"لمواجهة نفوذ الصين".. هاريس تتعهد بزيادة الاستثمارات الأميركية في أفريقيا
تاريخ النشر : 2023-03-26 21:20

بكين: أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، يوم الأحد، أن بلادها ستزيد الاستثمارات في إفريقيا وستساعد في تحفيز النمو الاقتصادي، وذلك في مستهل جولة تستغرق أسبوعاً في القارة، بهدف "مواجهة نفوذ الصين"، وفق مسؤولين أميركيين.

ووصلت هاريس إلى غانا في مستهل جولتها الإفريقية إلى 3 دول تشمل أيضاً تنزانيا وزامبيا، في حين تتطلّع واشنطن إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية في القارة.

وفي تصريحات مقتضبة، شدّدت هاريس على أن زيارتها تمنحها الفرصة لتعميق العلاقة بين الولايات المتحدة والشركاء الأفارقة.

وقالت هاريس "نتطلع إلى هذه الرحلة باعتبارها تعبيراً إضافياً عن العلاقة الطويلة الأمد والمستمرة والبالغة الأهمية والصداقة بين شعب الولايات المتحدة وأولئك الذين يعيشون في قارة إفريقيا".

وأعربت عن حماستها بشأن مستقبل إفريقيا، وأضافت: "أنا متحمسة للغاية لتأثير مستقبل إفريقيا على بقية العالم بما في ذلك الولايات المتحدة".

ويرافق هاريس في الجولة زوجها دوجلاس إيمهوف، وقد استقبلهما في العاصمة الغانية أكرا نائب الرئيس محمد باوميا ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى.

ورحّب عدد من طلاب المدارس بنائبة الرئيس الأميركي، بقرع الطبول والرقص، رافعين أعلاماً غانية في مطار كوتوكا الدولي.

وتندرج الرحلة في إطار استراتيجية واشنطن الهادفة إلى الحد من النفوذ المتزايد لبكين وموسكو في القارة الغنية بالموارد وتوجيه رسالة أكثر إيجابية من جانب الولايات المتحدة، بحسب المسؤولين الأميركيين.

وتحمل الجولة التي ستقودها، الأربعاء، إلى تنزانيا، ثم، الجمعة، إلى زامبيا، بعداً خاصاً، فهاريس هي أول شخص من أصل إفريقي، وأول امرأة تصل لمنصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، لكن سبق أن زارت زامبيا حين كانت طفلة حيث كانت تعمل جدتها (والدة أمها) المنحدرة من الهند.

فيما لم يزر الرئيس الأميركي جو بايدن إفريقيا منذ تولى الرئاسة عام 2021، تأتي جولة هاريس في أعقاب زيارات أخرى إلى إفريقيا أجراها أعضاء في حكومة بايدن وكذلك زوجته جيل.

الانخراط الصيني

وستتيح هذه الزيارة لكامالا هاريس، تعزيز مؤهلاتها على صعيد السياسة الخارجية تحسباً لترشح بايدن لولاية ثانية في 2024 حين ستكون إلى جانبه، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي إلى تعزيز العلاقات مع إفريقيا لغايات منها تقديم بديل لقوى منافسة، فقبل القمة "الأميركية - الإفريقية" في ديسمبر الماضي، خصصت الولايات المتحدة 55 مليار دولار للقارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تقديم 150 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة لمنطقة الساحل الإفريقي خلال زيارة إلى النيجر، الشهر الجاري.

وقال مسؤولون أميركيون كبار الأسبوع الماضي إن هاريس ستناقش في هذه الجولة انخراط الصين في المسائل ذات الصلة بالتكنولوجيا، والقضايا الاقتصادية في إفريقيا، التي تهم الولايات المتحدة، إضافة إلى مشاركة الصين في إعادة هيكلة الديون.

وضخت الصين استثمارات ضخمة في إفريقيا في العقود القليلة الماضية في مجالات منها تطوير البنية التحتية والموارد الطبيعية، بينما ينمو نفوذ روسيا في القارة أيضاً عبر نشر قوات من مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة لمساعدة الحكومات في العديد من الدول.

وتجاوزت الصين في العقد الماضي الولايات المتحدة في الاستثمار في إفريقيا من خلال مشاريع ضخمة للبنى التحتية، غالباً ما يتم تمويلها عبر قروض بلغ مجموعها أكثر من 120 مليار دولار منذ بداية القرن.

وتعد بكين مُقرضاً مهماً لإفريقيا، من خلال قروض منخفضة الفائدة، علماً أن التجارة بين إفريقيا والصين ارتفعت العام الماضي بنحو 35%، لتصل إلى 254 مليار دولار.