ياسر عرفات الرجل المؤمن
تاريخ النشر : 2014-11-13 13:19

عايشت الرئيس ياسر عرفات - عن قرب منذ العام 1995 وحتى استشهاده ، وكنت من القلائل الذين دخلوا عليه المستشفى الفرنسي الذي توفي فيه ، وصاحبته في بعض رحلاته ، ومكثت معه ساعات طويلة في بيته ومكتبه ، وتناقشت معه في امور كثيرة غير السياسة ، فما وجدته إلا رجلا مؤمنا بالله إيمانا لا ينكره كل من خالطه ، محافظا على صلواته وعلى ورده القرآني اليومي وصيام شهر رمضان ، وحتى عندما اشتد عليه المرض الذى استشهد على إثره وكان قد دخل شهر رمضان رفض نصائح الأطباء بالإفطار لأن معه الرخصة الشرعية ، ورافقته في الأيام الأولى من الشهر الفضيل وهو صائم ، وذات يوم همست في أذنه " اخ أبو عمار يجب أن تفطر حتى تتناول علاجك بانتظام بل والأولى لك أن تفطر وهذا هو الدين " ، صمت قليلا ثم نظر إلي وقال " أنا لم أفطر يوما واحدا في شهر رمضان طوال حياتي بالرغم المصاعب التي مررنا بها ، هل أفطر وانا في هذا السن ؟؟ سلمها لله " ، ولكنه بعد ذلك وأمام إلحاح الاطباء والأصدقاء استجاب للنصيحة وأفطر دون أن يشعر بذلك أحد .
في يوم من أيام الجمعة وكنا نصلي معه في مسجد الرئاسة " المنتدى " وكان على موعد مع شخصية مهمة وقت الصلاة ، همست في أذن الخطيب أن يختصر لارتباط الرئيس بموعد ، فرفض وقال لا تحرمني من متعة الصلاة والاستماع لشيخنا ، ويمكن لأي ضيف أن ينتظر " ..
كان يجب النقاش في القضايا الدينية وهو لديه إلمام شامل في قضايا الدين ويشارك بحرارة في شرح الأمور ، كنا نختلف معه وكان يردد " كل واحد وحسب فهمه للآية أو الحديث ربنا يهديك "
كان يحترم كل الأديان وأتباع الأديان ويشاركهم في مناسباتهم وكان يقول نحن ورثنا العهدة العمرية عن سيدنا عمر بن الخطاب ، وكلنا شعب واحد ويتقرب من الجميع ويشارك الجميع .. رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في الشهداء والصالحين .