ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
تاريخ النشر : 2023-03-20 19:41

انقلاب ناعم على الشرع والشرعية، وتسلّل بطيء لتكرار تجربة فاشلة وخدعة مكشوفة
بعد أن انكشف دور حماس في غزة: خذلان الجهاد الإسلامي وتركها تلعق جراح قادتها الذين اغتالتهم إسرائيل بدعوى تجنب حرب مدمرة على القطاع ، وهو اعتراف ضمني بخطيئة التصرف الذي اجتلب سلسلة الحروب المدمرة على غزة و تدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية عبر الاحتكار والترحيل والمخدرات والعاهات التي تركتها الحروب وما أحدثته عمليات التجييش عبر ما عرف بمسيرات العودة ، ثم التراجع عنها وفضائح التجسس وزرع الكراهية و الحقد و تجارة الدم والتهدئة مقابل المال، و التنسيق الخفي والعلني والتهدئة مدفوعة الثمن والفضائح التي تمثلت في بهلوانية إعلامية تتمثل في لغز ومزاعم سيف القدس واحد 1111 وعنتريات (أبو إبراهيم) و وعيده وتهديداته الهزلية التي ما لبثت أن أسفرت عن فشل في المواجهة واسترزاق كسيف من المموّل الوحيد بتغطية أمريكية كما جاء على لسان أحد قادة الصف الأول (نزال) بكل صراحة ووضوح والتفاوض المباح مع العدو كما جاء على لسان الزهار والمفتي السياسي أبو مرزوق (يحّلل ما يشاء ويحرم ما يشاء بغير حساب) بتفويض مطلق.
للتغطية على كل هذه الموبقات عمدت حماس إلى الانقلاب الناعم عبر الوسائل التالية:
أولا – التجييش ضد السلطة (جواسيس جواسيس) (البارود البارود السلطة قبل اليهود) وتجارة الدم حيث قذفت بالمقاتلين الشرفاء إلى محارق غير مدروسة للتغطية على افتقارها لدور نضالي حقيقي، ثلاثة شهداء (رحمهم الله) من القسام مقابل أربعين من الشهداء من الأجهزة الأمنية التي يحرضون صباح مساء ويؤلّبون الشارع عليها ليل نهار، ويتهمونها بالخيانة
ثانيا – قبل ذلك اغتنام فرصة استشهاد نزار بنات (رحمه الله) على نحو ينمّ عن اختراق مشهود بـ (ما له وما عليه) من أجل تأجيج مشاعر الجماهير ضد السلطة، ثم استثمار ذلك في تهييج النفوس وتسيير المظاهرات للمطالبة برأس القادة التي تسندها حركة وطنية قوية مازالت تشكل درع حماية للمشروع الوطني.
ثانياً - استعمال سلاح الإضراب لإسقاط القيادة وتدمير السلطة بمؤسساتها الرسمية لصالح حكومة التطرف ، ورفض الحلول كافّة والإصرار على مطالب مادية تعلم علم اليقين أنها لا تملكها ، ومع هذا نرى كيف تستغل ظرف بالغ السوء و تعمل في تناقض واضح مع حركة المقاومة التي تبذل الدم رخيصاً.
ثالثاً- الطعن في القرارات والتشكيك في النوايا على نحو الضجة التي أثيرت حول مؤتمر العقبة ، وظروفه معلومة وخسائره من صنع الإعلام الذي تجاهل موازين القوى والظروف العربية والإقليمية وفوائده السياسية واصطناع الخسائر على نحو ديماغوجي غوغائي لإثارة الشارع.
رابعاً- استضافة قادة حماس في فضائيات معروفة ذات تأثير لقادة حماس لتضخيم منجزاتها وتعليل إخفاقاتها والتغطية على ما أحدثته من شروخ بعيدة المدى في الجدار الوطني ، وما سببته من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية.
خامسا – التركيز على مسألتين:
الأولى - قديمة حديثة كانت سببا في فوزها في انتخابات 2006 وهي قضية الفساد باعتراف محمود الزهار الذي أقر أنها سبب نجاح حماس وهي قضية الفساد التي انتشرت رائحته الأن وزكمت الأنوف وأصبحت علنية على الملأ (خروج القادة من غزة، وإدارة الاستثمارات الخاصة في تركيا)
الثانية - التنسيق الأمني بتحويله إلى قميص عثمان وتشويه مفهومه، في حين التنسيق بين حماس وإسرائيل من أجل إدخال الأموال والتهدئة عيانا بيانا.
أبعد هذا كله نرى هذا الانسياق الغوغائي وراء حركة ما كان يمكن أن يكون لها قاعدة جماهيرية لولا الدعاية المغرضة، ونحن لا نشكك في مقاتليها ولكن ندعو إلى التأمل في سلوكها السياسي والعسكري.
وبعد أما آن لنا أن نفرق بين شعبوية غوغائية كرسها الإعلام المأجور والحزبية الحاقدة لنرى ببصرنا و بصيرتنا ما يحاك لنا ، وأن ندرك أن الماء تعكر صفوه كثرة الدّلاء والحكمة تفسدها آراء الأدعياء.