الطريق الى النصر (التراث في مواجهة الإحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي)
تاريخ النشر : 2023-03-24 10:31

شعرت بإعتزاز وفخر وأنا أشاهد رحلات المدارس إلى متحف العقاد، ليطلعون على تراث أجدادنا العظماء متحف العقاد الذي تقاطر عليه كل خبراء التراث من الداخل والخارج
القضية يا سادة ياكرام في منتهى الأهمية حيث يمثل التراث الشعبي الفلسطيني ثروة ضخمة من الأدب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافية والفنون التشكيلية والطقوس الدينية، والحكايات، والأمثال، والأحاجي والألغاز، والألعاب الشعبية، والأكلات، والملابس، والدبكة، والأغاني، والموسيقى الشعبية؛ إضافة إلى الفن المعماري الفلسطيني لذلك علينا بذل الجهود الجبارة لإيصال الرسالة الوطنية لأن ذلك أقصر الطرق المؤدي إلى النصر
فعندما يستوعب أبناؤنا مسيرة الأجداد ، فإن ذلك يمثّل الحاضنة الأساسية للهوية الوطنية، وهو يعدّ بمنزلة ذاكرة الوطن وموروثه التاريخي

ويتضمّن تراثنا الضاربة جذوره في أعماق التاريخ ، من آثار ومعالم تاريخية معيّنة تجسّد إبداع الفلسطيني الجميل والمراحل الأساسية التي مرّ بها عبر هذا التطوّر، ومن أبرز مظاهره الأبنية التاريخية والحرف اليدوية والأزياء الشعبية ، هذا بالإضافة الى الشق المعنوي، المتمثل في ما تم توارثه من قيم وعادات وتقاليد جيلاً بعد جيل، ومن ثم، فإن التراث التاريخي يقوم بدور كبير في تحديد معالم الشخصية الوطنية لفلسطين على الصعيد المحلي والخارجي ، وصورتها الجميلة المبدعة

السادة الأفاضل:
لقد ترك لنا الأجداد العظماء الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة

وفي الحقيقة:
تساهم الرحلات المدرسية في تنمية مستوى المعرفة لدى الطالب في كافة المجالات ، حيث ينعكس ذلك إيجاباً على مستواه الدراسي وفي حياته وفي المستقبل
لقد تغيرت الأحوال وتبدلت الأمور ، فقد كانت الرحلات المدرسية في السابق ذات فائدة كبيرة تنعكس على الطالب، وذلك يعود إلى جانب محدودية الخيارات المتاحة للرحلات المدرسية حيث كانت تقتصر فقط على الرحلات البرية وكذلك الترفيهية، فلم يكون بمقدور المدارس القيام بأي رحلة نوعية تساهم في إكساب الطالب العديد من المهارات تقابل الاحتياجات التعليمية الحديثة.
ولكن ومع تغير الوقت وظهور وجهات متعددة وفي مجالات متنوعة أصبح هنالك خيارات متعددة للمدارس كالمتاحف التاريخية والمواقع الأثرية ، ولو قمنا بتقييم الرحلات المدرسية إلى متحف العقاد، فإننا نلمس الفائدة الكبيرة التي حصل عليها الطلاب من الرحلات الحديثة.
التراث في فلسطين، لا ينفصل بحال عن التراث الشعبي في باقي الأقطار العربية الشقيقة؛ ذلك لما بين هذه الأقطار من تآخٍ وتواصل جغرافي وثقافي وتاريخي، ووشائج تنبثق من ماض مشترك وحاضر متشابه ومستقبل واحد، وحضارة صنعها الأجداد على مدى أحقاب متطاولة من الزمان، مما يعمق جذور الوحدة في هذه الأمة الواحدة، ولكن ذلك لا يمنع من إغناء التنوع الحضاري الذي يبقى في إطار الوحدة.

شاهد الجندي المصري محمد فتحي فرغلي الذي يجسد التلاحم الفلسطيني العربي
ومن هنا، ارتأيت كتابة هذا المقال لما يمثله التراث الشعبي من أهمية توضيح التاريخ الفلسطيني على حقيقته لأن التراث الشعبي مرآة صادقة، تقدم صور الحياة بشفافية وأصالة، ولا تختبئ وراء الحواجز والأقنعة، لذا فإن سردية الرواية الفلسطينية الحقيقية أمام العالم الذي بات يؤمن ايماناً عميقاً بأن فلسطين لشعبها وأهلها وأن الكيان الصهيوني الغاصب يمارس الكذب والتضليل وعلى كل الأحرار والشرفاء دحض هذه الأكاذيب و أن فلسطين كانت مهداً لأقدم الحضارات والثقافات، استمر شعبها العربي ينشر الخضرة والبناء والحضارة والثقافة في ربوعها طوال آلاف السنين، ويرفع لواء التسامح العربي ضارباً المثل في حرية العقيدة، وحارساً أميناً على مقدسات جميع الأديان في وطنه.

فلسطين الأرض والهوية ، ضاربة جذورها في أعماق التاريخ وتبقى الحقيقة الراسخة رسوخ الجبال أن فلسطين الحضارة والتراث والإبداع ستظل منارة تضيئ درب الحرية ، ومهما تفوه الإرهابيون والقتلة الصهاينة أمثال بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، فلن يستطيعوا طمس الحقيقة

لأن الحقيفة شمس لن تغيب
علموا أبناءكم حضارة فلسطين وتاريخها وتراثها الأصيل لأنه أقصر الطرق إلى النصر