الرابطة الدولية للإبداع تنظم ندوة لديوان الشاعر ناصر رباح
تاريخ النشر : 2014-11-21 09:56

 أمد/غزة _ زياد عوض :نظمت الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي – فلسطين ندوة أدبية بعنوان "قراءة في ديوان عابرون بثياب خفيفة" للشاعر ناصر رباح، في قاعة مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والشعراء والمثقفين والصحفيين والمخاتير والمهتمين بالشأن الثقافي، وتحدث في الندوة الكاتب توفيق أبو شومر، بحضور الشاعر ناصر رباح.

وافتتح الندوة الكاتب والباحث ناهض زقوت رئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي مرحبا بالحضور وبالضيوف، وقال نحتفل اليوم بإبداع جديد ومتميز يثري المشهد الثقافي والأدبي الفلسطيني بمزيد من النقاش والجدل والرؤى المتعددة، وهو ديوان "عابرون بثياب خفيفة" للشاعر ناصر رباح. وأضاف زقوت لقد أثارت قصيدة النثر جدلا واسعا في الأوساط الثقافية ولكنها استطاعت أن تفرض حضورها على المشهد الأدبي، ولكن هذا لا يعني الاستسهال في كتابتها، فليس كل ما يكتب هو قصيدة نثر، فهذه القصيدة لها قواعد وأصول فنية  ولغة غير عادية، لغة تحمل دلالات ومعاني وهنا تكمن جمالية قصيدة النثر.

وأشار الكاتب زقوت إلى انه إذا لم يكن الشاعر متجددا في لغته وأدواته الفنية، سينتهي عند أول قصيدة بعد ديوانه الأول، إلا أننا اليوم أمام شار متجدد في الروية والدلالة والأداة، منذ ديوانه الأول وحتى عابرون بثياب خفيفة، تشعر انك أمام عدة شعراء يحملون اسم ناصر رباح. وأكد الناقد ناهض زقوت أن القصيدة مهما كانت كلاسيكية أو تفعيلة أو قصيدة نثر، فهي ليست بعيدة عن الواقع، فالشاعر ابن هذا الواقع، وجذوره الثقافية يستمدها من هذا الواقع، وشخصيته الفكرية تتكون من خلال هذا الواقع، إذن القصيدة ابنة هذا الواقع.

وحول الشاعر وأعماله الشعرية، قال الكاتب ناهض زقوت، نشر الشاعر ناصر رباح أربع مجموعات شعرية في أوقات متقاربة، حيث صدر ديوانه الأول "الركض خلف غزال ميت" عام 2003، والثاني "سماء على ظهر حصان" عام 2009، والثالث "واحد من لا أحد" عام 2011، والرابع "عابرون بثياب خفيفة" عام 2014. ويأتي هذا الديوان الأخير على أربعين مقطعا، تتكامل في نسق نثري ـ سردي لتشكل رؤية الشاعر ناصر رباح، تلك الروية التي يتناولها الكاتب توفيق أبو شومر متحدثا عن الديوان.

وتحدث الكاتب توفيق أبو شومر قائلا، ليس من قبيل المجاملة حين أقول إن دافعي للكتابة عن الديوان تعود إلى رائحة الشعر النفاذة التي استولت علي عند قراءة الديوان للوهلة الأولى، هذه الرائحة ليست  كروائح الشعر المعتادة، بل إنها رائحةُ شعرية خاصة، مزجها الشاعر بقلم يكتب بلا حبر، ويُنير بلا أضواء، ويرقص بلا سيقان، ويبكي بلا دموع وأجفان، ديوان الشاعر نهرُ مملوء بطمي الخِصب اللغوي، ومسكون بأرواح شفيفة، تخرج بآلاتها الموسيقية تغني للجداول والضفاف والعصافير، نهر يجرى عكس مجاري الأنهار جميعها، ويصب في نهايته عسلا صافيا رقراقا.

ويؤكد الكاتب أبو شومر أن القصيدة عند الشاعر ناصر رباح ليست نغمات وصدرا وقافية، كما جرت العادة في كتابة الأشعار، بل إن الديوان صفحات نثرية، يتعمد الشاعر أن يضع عناوين القصائد على يسار الصفحات، متمردا على القوالب والأشكال، وليس فقط على المعاني والصور، وللوهلة تكتشف أن ناصر رباح يقود القراء إلى قراءة جديدة، تختلف عن المعتاد والمألوف، فقد زرع ناصر رباح ديوانه الشعري حقولا من الألغام والمتفجرات، قل من يدخل حقلا من حقوله وينجو، فقارئ الديوان لا بد أن يصاب بجروح مختلفة، جروح روحية، ونفسية، جروح عاطفية، ولكن لها لونا مختلفا عن الجروح الشائعة، جروح تختزن تربة الأنهار الخصيبة.

ويعدد الكاتب أبو شومر جماليات الديوان وهي ما أسماها حقول الألغام، حيث يرى أن حقل الألغام الأول، مكون من شوارع تاريخية، تسكن على ضفافها آيات دينية محفوظة، قرَر ناصر رباح أن يمنحها ألوانا أخرى، وأن يعيد صياغة هياكل الآيات من جديد، وأن يدخلها في ناي الشاعر لتخرج لحنا جديدا. أما حقل الألغام الثاني، هل كان الشاعر، بعد سفره الأول، وفاتحته الأولى يستعد لإعلان نبوءتِه؟ وما شكل هذه النبوءة؟ هل كان يتمنى أن يكون مسيحا منتظرا، أم حواريا من حواريي المسيح؟. أما آخر ألغام القصائد فكانت الأكثر إدهاشا وغرابة، وأكثر الألغام فتكا بالقارئ، بخاصة الذي لا يجيد السباحة في بحور التخييل الشعري، والقارئِ الذي اعتاد أن يغفو وسط نثار اللغة، وينام على أرائك مفرداتها وصورها التقليدية المعتادة، ويضع رأسه على وسائد بحور الخليل الستة عشر، إنها آخر الألغام الفتَّاكة التي أعادتْ قصائد الشاعر إلى بدايتها الأولى، جنينا في رحم الذاكرة، سيولد من جديد.