في اختتام أعمال المنتدى العربي ـ الروسي..لافروف: هناك نقاش جاد في مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية..
تاريخ النشر : 2014-12-04 07:05

امد/ الخرطوم: أكدت الحكومة الروسية والدول العربية الذين اجتمعوا في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، على امتلاكهم لموقف ورؤية موحدة من القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وانعقد في الخرطوم أمس المنتدى الروسي - العربي الثاني، بمشاركة واسعة من الدول العربية، ووفد روسي رفيع بقيادة وزير الخارجية سيرغي لافروف، بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد، ووزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي، وعدد من كبار المسؤولين العرب.

 ومثل السعودية الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف. وشدد المسؤول السعودي على أهمية مشاركة بلاده في أعمال المنتدى العربي - الروسي .

وقال إن مشاركة المملكة تأتي لتعزيز العلاقات العربية – الروسية، وللدفع بالعلاقات السعودية - السودانية إلى آفاق أرحب، مضيفا أن استضافة السودان للمنتدى تؤكد أهمية السودان وفاعليته.

من جهته قال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني علي كرتي في ختام أعمال المنتدى، إن «المجتمعين أداروا نقاشات حول القضايا التي تهم المنطقة العربية وروسيا كافة، وتوصلوا لاتفاقات بإيجاد حل للمشكلات كافة عبر الوسائل السلمية، ووفقا لميثاق الأمم المتحدة».

وتوصل المنتدى، حسب لافروف، لرؤى موحدة بشأن الظروف الملائمة لتطور دول المنطقة، استنادا على إرثها وتقاليدها وتاريخها الاجتماعي والاقتصادي. وتطرق للنزاعات في كل من سوريا والعراق وليبيا، وبحث النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، واستنتجوا أن «عدم تسوية هذا الملف» أهم عوامل الاضطراب في المنطقة.

وجدد لافروف موقف بلاده الداعي لتكثيف جهود المجتمع الدولي لينال شعب فلسطين حقوقه المشروعة وتأسيس دولته المستقلة التي تعيش في سلام مع دول الجوار.

وأضاف «لدينا رؤية مشتركة حول ضرورة التوصل لحل نهائي للقضية الفلسطينية، على أساس الشرعية الدولية، وأسس مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام». وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحافيين إن «دول المجموعة العربية وروسيا اتفقت على مواجهة قضايا المنطقة عبر التعاون الدولي، مستندة إلى موقف روسيا التاريخي المساند للقضايا العربية».

ودعا الدول العربية لتعزيز شراكتها التجارية مع روسيا، وقال «بعض الدول العربية شراكتها التجارية مع روسيا دون الطموح، نحن نسعى لرفع العلاقات التجارية البينية ومستوى المساندة السياسية، لأن روسيا ظلت على الدوام تساند العرب، سيما في قضيتهم المركزية في فلسطين».

وقال كرتي إن «أعضاء المنتدى رحبوا بمبادرة الرئيس عمر البشير للحوار الوطني، وأيدوا خطوات السلام في دارفور، وأبدوا قلقهم من استمرار العقوبات الأحادية على السودان، وأكدوا مساندة مطالبه للمجتمع الدولي برفعها، وجهوده لإلغاء الديون».

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن «روسيا ظلت تقف إلى جانب الحق العربي، خصوصا في قضية فلسطين، وإنها تؤيد عن اقتناع حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس». وأضاف «لذا من الطبيعي أن يتجه العرب إلى روسيا، وإنشاء المنتدى العربي الروسي، لبحث المسائل السياسية والاقتصادية والتجارية المشتركة».

وكان العربي قد طلب في كلمته للجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي الروسي أمس من روسيا، التحرك في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في سوريا، وقال: «المجتمع الدولي عجز عن إيجاد حل للأزمة السورية، ونريد من روسيا بما لها من وضع خاص في الشرق الأوسط، تحريك مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بوقف إطلاق النار في سوريا».

وأوضح لافروف أن روسيا تتفهم القلق العربي مما يجري في المنطقة، وأن بلاده منذ بداية الربيع العربي دعمت تطلعات الشعوب إلى حياة أفضل، وقال «نؤيد حل المشكلات عبر حوار وطني داخلي دون تدخلات خارجية، لكن هناك من يعملون على زيادة الفوضى، وظهر المتشددون، نحن نريد العمل مع أصدقائنا لمحاربتهم بناء على القانون الدولي». وأوضح لافروف أن موقف بلاده من الصراع في سوريا يتمثل في دعوة الطرفين لوقف الحرب والشروع في عملية سياسية شاملة.

ودعا لافروف الدول العربية لزيادة قدراتها الدفاعية لمواجهة التطرف والتشدد الذي تشهده المنطقة، وفي ذات الوقت قال إن «بلاده تتضامن مع العراق الذي يواجه التطرف والإرهاب».

فلسطينيا، قال وزير الخارجية الروسي إن «مجلس الأمن يقود حوارا جيدا»، ودعا للاستفادة منه لاستئناف مباحثات السلام، ممتدحا الجهود المصرية الرامية لنزع فتيل التوتر في قطاع غزة. ورأى لافروف أن الدول العربية أقدر على حل مشكلاتها، ووعد بدعم روسيا باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن للجهود العربية.