ضرورة دورات الكوادر في التنظيم السياسي
تاريخ النشر : 2014-12-06 10:26

تتميز دورات الكوادر عادة بالأهمية الكبيرة لدي أي تنظيم سياسي ، وهي تتمتع بالأهمية الخاصة في حركتنا حركة فتح، لأنها من أهم وسائل إعداد وبناء وتربية وتثقيف الكادر في بناء شمولي، وذلك من منطلق إن بناء الكادر في حركتنا لا يقتصر على البناء النظري أو التثقيفي أو الفكري الهام والضروري قطعا ، وإنما يجب أن يشتمل أيضا على رفع مستوى السلوك والعمل والعطاء العام لديه، بما يعزز أركان البناء في شخصيته والتي منها:
1-الإدراك للفكرة والوعي والمعرفة
2- الشجاعة وقوة الإرادة
3-الحرية والتفكير المبدع
4-تقبل النقد واحتضان الآخر
5-الانتماء والالتزام والشعور بالاعتزاز
6-الخلق القويم والضمير الحي
7-قيم الجماعة والعمل المشترك .
ومن البديهي أن البناء والإعداد الشمولي يتضمن محاور العمل لهذه الأبعاد ال7 لايمكن أن يأتي أو يتحقق من خلال الاقتصار على الإعداد النظري أو التثقيفي المحض ..
وإنما يستهدف تنوع الأبعاد والعوامل للذات الإنسانية والشخصية النضالية الحركية، وتكاملها في آن واحد .
إن النظري والانجاز العملي هما طريق التربية والتثقيف والإعداد الصحيح للكادر ، أي من خلال المزج والجمع والتكامل بين التثقيف النظري الذاتي والجماعي، والخبرة العملية الذاتية والجماعية، وعبر الممارسة وتحقيق الانجازات بالعمل المخطط والمهدف..
التربية والتثقيف والتكوين المعتمد لدى التنظيم السياسي يجب أن يعتمد أسلوبا يمكّن لدورات (ندوات،حلقات نقاش..) الكوادر الناجحة والمبرمجة والمعدة سلفا إعدادا صحيحاً أن تسهم فيه وان تكون أحد روافده الأساسية.
من هنا تتمتع دورات الكوادر والأعضاء والقيادات بأهمية استثنائية سواء في منهج وأسلوب وعقلية عملنا التنظيمي أو عبر تاريخ الممارسة في الحركة ..
ودورات الكوادر أنواع منها ما يغلب عليه 1-الطابع العسكري أو الميداني أو الخاص ببناء الجسد، أو2- الطابع التنظيمي السياسي، الفكري، والتاريخي، أو
3-الطابع التخصصي مثل: تطوير الشخصية وتحصين الذات وتعلم التفكير الايجابي والإدارة والتخطيط والقيادة والإبداع والتنسيق والمتابعة، وبناء الفريق والعمل الجماعي أو قيادة النشاطات والاتصالات وتسويق الأفكار والعلاقات.....الخ، ومنها مايتم في 4-إطار الحركة أوخارج إطارها .. ومنها ماهو 5-مركزي أو محلي في الإقليم .
بالتأكيد فان جميع هذه الأنواع من الدورات يجب أن يتم انجازها ضمن تكامل وترابط وارتقاء في مراحل الإعداد بشكل مبرمج ومدروس مركزيا من خلال السعي الحثيث لإنشاء مركز أو مؤسسة حركية خاصة بالدراسات والتدريب، ما يجب أن يتكامل مع دور الأقاليم وتفرعاتها التنظيمية في عقد دوراتها، ومع واجب العضو والكادر نحو ذاته، فليس له أن يقصّر بحق ذاته إن قصّر الإطار أو الآخرون بحقه
(يراجع دورات ومناهج ومحاضرات لجنة التدريب من أدبيات حركة فتح تحت عناوين: الثقافة الوطنية وغيرها في 6 كتب وعشرات المحاضرات ، على موقع المحرر المتخصص بالأبحاث والمحاضرات والدراسات www.scribd.com والتنسيق مع متخصصي التدريب في الحركة)
إن الانتماء لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، يجب ألا يكون حدثا عاديا كالانتماء لنادي ثقافي أو رياضي أو مجموعة على الفيسبوك أو غيرها، أنفك منها وأتركها متى ما أريد، وكأنها ثوب بالٍ تقادم عهده، أو لعبة ما عادت تمتعني فأتخلى عنها في عقلية المكاسب والانتهازية
إن الانتماء للتنظيم السياسي ولحركة فتح قرار مصيري يؤسس لمنهج حياة يودي (أن نعيش الفكرة) بما يعني الارتباط الفكري والنفسي والشخصي بحماية ودعم فكر فتح الوطني الاستقلالي الوحدوي المعتدل وما تمثله الحركة من فرسان العقل في الحضارة العربية الإسلامية، وبالإسهامات المسيحية الشرقية، ورحابة وانفتاح وتشاركية ومدنية.
ولغرض مركزية الفكرة والتثقيف عبر بوابة حركية موحدة فإن البناء يجب أن يرتبط بمركز أو مؤسسة، ويجب أن يتكامل مع جهد العضو وجهد الإطار(عبر الهيكل التنظيمي رأسيا)، وأن يمازج ما بين الجهد العقلي والجهد العضلي، الجهد النفسي والجهد الروحي بالإيمان والمحبة والحرية والتسامح ، وأن يكرّس الجهد المجدول للبناء الفكري الثقافي طويل الأمد و مفاهيم التعبئة الثابتة، وتلك المفاهيم المتحركة من الأفكار السياسية، ووسائل تطبيقها.