أسرة الضبة من الفقر وضيق الحال وتضرر منزلها إلى مأساة مرض أطفالها وحاجتهم للعلاج
تاريخ النشر : 2014-12-09 00:49

أمد/ غزة- تقرير عبدالهادي مسلم : عائلة الضبة فقيرة ا تسكن بحي الشجاعية – المنطار ، والمكونة من الأب والأم وستة من الأطفال الذين يتمنون أن يعيشوا كغيرهم من الأطفال وأن يتلقوا الرعاية والخدمة وتوفير العلاج تعيش ظروفا اقتصادية في غاية الصعوبة

هذه الأسرة التي تعيش واقعا مريرا ومأساويا لا أحد يلتفت لمعاناتها فمن الفقر والجوع والحرمان والمنزل الذي لا يصلح لعيش الحيوانات إلى المرض الذي ينهشها من كل جانب مركز الديمقراطية وحقوق العاملين زار هذه الاسرة الفقيرة والتقى منسقها مع أم الاطفال لتحكي لنا عن مأساة هذه الأسرة فتقول : أن لديها ستة أطفال أربعة منهم مرضى( يوسف 16 عام ) وهو أصم ولديه خلل في وظائف الكلية وبحاجة لسماعات للأذن ولعلاج متواصل للكلية الهيدروكورتوزون ) باستمرار وهو قصير القامة جداً وأن من يراه لا يصدق سنه 16 عا.

وأما البنات( حنان 14 عام و ملك 13 عام ) فهن مريضات بالشلل الدماغي وضمور في العقل ولا يستطعن قضاء حاجتهن من الأكل والشرب وخلافه بحاجة إلى علاج ( الترجاتول والروفرتيل ) بانتظام حتى لا يحدث لهما حالات التشنج بالاضافة إلى حاجتهما (للبمبرز) وقد وضعتهما الأم في غرفة وأغلقت عليهما خوفاً من خروجهما للشارع أو الخروج للمطبخ وايذاء أنفسهما ، وقد صنعت باباً أخر من الخشب على مستوى طول الطفلات لتنظرن من فوقه وهن واقفات .

ولا يختلف الأمر على الطفل ( محمود 7 سنوات ) والمصاب أيضا بنفس المرض بالشلل الدماغي والضمور في العقل وبحاجة لنفس العلاج وللبمبرز ولعلاج طبيعي وهو يرقد على الأرض وبحاجة إلى ( كوتة ) ليوضع بها فهو لا يستطيع الحركة ولا الكلام ولا يميز بين الاشياء ، وتقول الأم بأنها عندما تذهب به للمستشفى لا تجد كروسة تضعه بها وتضطر أن تحمله وأن تسير به مسافة طويلة حتى تصل لأقرب موقف سيارات .

وعند سؤالها عن وزجها تقول بأن زوجها هو (سهيل جواد محمود الضبة ) وهو كان عامل حدادة ولحام وقد أصيب وأصبح لا يستطيع مواصلة العمل في الحدادة بسبب الإصابة ، وهو اليوم يعمل في فقاسة للبيض بأجر شهري (1000 شيكل ) وأن البيت الذي تقيم فيه هذه الأسرة بالإيجار وأن أجر زوجها الشهري غير منتظم بسبب ضعف العمل وأنه في بعض الأوقات لا يوجد عمل لفترات طويلة تتعدى الستة أشهر ولا تجد من يساعد هذه الأسرة .

وتضيف بأنها لا تستطيع مغادرة المنزل بسبب أطفالها المرضى الأربعة ولديها طفلان آخران ( محمد 5 سنوات ويحي سنتان ونصف ) وأن الإبن يحي مصاب بحساسية في الصدر وبحاجة لجهاز تبخيرة ولا يوجد من يساعدهم بهذا الجهاز ، وأنها تجلس كل وقتها أمام أطفالها ولا تستطيع مغادرة المنزل وزيارة أهلها أو أقاربها وعندما تذهب للسوق تأتي عمة زوجها وقد وجدناها معها في المنزل لتجلس بجانب الأطفال لحين عودة الأم من السوق أو من المستشفى فهي لا تستطيع ترك الأطفال المرضى وحدهم خوفاً من أن تأتيهم نوبة تشنج فجأة .

دخلنا وتوجلنا في المنزل المكون من غرفتين صغيرتين جداً ومطبخ لا يتعدي المتر الواحد وحمام صغير جداً وهو منزل من الزينكو وقد أتى عليه الدمار جراء الحرب الأخيرة على قطاع غزة (2014) فلم يترك زاوية إلا وبها فتحات بذلك الزينكو والجدران وقد وضعت الأم الأواني البلاستيكية لجمع المياه التي تسقط من المطر وتدخل من فتحات السقف .

هذا المنزل يكاد لا يوجد به أدنى احتياجات الإنسان ، فلا يوجد له شبابيك وقد وضع عليه النايلون ، ولا يوجد به لا طقم نوم ولا خزانة ولا سرير للأم أو الأطفال وقد وجدنا ملابس الاطفال مصفوفة على الأرض وحبل الغسيل موجود وسط الغرفة الموجود بها الأطفال المرضى ، حتى أننا وجدنا الأطفال يجلسون على الأرض ولا يوجد سجادة ولا فرشة يجلسون عليها ولا غطاء وملابسهم خفيفة جداً رغم برودة الجو والمطر الغزير عند إعداد هذا التقرير .

وتقول الأم بأنها وأسرتها كانت لا تملك تأمين صحي وأنه بعد الحرب وبسبب دمار جزء كبير من المنزل وتدمير كل ما به من عفش قامت بعمل تأمين مؤقت ( تأمين أضرار ) سينتهي بتاريخ 28/2/2015 وأنه بعد هذا التاريخ ستضطر لدفع مبلغ (380 شيكل ) للتأمين الصحي ، كما كانت تدفع من قبل حيث أنهم يقولون لها زوجك يعمل وبالتالي لا بد أن يدفع هذا المبلغ وتضطر لدفعه من مساعدة أهل الخير لحاجتها لعلاج أطفالها .

وتختم وتقول الأم أنها لا تريد مناشدة إلا أهل الخير فقد ناشدت كثيراً ولا مجيب ، وأن كل ما تحتاجه هو علاج لأطفالها المرضى وبمبرز لهم ورعاية صحية ، وسماعات لإبنها يوسف و(كوتة ) وكروسة متحركة تضع بها الطفل محمود بدلاً من أن يبقى ملقى على ظهره على الأرض ، وجهاز تبخيرة للطفل يحي المريض بحساسية في الصدر بدلاً من أن تضطر أن تخرج به وسط الليل عندما يختنق صدره ، وتضيف بأنها على يقين بأن أهل الخير سيستجيبوا لمناشدتها .