ثورات الحراك الشعبي العربية الحقيقية لم تنطلق بعد!!
تاريخ النشر : 2023-03-23 14:24

انطلقت ثورات ما سميت حينذاك بالربيع العربي في عام 2011 على إثر حادثة حرق جرت في تونس لتمتد عبر حدود التجزئة السياسية العربية الممنهجة إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن تأكيدا على وحدة الجغرافيا العربية وعلى وحدة المصير القومي وكان مقدرا لهذه الثورات الشعبية التي انطلقت من جماهير الكتلة التاريخية الذي يسميها المفكر الإيطالي الماركسي جرامشي وهي الفئات الاجتماعية التي تشعر ببؤس النظام السياسي الاستبدادي ..كان مقدرا لهذه الثورات أن تخلق مناخآ ديموقراطيا يطيح بانظمة الاستبداد العربية ولا تكتفي بالاطاحة بالرؤساء تحقيقا للشعار الذي رفعته وهو إسقاط النظام وليس تغييره لكن الذي حصل أن هذه الثورات لم تسقط النظام ولم يتم تغييره بل تمخض عنها إنتاج أنظمة فوضى سياسية وامنية فقدت به الدولة الوطنية هيمنتها لتتاهل لاستيعاب شروط الدول المزمع اقامتها في شرق اوسط جديد بنفوذ سياسي واقتصادي وامني أمريكي إسرائيلي. . لم تنعم الدول العربية التي شهدت أحداث الربيع العربي استقرارا سياسيا وامنيا فما زالت تعاني من أوضاع داخلية صعبة انعكست على الحياة المعيشية بسببها لم يعد شعار تعميم الديموقراطية هو المطلب الرئيسي الوحيد لجماهير الكتلة التاريخية الشعبية بل احتل الشعار المطلبي حيزا كبيرا من دوافع التغيير. ..اما دول الخليج العربية النفطية الثرية فقد كان واضحا أنها لن تلحق بالربيع العربي على الرغم من حاجة شعوبها إلى الديموقراطية في مواجهة أنظمة استبدادية وراثية تربطها علاقات التبعية بكل أشكالها مع النظام الرأسمالي الامبريالي لكن عدم وجود وطأة للحياة المعيشية الصعبة بسبب توفر المال النفطي جعلها بعيدة عن أي حراك شعبي يطيح بانظمتها السياسية القبلية... وهكذا لا بد من الإقرار أن الثورات الشعبية العربية الحقيقية التي حققت أهدافها المعلنة لم تنفجر بعد لأن الحراك الشعبي ظل بدون قيادات وطنية ويسارية قادرة على توجيه هذا الحراك الأمر الذي أعطى الفرصة للتدخل الخارجي من قبل قوي إقليمية ودولية عديدة لكل واحدة منها مصالحها الحيوية التي تعمل بكل الوسائل على تحقيقها و المحافظة عليها ..