مملكة فلسطين الحزينة
تاريخ النشر : 2014-11-12 17:47

فى منظومة يعلوها الفساد و ينخر فى جسدها المحسوبية , لن تجد فيها الا الشياطين و هم يعتلون المنابر خطباء يرجمون بالغيب كل من يخالف تعاليمهم و سيل من الاتهامات بالخيانة لكن من يقول لهم كفاكم ما نهبتم من الوطن , اتركوا لنا ترابه و ارحلوا ,, فتخرج عليك زبانيتهم يحملون البنادق المأجورة لاغتيال حلمك فى وطن للاجيال , او ابواق ناعقة لها ألسنة كالمناشير اينما غرست جرحت ,,

ولانه الوطن ,, فلا حصانة لاحد , فلا مكان لمن يمهد الطريق لعودته كصلاح الدين بعد ان كان موجود هناك و رحل اعارة لاعب محترفا فى ملاعب الاخرىن , ليزيد همنا هما اخر فبعد ان كان اخوه وكيل اعماله و عرابه فى الرشوة الان حتما سيغير الصورة و معه جيل اخر جديد ليغير المفهوم و يمارس النشاط بلغة الاباليس , و ذاك اعتلى فى غفلة من الزمن الكرسى فنصب ابنه وليا على مال الوطن و ذاك استشاط غضبا كيف لا و انا لى ابننا لا ينافسه فى هذه المنافسات ذو شأن او حتى تاريخ ,,,, فلم يتركوا للوطن شيئا الا و دنسوه و داسو على كل من اقترب و حاول ان يلتصق بجوارهم عله يجد ما يسد حاجته فكانت المهانة و الذل ,, فجشعهم لم يسمح لهم ان يتركوا حتى الفتات ,,,

تلك هى الصورة القديمة التى لازالت جاسمة على قلب وطن محبوس بين جدرانه معزولا , يعزف الحان الخلود و هو يرسم صور ابناءه العاشقين على جدرانه,, صورة شهيد بطل سقط صريعا فى معركة الحق ,او يروى حكاية قائد سقط غدرا و دمه لازال لعنه تطارد كل خسيس , او مناضل قديم اعياه الكبر فانتهت صلاحيته فرموه و رفضوا ان يجددوا له التأمين بعدما لم يعد يمتلك الا صوتا مبحوحا و لم يعد يصلح ضمن صفوف المهاللين او ذاك الجريح و هو جالس خلف بسطة فى سوق الخضار ينادى على المشترون فى زمن اصبح الناس يسئلون عن قيمة الجرجير و بعدما عزف الناس عن قراءة التاريخ ,,

و لانه التاريخ الذى لا يسقط بالتقادم و لا يخضع للابتزاز , فعار على من قبل المضى فى هذا الطريق مانحا نفسه اجازة من التفكير و دخل ضمن القطيع , كخروف لا يعلم الى اين يسير ان كان نهايته مسلخ او سوق يباع فيه كالعبيد ,,

و لان المنافسة على سرقة الوطن هى ما يدفعهم لحشد الجماهير , فترى كرمهم ينهال بسخاء طالما هناك وطن موجود يجهز نفسه لسداد تلك الفواتير , لا بل و يجلسون بجوار البسطاء طالما غدا سيدخلون زنانين الشقاء لانه فى ذاكرتهم ما سوف يقولون ,,

و لان كل منهم يسعى لاحتلال الوطن بطريقته و ليس تحريره من براثن اليهود ,, اخضعوه للذل و المؤامرات و تركوه جريحا ينزف غارقا فى دماء ابناءه و تفرغوا لشاشات العهر و هم يقسمون رعية المستقبل ما بين كافر و زنديق الى عميل و خائن , لتسكن عاصفة الوطن حتى لا تزيد من قهر مواطنا ينام فى العراء او ام شهيد انهكها البكاء , او طفل لازال ينتظر ابوه و هو لا يعلم انعدام اللقاء

كلكم شاركتم فى معاناة هذا الوطن حين سمحتم للوطن ان يكون اوطان , كلكم شاركتم فى ظلم الوطن بعد ان تأمرتم على سحق كل من خالفكم الرأى ,, فغاب الفكر و تشرذم الوطن و بقيتم انتم ,, هنيئا لكم

من مصر