زياد أبو عين نعم الوزير أنت
تاريخ النشر : 2014-12-11 13:31

الشهيد الوزير (زياد أبو عين) لم يأخذ من مهنة الوزير الا التكليف، نسي التشريف الوظيفي، وكانت عينه مسلطة على التشريف الوطني والإنساني، بحث في وظيفته كوزير عن وطنه فلسطين، كانت فلسطين همه الوحيد. لم يبحث عن مكتب يليق بمهنة الوزير ولا عن ربطات عنق تتناسب مع الهندام، ولا عن سكرتيرة تنظم له المواعيد، كانت أجندته الوطنية الوظيفية محفورة بذاكرته العامرة بالفعاليات الوطنية، كان مكتبه متنقلاً في ميادين الوطن، متقدماً صفوف المقاومين والرافضين للإحتلال والإستيطان.

الشهيد الوزير يعد عملة نادرة في هذا الزمان الذي كثر فيه الباحثون عن التشريف والجاه الوظيفي، والباحثون عن هيلمان السلطة وهيبتها ، وعن استديوهات القنوات الفضائية لإطلاق العبارات الرنانة المفرغة من محتواها، وإطلاق الشتائم والتهم في جلد الذات الفلسطينية، متناسين الهم الوطني الكبير الذي يلف كل فلسطيني.

كل من شاهد الوزير الشهيد في لقطات حياته الأخيرة، كان يشعر بمدى حب الشهيد وتعلقه بعمله، وكان يلمس فيه الشجاعة والقوة المستمدة من الإيمان بالحق، والإخلاص في العمل، ونقاء الضمير، ناسياً ومتناسياً كل المخاطر التي أحاطت به في مسيرة حياته النضالية، وما زالت تحيط به من عدو همجي فاشي لا يعرف الا لغة الدم والقتل والتدمير. كان يدرك تماماً هذه المخاطر العالية لكنه أعلن التحدي والتصدي بصدره العامر، وثباته على الحق، وصوته الهادر لأنه كان يعلم أن الثمن لهذا التحدي الخطر هو الشهادة التي كان يتمناها.

زياد أبو عين:

لقد أشعرت كل مسئول فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي صاحب حق في فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية بالخجل من نفسه، وأشعرت كل من شاهدك في المشهد الأخير من حياتك على هذه الدنيا الفانية بالخجل من نفسه، لقد كنت مقاوماً عملاقاً يصعب الإرتقاء إلى هامته، وكنت قائداً فذاً ومناضلاً شجاعاً مرفوع الهامة ومشرق الوجه. واخترت طريق الشرفاء العظماء ممن سبقوك من الرجال الأشداء، ولحقت بقافلة القادة الشهداء مهرولاً يعتريك الشوق والحنان لعناق قدوتك الزعيم الشهيد ياسر عرفات والقادة الأفذاذ خليل الوزير وصلاح خلف وكمال عدوان وأبو على مصطفى وأحمد ياسين وغيرهم من الرجال الأعزاء.

فليتعظ منك كل مسئول باحث ولاهث الى السلطة والمناصب، وليضع نصب عينه الوطن والمواطن والحق الفلسطيني والعربي المغتصب. فلو كان يحذو حذوك كل مسئول فلسطيني وعربي لما كان حال الأمة على هذا الحال المؤلم.

كل الكلمات تعجز عن إيفائك حقك، وخير ما نقوله فيك قول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم.

ولا عزاء في الشهداء.

رحم الله الشهيد وألهم ذويه وشعبه الفلسطيني والعربي الصبر والسلوان، فقد أدميت قلب كل فلسطيني وعربي شريف وغيور على الحق.