إيران و الرسائل الامريكية السرية
تاريخ النشر : 2014-11-15 10:11

كان اخر حدث تناولناه فى المقالة السابقة هو تسريب وكالة انباء الاناضول التركية عن إجتماع سرى بين وفد امريكى و وفد إيرانى برعاية السلطان قابوس فى عمان و ربطنا بين بنود الاجتماع و ما يحدث من تطورات فى المنطقة فوجدنا ان ما يحدث هو ترجمة لبنود الاجتماع حتى طالعتنا صحيفة وول ستريت جورنال بنشر خبر مفاده ان اوباما بعث برسالة سرية الى مرشد الثورة الايرانية خامنئى ,تأخر الرد الايرانى الى ان جاء على لسان على شمخانى امين مجلس الامن القومى بان هذه الرسالة ليست الاولى .

إذا لماذا قامت الولايات المتحدة بكشف الرسالة؟ هناك راى يقول انها ارادت احراج ايران لكن انا رأيي عكس ذلك لان ايران و بهذه الظروف تعتبر ان هذا الكشف يصب فى مصلحتها أولا: لان شخص بحجم اوباما رئيس اقوى دولة فى العالم يبعث برسالة سرية يطالبها بالمساعدة فى القضاء على داعش و حل موضوع الملف النووى ثانيا :طالما ان الجانب الامريكى هو من بعث الرسالة و بشكل سرى إذا هناك حاجة له عند الجانب الايرانى يريد ان يصل اليها دون إغضاب حلفاء له لكن عندما سمح لهذا الخبر بالنشر هو قصد ان تصل هذه الرسالة الى من كان يحاول الحفاظ على عدم إغضابهم .

ومن ناحية اخرى نرى ان ترجمة الاجتماعات و الرسائل السرية هو ما يدور فى المنطقة أخرها تقليص المساعدات و الدعم للجيش الحر حتى بدات تظهر نتائجه من مناشداته للخارج بنفاذ الذخيرة و استكمالا لسير الاحداث جاءت مبادرة المبعوث الاممى ميستورا بتجميد القتال ابتداءا بحلب و على الرغم من رفض الجيش الحر للمبادرة الا بشروط ,اذا مبدأ التفاوض غير مرفوض لكن يحتاج لتقريب وجهات النظر و النظام السورى تلقف المبادرة بكل سرور فى داخله و كتم فرحته مصرحا بانها خطوة تستحق الدراسة ليحافظ على هيبته و هو يعرف انها خطوة اولى على طريق تغيير شكل التحالفات فى سورية طبعا كل ذلك برضى امريكى

وللاسف غياب الاطراف التقليدية الداعمة للمعارضة للوصول للهدف المنشود بتشكيل معارضة معتدلة ضد التنظيمات الاسلامية المتطرفة و تأتى المرحلة حسب الخطة الامريكية لبناء سوريا الجديدة بوجود بشار الاسد كطرف اساسى فى الانتخابات الرئاسية لتفرز نظام سورى معدل .

بعد كل ماسبق ماهى مكاسب ايران و الولايات المتحدة ؟اولا الجانب الايرانى حافظ على حليفه الاستراتيجى فى المنطقة و هو النظام السورى و حافظ على نفوذه فى العراق و انتزع اعتراف امريكى ضمنى بوجوب الاعتراف بدورها فى اى مشروع فى المنطقة و تغاضت الولايات المتحدة عن التمدد الحوثى فى اليمن ثانيا : الولايات المتحدة مكسبها فى استمرارية الاحداث فى المنطقة و الامساك بخيوط اللعبة حتى لو كانت بإجتماعات و رسائل سرية مع حليف غير معلن او اجتماعات و رسائل علنية مع الحلفاء الحقيقيين.