قراءة في فنجان دحلان
تاريخ النشر : 2013-11-15 18:19

تشتد في الآونة الأخيرة وتيرة الإشاعات في قطاع غزة حول العقيد محمد دحلان , فمن بين هذه الإشاعات أنه يزوج الشباب, أو أنه يدفع لهم ثمن العفش, أو يدفع لهم تكاليف الماجستير والدكتوراه , أو أن له جيش في سيناء وفي غزة, وهو صاحب شركة تمرد, أو أنه يريد أن يصبح رئيس أو نائب رئيس .. الخ من الإشاعات.

وفي غمرة هذه الإشاعات أصبحنا نعيش وضعا يتطلب قراءة دقيقة لغزة ومجتمعاتها فلقد أصبح لدينا بائع دجاج يختلس فخدات الدجاج بعد أن يقبض ثمنها لكي يبيعها لشخص آخر , وبائع فلافل يضع قرص فلافل واحد في الساندويتش بدلا من ثلاثة وفي سوق الحبوب أصبح الكيلو 900 جرام وفي حسبة السمك 700 جرام, وفي المخبر, الخبز غير ناضج لتوفير الزيت المحروق, وفي السوبر ماركت تاريخ كثير من المواد الغذائية مكتوب عليها أسماء تجارية معروفة منتهي, والشاهد بخمسين شيكل, والمياه ملوثة,والجيران لا يلتقون إلا في المحاكم, والتهم جاهزة والفتوى أصبحت علي كل لسان, وخطيب المسجد أدخل الشيعي والبوذي النار, والكل يريد أن يجلس في بيته ويقبض دون عمل أسوة بغيرة ممن باضت لهم في القفص, وفي غزة تنكح المرأة لوظيفتها, والفقر أصبح تقريبا في كل بيت,وهناك من يريد تحرير فلسطين بواسطة الأونروا أو الشعوب العربية أوالأصدقاء الدوليين. و منا من يريد دولة خاصة به يعيش فيها علي كيفه ويريد له ولآسرته جواز أحمر وسيارة دبلوماسية , وإذا سعل يريد العلاج في سويسرا.. ناهيك عن الحصار والانقسام والتيار والأسعار والفواتير والقائمة طويلة وهذا غيض من فيض.

وعليك أن تفكر بعد هذا الشرح السريع أن كنت تريد منصبا في غزة, أم أن تبقي في دولة الإمارات الجميلة التي يتقاسم قادتها ثروتهم مع شعبهم ويحترموا كبارهم ويعطفوا علي صغارهم , وأنشئوا دبي وأبو ظبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة, وبرج العرب والجامعة الأمريكية وجامعة العين ولهم في بلدهم ما يعتزون به.

أما إذا كنت تريد فعلا أن تصبح رئيسا أو نائبا للرئيس بعد عمر طويل طبعا لأن هناك من لا تغيب أعينهم عن هذا المنصب في اللجان المركزية والتنفيذية وحقوق الإنسان والمرأة ومجالس العائلات والمنظمات الشعبية فعليك بالتالي:

يجب أن يكون لديك مشروع وطني مثل الرئيس الشهيد ياسر عرفات والشهيد أحمد ياسين رحمهم الله ومثل الرئيس أبو مازن, لأن الناس تعودوا أن يقاتلوا من أجل مشروع

واضح المعالم.

وعليك أن تبدأ من ألآن البحث عن جنود أشداء يقفون معك فلن يكون النصر حليف قائد إذا خذله جيشه,وأنا أقترح عليك وبصفتك ميسور الحال أن تبدأ في زراعة جيش أنابيب ويفضل أن يكونوا من منطقة القوقاز لما لهؤلاء من سمعة جيدة ومقدرة علي التحمل.

ولا نريد اقتتالا داخليا يضيف إلي كوارثنا الإنسانية كوارث جديدة بل نريد حوارا هادئا يفضي إلي اتفاق بين قادتنا لكي يتفرغوا لخدمة شعبهم

أستاذ جامعي وكاتب مستقل

جامعة غزة

 

[email protected]