غزة ... جوانتانامو الموت
تاريخ النشر : 2014-12-08 15:29

المرتبات ، الكهرباء ، المعبر ، هذه السيمفونية الثلاثية .. اصبحت المقياس الحقيقي لمزاج المواطن الفلسطيني الغزي في ألآونة الأخيرة .
لم يعد شئ اخر في دائرة الاهتمام اكثر من ذلك ، بل وأصبحت طموحات الناس تدور كلها في هذه الدائرة الضيقة ، والتي القت بظلالها على الكثير من سلوكيات المواطن وتقاليده ، ونسينا كل المعضلات والتحديات التي أنهكت الجسد الفلسطيني وجعلتنا مثل عقارب الساعة ندور في حيز مظلم وغير مسموح لنا بتجاوزه ، حقاً انه جوانتانامو غزة . مليون وثمانمائة ألف مواطن عدد نزلائه . . لكن الأمر الغريب هو ان نزلائه مكلفون بدفع فاتورة الماء والكهرباء حتى في ظل انقطاعها المستمر او تدمير مرافقها.
ومن غير المسموح لك ان تزرع أرضك إذا كانت في المنطقة الصفراء وإلا فالموت في انتظارك ، وإذا فكرت في الصيد عبر البحر فانت في ذمة الله ... لأن قراصنة البحر سيرحبون بك بطريقتهم الخاصة ،أما ان ركبت البحر للرحيل عن الوطن أملا في حياة افضل فودع من حولك الوداع الأخير ..... فقد تكون الرحلة الأخيرة في عالم المجهول ؟. فالبحار أضحت مقبرة لكل من ضاق بهم الوطن من ظلم ذوى القربى !..
. وإذا فكرت في كتابة مقالا لا يرضي الآخر ، فعليك ان تحمل كفنك على كتفك فاسقا مرتدا كافرا ملحدا، بل واكثر من ذلك ستكون دمائك بالنسبة لهم ( غزوة ) في سبيل الله ، حتى يرضى عنك أولي الأمر، فهل هذا هو ديننا... ؟
وهل تنازل البعض منا للوطن وليس للآخر اصبح يعتبر جريمة ترقى الى مرتبة الكفر والإلحاد في قاموس أولي الأمر ، والسياسيين الجدد ( أولياء الله الصالحين ) .... وهل المناكفات السياسية داخل الوطن الواحد هي الأسلوب الأمثل في مواجهة الآخر وتجريحه بل وتكفيره تكريسا لثقافة جاهلية وعمياء ان من يختلف معي بالرأي فغضب جهنم ونارها ستكون مثواه الأخير ... بل وفتاواهم جاهزة سيفا مسلطا على رقاب الآخرين ؟.
فهل يصحوا أولي الأمر على هذا الوضع المأساوي وفي لحظة صادقة مع النفس والذات لتصحيح كثيرا من الأمور الذي استنفذت كل طاقاتنا ودمرت روح المحبة والألفة فيما بيننا.
هل نحن قادرون على نسيان الماضي الأليم رغم عمق الجراح ونرتقي لحجم مسئولياتنا الوطنية ،. ام سنظل نغرق في بحر من الحقد والكراهية العمياء الى ما لا نهاية ، لنكتشف في نهاية المطاف أننا نعيش غرباء حتى بين أهلنا فيما تبقى من هذا الوطن ؟.
انها مظاهر بائدة بل وظلامية في احتكار الدين ، واستخدامه في خدمة مصالحهم المشبوهة ؟. حقاً أنهم يستخدمون الدين ولا يخدمونه . وليس لي الا ان اقول ، أعانكم الله أيها المسلمون من هؤلاء الظالمون والظلاميون ؟.وليعلم كل من لا يريدون ان يعلموا، ان الوطن ليس أرضا نعيش عليها ولكن الوطن يسكن في قلوبنا حبا وانتماء ، وإيثارا وتضحية وعطاء أينما كنا، في الوطن اوالمنفى والمهجر والشتات ... ودعواتي دائما، حماك الله يا وطني .