سموتريتش لا يهذي «احياناً»!!
تاريخ النشر : 2023-03-21 18:47

الوزير الإسرائيلي العنصري والفاشي والمتطرف بتسلئيل سموتريتش أدلى أمس في فرنسا بتصريحات سخيفة منكراً ومتنكراً لوجود الشعب الفلسطيني ويدعي أنه هو الفلسطيني، كما ادعت  جولدا مائير من قبله بأنه لا وجود للشعب الفلسطيني وانها هي "الفلسطينية"، وانا هنا لن أناقش هل ادعاءاته صحيحة ام كاذبة وذلك لان الحقيقة واضحة وضوح الشمس والتاريخ لا يمكن تزويره مهما حاولوا المتغطرسين، وقد كتب المؤرخون عشرات الكتب عن تاريخ الشعب الفلسطيني وأصالته وجذوره في هذه الأرض، ولن يستطيع مجرد "معتوه" ان يقنع أحد في العالم بروايته الكاذبة ولا حتى أن يشكك في الرواية الفلسطينية الممهورة بالدم الفلسطيني على هذه الأرض، منذ "الفدائي الأول" المسيح عليه السلام كما أسماه زعيمنا الخالد أبو عمار.

ولكن ما اريد مناقشته هو الفكر والتفكير الذي أتى بهذه التصريحات، فبتأكيد المعاتيه لا يفكرون ولكن يتم تلقينهم بفكر معيّن وهذا بالضبط ما حصل مع سموتريتش، فقد تم تلقينه وتنشئته على أكذوبة كبيرة بأنهم أصحاب وأن الشعب الفلسطيني هو "طارئ" على هذه الأرض، بل واكثر من ذلك بأن أرض "إسرائيل" الكبرى هي من النيل للفرات، وقد ظهر هذا جليا في الشعار الذي كان مرسوماً على المنصّة التي كان يتحدث امامها في باريس وهذه الشعار  أو "خارطة أرض إسرائيل" كما أسموها، تشمل بالإضافة لكل فلسطين، المملكة الأردنيّة وأجزاء من سورية ولبنان، تلك هي إذاً الأوهام وخرافة الرواية التوراتية بصيغتها "الكهانية" التي تحلم حكومة الفاشيين بن غفير وسموتريتش بتطبيقها.

الرد جاء سريعاً من الأردن، وغضب اجتاح المملكة، واستدعاء للسفير الإسرائيلي وتقديم احتجاج لتخرج بعدها الخارجية الإسرائيلية ببيان تؤكد فيه أنه "لم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل التي تعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية"، ولكن السؤال هنا: ما دلالات خطاب سموتريتش تجاه الأردن بعد لقاء شرم الشيخ؟ الدلالات واضحة ولا تحتاج لعبقري لكشفها، فهذا الخطاب العنصري يكشف مكنون العقيدة والفكر الصهيوني بصورة واضحة وجلية من فم شخص أرعن ومعتوه، وجاء بعد اجتماع شرم الشيخ الخماسي ليقول للمجتمعين أن ما تتفقون عليه لا يمثل الحكومة الإسرائيلية ولن تلتزم "إسرائيل" بشيء!!..

بعد غزوة سموتريتش المطلوب فورا استراتيجية عربية لمواجهة هذه الفاشية ويجب اتخاذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية الضرورية للتصدي لمثل هكذا تصريحات بما يستوجب ذلك تنسيق عربي موحد لمواجهته وأيضا إجراء حوار استراتيجي فلسطيني أردني لمواجهة هذه التوجهات الخطيرة والتي هي عودة إلى طرح فكرة (إسرائيل الكبرى) من النيل إلى الفرات.

المطلوب الان التحرك في العمل العربي الجماعي من أجل إسقاط وإفشال أوهام وفكر ومخططات الفاشيين الذين يحلمون "بدولة إسرائيل الكبرى" قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح هذا الفكر في إطار التطبيق والتنفيذ لأنه حينها لن ينفع الدم وستدفع الشعوب العربية ثمنا باهظا ربما يكون أكبر بكثير مما دفعه الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948.

المطلوب الان وفورا من الرسمية الفلسطينية إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012، ومطالبة العالم بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة محتلة وارسال خطار رسمي للأمم المتحدة تطالب فيه برحيل الاحتلال عن دولة فلسطين مع اتخاذ كل الإجراءات التي اقرها القانون الدولي وبما يترتب عن بقاء عن هذا الاحتلال. هكذا تكون الردود على مثل هذه التصريحات الخطيرة والتي تصدر عن معاتيه ولكنها تعبر عن حقيقة مشروعهم وليس عبر بيانات شجب واستنكار لا تضر دولة الاحتلال بشيء.

تنويه: في يوم الام، تحية للام الفلسطينية صانعة الرجال وبانية الأجيال، الصامدة على هذه الأرض، وتعاني من احتلال لعين وانقسام بغيض، الاول ينغص عليها حياتها والثاني يشق عليها في رزقها، عاشت الام الفلسطينية ذات عزم وقوة يا ليتنا نتحلى بصفاتها.