المبعد إلى غزة جرادات يستصرخ الضمائر الحية لإنهاء معاناته!!!
تاريخ النشر : 2014-12-02 10:55

أمد / غزة: هبه خضر :تعد قضية المبعدين قسرا عن عائلاتهم وأرضهم، من أهم القضايا الوطنية التي تحتاج لحلول عاجلة وعادلة من حكومة الوفاق الوطني، كونها مرتبطة بمعاناة المئات من المبعدين في قطاع غزة وعائلاتهم المتفاقمة، حيث ترتب على إثر تلك المعاناة أضرار مادية ونفسية ومعنوية كبيرة لحقت بهؤلاء المبعدين وأسرهم ودفعوا خلال أعوام، ثمناً باهظا نتيجة حرمانهم من أبسط الحقوق لهم.

4 سنوات مرت على الأسير المحرر هلال جرادات في منفاه الإجباري في غزة والتي أبعد إليها، رغما عنه بعد تحريره من الأسر في صفقة وفاء الأحرار.

الأسير جرادات ومعه عشرات الأسرى من سكان الضفة الغربية، حيث تم إبعادهم قسرا إلى غزة وبعض الدول الأوروبية، ويجد جرادات من سكان محافظو جنين، وزملاؤه المبعدون صعوبة في التأقلم مع الأوضاع القاسية في القطاع، في ظل عدم الاهتمام الرسمي بقضيتهم، وعدم معرفتهم وهم يدخلون عامهم الرابع موعد عودتهم لديارهم وذويهم.

وقال جرادات 49 عاما  إن المبعدين باتوا يعيشون في مرحلة من عدم الاستقرار النفسي والوضع الصعب نتيجة عدم معرفتهم بأي من تفاصيل إبعادهم، ومتى يعودون، وكيف وعبر من؟ رغم دخولهم العام الرابع في الإبعاد.

وأوضح جرادات أن عدم مقدرتهم على الحصول على إجابات للأسئلة السابقة تزيد من حيرتهم وصعوبة حياتهم، متهما المفاوض الفلسطيني والحكومة الفلسطينية بتجاهل معاناتهم وعدم التواصل بشكل كاف معهم.

وأضاف جرادات أصبحت اليوم أعرف كل شيء في غزة، معظم الناس تعرفت عليهم، هم طيبون جداً، لكنني أرغب في أن أرى عائلتي ووالدي وأخواتي مجتمعين ومع الأصدقاء والأقارب في جنين مسقط رأسي.

وتابع جرادات :نحن لا نطالب بإعلان حرب لإعادتنا، كل ما نطلبه عودتنا إلى ديارنا ولأهلنا، حتى لا نبقى نصارع من أجل البقاء.

ونبه الأسير المحرر جرادات إلى رفض السلطات الإسرائيلية عدة مرات إعطاء إخوته ووالده تصاريح لزيارة غزة ورؤيتهم والجلوس معه، وكذلك لا تقوم الحكومة ممثلة بوزارة الشؤون المدنية بواجبها هنا، مشيراً إلى أنه التقى شقيقته ووالده قبل سنوات ولمده 4 ساعات فقط وذلك بعد 28 عاما في المعتقلات الإسرائيلية.

ويضيف جرادات والذي يعيش مع طفلته وزوجته التي تزوجها بعد إبعاده إلى غزة لقد حضرت من المعتقل بعد 28 عاما قضيتها خلف القضبان والعذاب والألم، وأفرج عني وأبعدوني إلى معتقل أكبر وقضبان من الاتجاهات الأربع في قطاع غزة، فالفرحة لم تكتمل لنا كأسرى، فهي منقوصة بشكل كبير لأننا أبعدنا عن أهلنا وعائلاتنا رغما عنا، والآن أفتقد أهلي وعائلتي وخاصة في المناسبات والأعياد.

ويشير جرادات وهو برتبه لواء والمنتمي إلى حركة فتح بحسرة وألم، قائلا صحيح أننا في غزة، ولكننا مفصولون هنا عن الضفة الغربية، فالإبعاد عقاب شديد لنا والإنسان يشعر بالحنين دائما إلى بلده وأهله وأصدقاءه.

ويقول جرادات الذي رزق بمولودة الأول حتى اللحظة لم يرى احد من عائلتي هذه الطفلة سوى على برنامج السكاي بي، فنحن محرومون من رؤية الأهل وهم محرومون منا، وكل ذلك لأن الاحتلال يرفض السماح لهم بالمجيء إلى غزة.

ورغم أن إسرائيل حكمت عليه بالإبعاد الدائم إلى القطاع إلا أن الرجل يبدو متفائلا ويقول حكموني مؤبدات وخرجت من السجن بعد قضاء 28 عاما فقط، وبإذن الله قرار الإبعاد هذا أيضا لن يدوم.

وأكد جرادات أن دائرة المفاوضات وعلى رأسهم الدكتور صائب عريقات مطالبين بالعمل على إنهاء معاناة كافة المبعدين كأولوية بتحقيق عودتهم إلى مسقط رأسهم، وحتى تتحقق هذه العودة يجب الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من اجل تحقيق زيارات لعائلات المبعدين، الذين يمرون بأوضاع معيشية صعبة في قطاع غزة، بسبب الحصار وإغلاق كافه المنافذ البرية والبحرية.

وأشار إلى أن العديد من المبعدين فقدوا آباءهم وأمهاتهم دون أن يتمكنوا على مدار السنوات الماضية من رؤيتهم.

وفي نهاية الحديث طالب جرادات كافة المؤسسات والجهات الرسمية والشعبية المحلية والدولية، وفصائل العمل الوطني لمساندة قضية المبعدين للوصول لإنهاء معاناتهم المتواصلة، مشددا على أهمية استنهاض القوى الوطنية والإسلامية لدعم قضية الـمبعدين الإنسانية، والعمل على حشد الطاقات والجهود من أجل إنهاء هذه القضية والضغط باتجاه وضع هذا الـملف ضمن الأولويات الوطنية، مثل قضية الأسرى والـمعتقلين، وخاصة فيما يُعرف بمفاوضات تبادل الأسرى مع الاحتلال.

ووجه جرادات رسالة للقيادة الفلسطينية قال فيها أوجه رسالة للقيادة أقول لهم فيها أن المبعدين هم أمانة في أعناقكم يجب أن تهتموا بهم، ولا يجوز أن يبقى المبعدون إلى ما لا نهاية في الإبعاد، وأن يكون مصيرهم مثل مصير إخواننا اللاجئين في الدول الخارجية.

ودعا جرادات وسائل الإعلام الـمحلية والعربية والأجنبية إلى تسليط الضوء على معاناة الـمبعدين، وحقهم في العودة إلى ذويهم ومدنهم التي أُبعدوا عنها قسراً بفعل اتفاق إبعاد جائر وظالـم بحقهم، مناشدا حكومة د. الحمدالله بالعمل على تفعيل قضيتهم العادلة ووضعها على سلـم الأولويات الوطنية والعمل مع جميع الأطراف للضغط على سلطات الاحتلال بما يؤمن عودتهم جميعاً سواء في غزة أو أوروبا