نيتانياهو على خطى داعش!
تاريخ النشر : 2014-11-30 10:15

على عكس ما ذهب إليه معظم المحللين والسياسيين العرب بالصراخ والانزعاج والقلق من مشروع القانون الذى أقرته الحكومة الإسرائيلية مؤخرا يجعل إسرائيل «دولة للشعب اليهودي» فإننى أعتقد أن نيتانياهو يستحق الشكر من جانبنا لأنه نزع القناع عن الوجه الحقيقى للدولة العبرية

 وكشف جوهر الروح العنصرية لها بعد 66 عاما من الادعاء والكذب والتضليل والزعم بأن إسرائيل دولة ديمقراطية يتساوى فيها العرب واليهود دون تمييز!.

لقد أسقط نيتانياهو بيديه ورقة التوت وأظهر للعالم بيديه - وليس بأيدينا - عورة النظام العنصرى الذى يحكم الدولة العبرية ولن تفلح محاولاته لتبرير هذا القرار العنصرى من خلال الزعم بأن إسرائيل ستحافظ على الحقوق الشخصية للمواطنين العرب لأن مشروع القانون يقصر التمتع بالحقوق القومية على أرض إسرائيل للشعب اليهودى فقط وهو ما يفتح الباب أمام تسريع مخطط الفصل العنصرى بدءا من استباحة الحق فى نزع ملكية الأراضى الزراعية والبيوت التى يملكها الفلسطينيون داخل الخط الأخضر ووصولا إلى الحق فى ترحيلهم وإسقاط الجنسية عنهم.

والحقيقة أن هذه الخطوة المستفزة من جانب نيتانياهو ليست وليدة اليوم فقد ظل حلم التهويد الكامل للأرض الفلسطينية يراود قوى التشدد والتطرف اليهودية منذ عشرات السنين، ولعلنا نتذكر أن الكنيست الإسرائيلى وافق عام 2003 على مشروع قرار تقدمت به حكومة شارون لتعميق فكرة يهودية الدولة ردا على تداعيات الانتفاضة الفلسطينية الثانية مثلما يتذرع نيتانياهو الآن بأن الواقع الأساسى وراء مشروع القانون الأخير يرجع إلى تصاعد ما أسماه بالعمليات الفلسطينية الإرهابية ضد اليهود والتى بلغت ذروتها فى الهجوم الأخير على كنيس يهودى بمنطقة القدس وقتل أربعة يهود.

إن إسرائيل تستغل بخبث ودهاء حالة الانكفاء العربى فى السنوات الأخيرة بفعل الممارسات الإرهابية تحت رايات الجماعات المتأسلمة مثل داعش والمحظورة والجبهة السلفية لكى تقفز إلى ما بعد كل الخطوط الحمر وتتجه للمجاهرة بعنصرية ويهودية الدولة متحدية بذلك كل القوانين والأعراف الدولية بدعوى الحق فى مجاراة سلوكيات الخوارج فى الأمة الإسلامية.. وليت الذين يرتدون ثياب المقاومة والصمود ويتوهمون أن الجهاد الشرعى مكانه فى الدول العربية وليس فى الدولة العبرية التى تحتل فلسطين أن يفيقوا من غيهم!.

خير الكلام :

<< ثعابين البشر أشد خطرا من ثعابين الجحور!.

عن الاهرام