"القدس المفتوحة" ومركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب ينظمان ورشة عن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
تاريخ النشر : 2014-12-10 18:43

 أمد/ رام الله :نظم مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع القدس المفتوحة، يوم الأربعاء الموافق 12-10-2014، ورشة عمل بعنوان: "ممارسات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه.. الآثار والأبعاد المترتبة عليها"، وذلك تزامنًا واليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من كانون الأول من كل عام، و كان من المفترض أن يحاضر في الورشة الوزير زياد أبو عين رئيس هيئة مكافحة الجدار والاستيطان وأرسل ممثلا عنه، وذهب إلى فعالية ترمسعيا ليلقى ربه. هناكوافتتحت الجلسة بقراءة الفاتحة عن أرواح شهدائنا والترحم على أرواحهم، خاصين بالذكر رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان زياد أبو عين الذي استشهد خلال المواجهات التي اندلعت بعد ظهر اليوم في قرية ترمسعيا.

وفي كلمته، أدان رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو قتل الوزير أبو عين، مبينًا أن هذا يعد مثال على تعدّيات الاحتلال وجرائمه؛ وتابع: إن هذا الاحتلال الذي نواجهه استيطاني وليس عسكريًا، يعتمدون في ذلك على شر الخلق، وكل من يستوطن في بلادنا يحمل ثقافة وعقيدة مريضة وملتوية ومتعالية، لا تقوم إلا على الشر حيث يمارس المستوطنون كل الممارسات الشريرة باسم الدين، رغم أن الدين اليهودي بريء مما يفعلون".

وقال: "سيطروا على بلادنا باستخدام وسائل كثيرة، مستغلين العلم والمكانة والمال وغيرها من الوسائل التي تعد بغالبيتها غير أخلاقية، واحتلوا قسطًا كبيرًا من بلادنا عام 1948، ومارسوا كل وسائل التهجير ضد الفلسطينييّن، وللأسف وقع العرب في ضالات وتضاليل كثيرة فهاجروا، ثم عام 1967 حصلت الحرب التي هي أقرب إلى المهزلة، فلم يكن يدرك أي زعيم عربي خطورة ما يفعل هؤلاء، بعد ذلك حصلت أمور كثيرة من أهمها مبادرة الشعب الفلسطيني بإمساك قضيته بنفسه، وأصبحنا شعبًا يحمل البندقية ويقاوم ويثور، سابقًا بقيادة الزعيم والرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمّار"، والآن بزعامة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن"، الذي ينتهج المقاومة الشعبية السلمية نهجًا للقاومة ".

ودعا عمرو إلى مقاومة الاستيطان، موضحًا إلى أن هذه المقاومة تبدأ بثقافة التمسّك بالأرض، وعدم التفريط بها وهجرها، وبخاصة أن الصراع بين الفلسطينيين والمحتليّن أصبح على موطئ القدم".

وقال عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس المفتوحة د. محمد شاهين أن الورشة تأتي ضمن دور القدس المفتوحة الوطني وأدائها لمسؤولياتها الاجتماعية وتجسيدا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجامعة ومركز علاج ضحايا التعذيب الذي بادر الى عقد الورشة.

وقال نسعى من خلال الورشة الى الوقوف على واقع انتهاكات الاحتلال وقطعان مستوطنيه للحقوق الفلسطينية وتعديهم على القوانين والشرائع كافة، كما نسلط الضوء على الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لهذه التعديات على الفرد والأسرة والمجتمع وعلى الاستحقاقات المرحلية والمستقبلية نحو بناء الإنسان والمؤسسات والدولة.

من جانبه، قال رئيس مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب د. محمود سحويل أن اليوم يصادف الذكرى السادسة والستين لليوم العالمي بحقوق الإنسان، وتابع نفخر بهذا التعاون مع الجامعة الذي بدأ منذ سنوات، ودأب المركز على إحياء هذه المناسبة منذ نشأته، فهو يمثل يومًا مهمًا ذا معنى كبيرًا كون الشعب الفلسطيني تعرض لانتهاكات جسيمة منذ بدء الاحتلال، وحرم من ابسط حقوقه، فتعتبر إسرائيل نفسها فوق القانون، لذا فلا تحترم القرارات والمواثيق والإرادة الدولية او قرارات الأمم المتحدة، لذا فالعدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ماض رغم النداءات العالمية لوقف الاستيطان وانهاء الاحتلال.

وأضاف: ان الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون اكثر تطرفًا وستنادي باسم الدولة اليهودية القومية، ما سيكثف الاستيطان واعتداءات الاحتلال ضد أبناء شعبنا، داعيًا القيادة للتوجه الى المحاكم الدولية والانضمام للمواثيق والمؤسسات الدولية على اعتبار ان إسرائيل هي دولة عنصرية".

وترحم محمد نزال من الهيئة الفلسطينية لمقاومة الاستيطان على مسؤول الهيئة زياد أبو عين، ثم تحدث عن واقع الأراضي في الضفة الغربية من حيث تصنيفات الاحتلال لها، وقال أن الممتلكات والأراضي الفلسطينية الخاصة معرضة للمصادرة للضرورة العسكرية، لذا ما زلنا نشهد توالي مصادرات هذا النوع من الأراضي والممتلكات، هذا إلى جانب مواصلة إجراءاتها التهويدية الممنهجة في القدس وبناء الوحدات الاستيطانية في مختلف الأماكن".

وتحدث المدير التنفيذي لمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب أ. خضر رصرص عن الاثار النفسية والاجتماعية المترتبة على اعتداءات المستوطنين، مؤكدًا أن ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين فاقمت العنف الاجتماعي وحالات القتل وغيرها، وحرمت المواطن الفلسطيني من الإحساس بالأمن والأمان داخل منزله سعيًا إلى خلق عند الفلسطيني حالة من الاستسلام للواقع، والإحباط لدى المواطن الفلسطيني بسبب سياسات التضييق".

من جانبه، تناول مدير فرع الجامعة في رام الله والبيرة عن الأبعاد الاقتصادية لممارسات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية والحروب والاستيلاء على الموارد الطبيعية ألحق أضرارًا جسيمة على الاقتصاد الفلسطيني، والحق به خسائر كبيرة تبلغ المليارات من الدولارات، فهو يؤثر على قطاعات الزراعة والصناعة وغيرها".

وتناول مدير مركز شمس عمر رحال الأبعاد القانونية المترتبة على استمرار الاستيطان وممارسات المستوطنين، مبينًا أن إسرائيل لم تتقيد بأي من الاتفاقات الدولية التي وقعت مع الجانب الفلسطيني، بل وانتهكت كل هذه القوانين، وقال: "إن الاستيطان هو خرق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان، وذلك حسب الأعراف الدولية، فالاستيطان ليس عقبة أمام عملية السلام فحسب وانما هو جريمة حرب مستمرة".