور يأتي من الآخرين ، بل هم على استعداد لمحاربته وإسقاطه فقط لإثبات أن النجاح لا مكان له  ، خاصة من كان له نصيب بشكل أو بآخر بالتعامل مع الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني وتولى بعض مسؤوليات ما ..

ولعل المشاهد الفلسطيني لمس تغييرا جوهريا في ثلاثة برامج تستحق التوقف مع التقدير الكامل لغيرها ، فقط للدلالة الجديدة  ، برنامجين لهما صلة تواصل مع الفلسطيني داخل إسرائيل ، تواصل إعلامي له بعد سياسي ، وهي المرة الأولى التي يتنبه لها المشرف على الإعلام الرسمي الفلسطيني ، انتباه جاء متأخر جدا ، تجاوز الـ 15 عاما ، ولكنه يحضر راهنا كرسالة جديدة ليس فقط على قيمة التواصل بين أبناء الشعب الواحد ، بل هو رد على أطروحات ' التهويد' ويهودية تبحث عنها إسرائيل على حساب الفلسطيني الذي انغرس بقاء فوق أرضه وترابها كشوكة في حلق 'المشروع التهويدي العام '.

وعاد التليفزيون ليسجل أنه تليفزيون يتسع لكل أطياف الشعب الفلسطيني ، فاستحدث برنامج حواري يجلب الانقلابيين وأنصارهم ومعارضة وطنية إلى نقاش سياسي عله يكون موضوعيا ، فقادة حماس حاضرون رغم كل خطابهم المعادي للشرعية الفلسطينية ، عل ' الحوار ' التليفزيوني يخفف بعضا من ' عداء' و يزيل بعض ' كراهية ' ويفتح طريقا أوسع لعودة ' الوعي التائه ' بين هنا وهناك..

تطور لا يلغي حضور الكثير من برامج كانت تعمل في ظل ظروف قاسية وحققت حضورها رغم كل ما أحاط بها من ظروف ما كان لها الاستمرار ..

ويبقى الكثير الكثير لكي يصبح إعلام فلسطين الوطني ساحة تعكس ما للشعب الفلسطيني من روح وطاقة وحضور .. ولعل الانفتاح السياسي هو الأهم ليشعر الفلسطيني المنتمي واللامنتمي أن له وسيلة إعلام .. فللعاملين بهذا الإعلام تقدير خاص وخاص جدا ، ولمشرفهم كل التقدير دون نسيان الانتباه والاستماع لمن يرصد ملاحظة للتقدم ومن يترصد خطأ للانتقام ..

ملاحظة : أصبح الحديث عن ' حماس الداخل ' و' حماس الخارج ' مسألة حاضرة في وسائل الإعلام .. هل تعكس خلافا أم سوء تقدير ..

تنويه خاص : العربية السعودية تتهم ' المحطة الصفراء الكريهة' بأنها تخدم أجندة خارجية .. رغم 'التوبة الأميرية' السابقة يبدو أن الزمار بيموت وباقي المثل معروف لأبناء فلسطين.

 

التاريخ : 25/11/2009