فرقة "نوى" تصدح بابداعات الموسيقار الفلسطيني محمد غازي
تاريخ النشر : 2014-11-18 17:53

أطلقت فرقة "نوى للموسيقى العربية" الفلسطينية ألبوما يحتوي على بعض إبداعات المطرب والملحن الفلسطيني محمد غازي، وقدمت حفلا في قصر "رام الله" الثقافي، وذلك في إطار مشروع "هنا القدس".

جاءت هذه الفعالية استكمالا للجهود الرامية الى البحث على إبداعات متناثرة لفنانين فلسطينيين وجمعها، بهدف توثيقها كأرشيف لتعريف الفلسطينيين والعرب بهذا الموروث الثقافي الفلسطيني قبل "نكبة 48" الذي نادرا ما يسلط عليه الضوء، وللاحتفاظ به كأرشيف للأجيال اللاحقة.

وقد استهلت "نوى" مشروعها هذا بقيادة الموسيقار باسل زايد، بألبوم للموسيقار الفلسطيني-العراقي روحي الخماش، فحمل عنوان (هنا القدس 1)، ليأتي ألبوم (هنا القدس 2) بتوقيع الفنان محمد غازي.

فقد استمع الجمهور الفلسطيني إلى ألحان الموسيقار الفلسطيني وأغانٍ أداها، فعاد الكثير منهم بذاكرته إلى 60 عاما حين كان المستمع العربي الذواق يجلس إلى جوار المذياع للاستماع إلى إذاعة "هنا القدس" التي استلهمت منها الفرقة عنوان مشروعها.

قدمت فرقة "نوى" 8 فقرات من ألحان محمد غازي ما بين أغانٍ وموشحات وابتهالات، كما كان الموسيقار الراحل روحي الخماش، الذي أضاف وتر العود السابع، حاضرا بمقطوعتين موسيقيتين.

محمد غازي.. من يافا إلى بيروت

ولد محمد غازي بقرية بيت دَجَن القريبة من مدينة يافا، وهي إحدى المواقع القديمة والمذكورة في العهد القديم، وكان من بين الفنانين الفلسطينيين والعرب ممن لمعت أسماؤهم في إذاعة "هنا القدس".

نزح الفنان بعد قيام دولة إسرائيل إلى لبنان برفقة مجموعة من الموسيقيين والمخرجين والمنتجين الفلسطينيين، من بينهم حليم الرومي وصبري الشريف مدير اذاعة الشرق الأدنى الذي رافق السيدة فيروز والرحابنة كمخرج وإداري وموسيقار منذ البدايات، والذي تولى إدارة مهرجان "بعلبك".

استكمل محمد غازي مسيرته الفنية في بلاد الأرز ملحنا واستاذا للغناء العربي الكلاسيكي، وامتاز بصوت جميل وعرفت عنه مهارته في أداء الموشحات الأندلسية، حتى أن الأخوين رحباني أوكلا إليه مهمة تدريب فيروز على غناء الموشحات، وشاركها في أداء بعض منها.

عرفت الإذاعات العربية في سوريا ولبنان ومصر والعراق والأردن الفنان الفلسطيني الكبير محمد غازي.. الملقب بـ "عميد المطربين"

"هنا القدس" في سطور...

تأسست إذاعة "هنا القدس" في 30 مارس/آذار 1936 وكانت تبث بثلاث لغات، العربية والعبرية والإنكليزية، وكان الشاعر ابراهيم طوقان رئيس القسم العربي في الإذاعة، فيما كان الإشراف الموسيقي للملحن الفلسطيني يحيى اللبابيدي (والدته لبنانية من آل الفاخوري)، الذي اشتهر كملحن لأغنية "يا ريتني طير لطير حواليك" التي غناها الفنان-الأمير السوري فريد الأطرش في القدس مطلع مشواره الفني.

احتضنت إذاعة "هنا القدس" الكثير من الموسيقيين والعازفين والمغنيين من مختلف المدن العربية، بعضهم بدأ خطواته الفنية الأولى انطلاقا منها، مثل فيليمون وهبي الذي يعتبر أحد أعمدة الفن اللبناني، الذي انتقل بعد عمله في القدس إلى إذاعة "الشرق الأدنى" في يافا.

يُذكر من الأسماء العربية اللامعة في سماء الفن الفلسطيني الملحن السوري محمد عبد الكريم الشهير بأمير البزق، والملحن السوري أيضا عبد الفتاح سكر، الذي كان من العرب غير الفلسطينيين الذين طردوا من فلسطين إلى أقرب نقطة حدودية فعاد إلى دمشق، وقائد أوركسترا الإذاعة اللبناني الأصل يوسف بتروني.

سجلت أوركسترا الإذاعة الكثير من الأغاني والموشحات التي حققت شهرة واسعة تجاوزت حدود فلسطين، وجلبت لمغنيين شهرة واسعة آنذاك في الوطن العربي. من هؤلاء المغنية الفلسطينية ماري عكاوي، والمغنية اللبنانية لور دكاش التي سجلت أغنيتها الأشهر "آمنت بالله" في عام 1939 في إذاعة.. "هنا القدس".