دحلان يستذكر الرمز عرفات واصفاً إياه بالمواطن المميز والزعيم الأسطوري
تاريخ النشر : 2014-11-12 00:17

أمد/ دبي – متابعة : استذكر القيادي الفلسطيني والنائب محمد دحلان ، الشهيد الرمز ياسر عرفات ، لافتاً أن الراحل الكبير كان مواطناً مميزاً ، ومتواضعاً بسيط العيش ، وزعيماً خالداً.

وجاء في تدوينة دحلان على صفحته الشخصية "الفيس بوك":

انه يوم الحاضر الأكبر، انه يوم ابو عمار، الرجل الذي لم يغيبه الموت، فقد اختار لنفسه بنفسه الموت شهيداً بكرامة الأبطال الأسطوريين، ذلك لأن زعيمنا وقائدنا المؤسس، ذلك لأن أبو عمار كان يعلم بمدى احتياج هذا الشعب الصامد المكافح الى رمز الاستقلال والكرامة الوطنية، بقدر حاجته إلى رمز البندقية والمقاومة، فأصبح باستشهاده رمز كل تلك المعاني الخالدة.

الكلام عن أبو عمار لن ينتهي، وكلما اعتقدنا بأننا قلنا كل شيء، سرعان ما اكتشفنا أن حكاية أبو عمار لم تكتب كاملة بعد، والسر في ذلك أن لكل منا حكايته الخاصة والمميزة معه، وأنا هنا لا أتحدث عن القيادات والنخب التي عاصرت الزعيم الراحل أو عاشت معه الحلو والمر، بل أتحدث عن مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين كان أبو عمار يصمم على استقبالهم وتقبيلهم فرداً فرداً في كل مناسبة أو عيد أو بيت عزاء للشهيد.

البعض يعتقد واهماً بأن أبو عمار كان لغزاً مغلقاُ، وقد جاءت طريقة استشهاده لتضيف أحجية جديدة إلى اللغز، غير ان الحقيقة عكس ذلك تماماً، فقد كان الزعيم كتاباً مفتوحاً بسطور وكلمات واضحة للغاية، فكل شيء في كتاب أبو عمار كان مكتوباً بالأسود والأبيض، فلسطين، الفلسطينيون، القدس الشريف، الاستقلال، المقاومة، العروبة والإسلام، واحترامه الأديان السماوية، حقوق المرأة، حق التعليم والعلاج، الأسرى والجرحى، ولقمة العيش الكريمة. إلى جانب كل المعاني السامية، فهل في كل ذلك ذرة غموض!

منذ استشهاده ونحن نفتقد تلك اليد الحانية وذلك القلب المفعم بالمحبة والتسامح، قلب لم تكتشف الأحقاد والغلظة ورغبة الانتقام طريقاً اليه، و نفتقد عقله الوضاء الذي لم تلوثه مباهج السلطة والجاه، فقد كان الزعيم مواطناً بسيط العيش والمأكل والملبس، واستشهد فدائياً قرر التميز ببطولته لا بشيء أخر، و لعل أهم درس سطره لنا وللأجيال القادمة تتلخص في معادلة الزعيم- المواطن، فمن أراد ان يصبح قائداً ناجحاً و فعالاً عليه أولاً و أخيراً ان يكون مواطناً مميزاً، و هكذا كان أبو عمار، وذلك سر خلوده في قلوب بسطاء وفقراء شعبنا، في قلوب عائلات الشهداء، في قلوب الأسرى و رجال المقاومة، في قلوبنا جميعاً.